مكتبة التداول

أزمة الشرق الأوسط قد تحول دون خفض المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا للفائدة

0

لا تزال الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط تهدد الملاحة البحرية على الرغم من الجهود التي تبذلها الدول الغربية لتأمين المرور عبر البحر الأحمر. وآخر التطورات في هذه الحكاية هو أن شركة الشحن الأكبر في العالم، ميرسك، أكدت في نهاية الأسبوع أنها لن تعبر البحر الأحمر في المستقبل القريب. 

وكما نوقش من قبل، فإن زيادة المدة التي يتم فيها إيصال البضائع قد تؤدي إلى تقييد سلاسل التوريد وزيادة تكاليف السلع المتجهة إلى أوروبا على وجه الخصوص. ويأتي هذا في ظل تقارير تشير إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا كانت محدودة بسبب قلة عدد السفن التي تقوم بنقل البضائع من الشرق الأقصى. ومع تحول مسار الشحن إلى رأس الرجاء الصالح، يزداد نقص عدد السفن المتاحة للنقل. 

السلطات تقر بوجود مشكلة

وكان أول مسؤول رفيع المستوى يتحدث علناً عن قضية ارتفاع الأسعار هو مستشار المالية البريطاني جيريمي هانت خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي خضم حملة رئيس الوزراء سوناك لخفض الضرائب وزيادة التضخم، حذر هانت من أن الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر قد ترفع الأسعار. وما يعنيه ذلك بالنسبة لأسواق الفوركس هو أنه مع ارتفاع التضخم، فإن فرص خفض بنك إنجلترا للفائدة تتقلص. 

ورغم أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي لم يتطرقوا بعد إلى التأثير المحتمل للتضخم، فإن الموقف يؤثر بنفس القدر على الاقتصاد الأوروبي المشترك. فحوالي ٤٠٪ من التجارة بين آسيا وأوروبا تمر عبر مضيق باب المندب، النقطة الحساسة على البحر الأحمر التي يراقبها الحوثيون في اليمن والذين شنوا فيها هجمات على السفن. وحتى وقت قريب، كانت السوق تسعر خفض الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي بحلول مارس. ولكن مع استمرار الصراع في الشرق الأوسط، بدأت هذه القناعة تتلاشى. 

الأزمة ليست قريبة من الانتهاء

وفي إشارة إلى خطر المزيد من التصعيد، أطلق مقاتلو “حزب الله” في لبنان حوالي ٤٠ صاروخاً على شمال الأراضي المحتلة في عطلة نهاية الأسبوع. وقالت الجماعة انها كانت “بداية” ردها على مقتل احد قادتها في بيروت الاسبوع الماضي. وينظر إلى أزمة الشحن على أنها نتيجة لتطلع السلطات الحوثية إلى ممارسة الضغط على الكيان المحتل، وأي توسع في الصراع يمكن أن يترجم إلى إطالة أمده أيضاً. وقد يؤدي هذا إلى استمرار خطر الهجمات على الشحن لفترة أطول، وربما يؤثر على أسعار السلع المستوردة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في المستقبل “القريب”، وهي عبارة مقتبسة من شركات الشحن. 

وفي الوقت نفسه، يبدو أن النزاع في غزة لا يزال أمامه وقت طويل. وقدم المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي هاغاري في نهاية الأسبوع آخر المعلومات عن العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقال ان حماس كقوة مقاتلة قد دمرت في شمال غزة وأن الجهود تتجه الآن إلى وسط وجنوب قطاع غزة. والمعنى الضمني لذلك هو أن الصراع المستمر منذ ثلاثة أشهر لا يزال أمامه الكثير من الوقت لينتهي. 

إلى أين ستؤول الأمور

أفادت وسائل الإعلام الإيطالية أن حركة المرور على قناة السويس انخفضت بنسبة ٣٨٪ في الأسابيع الثلاثة الأخيرة من ديسمبر، ومع استمرار الاتجاه في بداية العام الجديد. هددت جماعة الحوثيين بتوسيع نطاق السفن التي تستهدفها، معلنة أن أي دولة تشارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يمكن أن تشهد سفنها مستهدفة. وأعلنت الولايات المتحدة إن ٢٠ دولة تدعم مبادرتها لتأمين الشحن، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة وهولندا وإيطاليا. لكن ثماني دول رفضت الكشف عن اسمها. 

ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن هو المنسق العام لهذا الجهد، ولكن تم نقله مؤخراً إلى المستشفى لمدة أسبوع بسبب حالة لم يتم الكشف عنها. وهذا يزيد من عدم اليقين إلى المساعي الرامية إلى تأمين الشحن عبر البحر الأحمر. وحتى مع الوجود العسكري، لا تزال شركات الشحن ترى أن المنطقة محفوفة بالمخاطر. ومع استبعاد إمكانية حل الموقف بسرعة، فإن ضغوط الزيادة في الأسعار نتيجة لتعقيدات في سلاسل التوريد أو زيادة التكاليف اللوجستية قد تستمر لفترة من الوقت. وهذا من شأنه أن يعرقل التحركات المحتملة من قبل بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي للتحول نحو التيسير. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

تداول زوج اليورو-دولار بفروقات سعرية تصل إلى صفر!

Leave A Reply

Your email address will not be published.