مكتبة التداول

هل انتهت مسيرة ارتفاع سعر النفط الخام؟

0

كانت ارتفاعات أسعار خام غرب تكساس الوسيط دون التوقعات في الآونة الأخيرة. ورغم أن ارتفاع الأسعار لم يكن مثير للإعجاب، لم يمنع ذلك العديد من الوسطاء والمحللين من رفع سقف توقعاتهم ل اسعار النفط الخام هذا العام. ومع اقتراب موسم الصيف الذي يشهد زيادة في الطلب، لن تكون التوترات في الشرق الأوسط وحدها هي التي يمكن أن تدفع أسعار الطاقة للارتفاع مستقبلا. ومن المتوقع أن يسهم انخفاض إنتاج النفط وزيادة الطلب في تفاقم نقص الإمدادات. 

ولكن لا تصب كل الأمور لصالح مشتري النفط. فالتطورات الجيوسياسية يمكن أن تتغير بسرعة ويمكن أن تؤثر على الأسواق بشكل كبير، مما يخلق عدم اليقين بين المستثمرين. كما تشير أحدث تحركات السوق إلى أن المستثمرين ما زالوا يشعرون بالقلق من أن أسعار الفائدة المرتفعة ستبقي الرغبة في المخاطرة محدودة. وحتى نتائج البيانات الأفضل من المتوقع الصادرة عن الصين تظهر بعض العلامات المقلقة، مما يُظهر أن هناك بعض العوامل التي قد تؤثر سلبًا على سوق النفط. 

التوتر ينحسر

وفي يوم الجمعة الماضي، وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى له منذ ستة أشهر، فيما كانت السوق تترقب بحذر الرد الإيراني المتوقع منذ فترة طويلة على إسرائيل. ولكن تم إسقاط معظم الصواريخ التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية، مما منع وقوع أي ضرر جسيم على إسرائيل والذي كان من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل تصعيدي. 

وعلى الرغم من أن إسرائيل قد أعلنت أنها قد ترد، يتوصل معظم المحللين إلى استنتاج أن الحادث يتبع نفس النمط الذي تبع سيناريو مقتل قاسم سليماني في عام ٢٠٢٠. حيث أطلقت إيران حينها وابلًا من الصواريخ على قاعدة عسكرية أمريكية بأدنى حصيلة للضحايا كوسيلة لاستعراض القوة. وكان الهجوم معلن مسبقًا، مما سمح لقوات التحالف بالإخلاء والتحصن. وبعد “استعراض القوة”، لم يحصل رد من قبل الولايات المتحدة، ولم يتيتم تصعيد الموقف. ونظرًا لعدم وقوع أضرار مادية كبيرة في إسرائيل نتيجة للهجوم، يبدو أن السيناريو نفسه سيتكرر ولن يتم تصعيد الموقف. 

لكن السعر لا يتراجع

على الرغم من تراجع اسعار النفط الخام عن أعلى مستوياتها التي بلغتها في ستة أشهر يوم الجمعة الماضي، إلا أنها لا تزال مرتفعة. وربما تنحسر التوترات في الشرق الأوسط، لكنها لم تنتهي. وقد فاقت أرقام الناتج الإجمالي المحلي في الصين للربع الأول في الوقت نفسه التوقعات، مما يشير إلى أن الطلب من أكبر مستورد للنفط الخام في العالم سيبقى جيدًا. وقد دفع ذلك بعض المحللين إلى مراجعة توقعاتهم للنفط الخام، حيث قال بنك أوف أمريكا إنه سيصل إلى حوالي ٩٥ دولارًا للبرميل هذا العام. 

ومن العوامل الأخرى التي تسهم في توقع ارتفاع الأسعار، هو تأكيد أوبك بلس على تقليص الإنتاج رغم ارتفاع اسعار النفط الخام. ورغم التباين الحاصل بين أوبك ووكالة الطاقة الدول بشأن حجم النقص في الإمدادات، يتفق كلاهما على أن الطلب سيزداد بشكل أسرع من العرض في الأشهر المقبلة. ومع توقع أن تبقي أوبك إنتاجها محدودا، فإن هذا الوضع قد يتفاقم. 

هناك مؤشرات لا يجب تجاهلها

قبل الانخراط بالتفاؤل القوي والتحيز لارتفاع الأسعار، هناك بعض البيانات التي تظهر مشكلات أو تحديات تحتاج إلى التدقيق فيها بعناية. على سبيل المثال، القدرة الصناعية في الصين انخفضت إلى أدنى مستوى له منذ بداية الجائحة. ورغم إن الإنفاق التحفيزي في العملاق الآسيوي ساعد على زيادة الناتج الإجمالي المحلي، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيترجم إلى طلب إذا لم تزد مصانعها الإنتاج. 

ومع اقتراب الولايات المتحدة من موسم الصيف الذي يشهد زيادة في استخدام السيارات، أو ما يسمى بموسم القيادة، فإن الأسعار المرتفعة بالفعل في مضخات الوقود تزيد من التضخم.. وهذا من شأنه أن يخفض الطلب من جانب السائقين الموسميين، وقد يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تراجع النمو الاقتصادي في أكبر دولة مستهلكة للنفط. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!

Leave A Reply

Your email address will not be published.