في أسفل منصة تداول “ميتاتريدر ٤” الخاصة بك، من الممكن أن تكون قد لاحظت عموداً يعرض “معدلات السواب” أدنى خانة التداول. ومن المحتمل أن يكون وسيطك قد قام بنشرها على موقعه الالكتروني كذلك. وإذا كنت تعتبر نفسك متداولاً يومياً، فمن الممكن أن تتجاهل ذلك ببساطة، لأنه لا يؤثر على تداولك. ولكن إذا كنت متداولاً للمدى الزمني الأطول (swing trader)، فربما تضع في حسبانك التكلفة (وأحيانا الربح) التي تضيفها معدلات السواب إلى صفقتك.
ولكن ماذا لو كانت معدلات السواب ليست مجرد تكلفة أو ربح إضافي في تداول الفوركس، ولكن أيضاً تحتوي على معلومات مفيدة يمكن أن تساعدك على معرفة اتجاه حركة أزواج العملات؟ بالطبع، بالنسبة لمتداولين اليوميين، لا سيما المضاربين، قد لا تكون هذه المعلومات مفيدة بنفس القدر مثلما هي بالنسبة لمتداولي المدى الزمني الأطول. ولكن إذا كنت تنتبه لمعدلات السواب، فقد تحصل على بعض المعلومات حول العملات التي تتعرض لضغوط شراء أو بيع مقارنةً بالعملات الأخرى.
الحصول على البيانات
معدلات السواب على منصتك تأخذ في اعتبارها عوامل أخرى، وعادة ما يتم تحديدها يومياً بناءً على هذه العوامل، لذلك هي متغيرة. وعليه، فإن المنصة في حد ذاتها قد لا تكون المصدر الأفضل للمعلومات. لكن من الممكن الاستفادة من هذه المعلومات في تداولاتكم.
ما هي معدلات السواب؟
حين تتداول بالهامش، فأنت تتعامل بمبالغ مالية كبيرة، والتي تمثل أضعاف مبلغ الأموال الفعلي الذي لديك في حسابك. والاحتفاظ بهذه المبالغ الضخمة بشكل نقدي هي فكرة سيئة، لأن هذه الأموال ستفقد قيمتها مع مرور الوقت بسبب التضخم، واستغلالها لتحقيق أرباح أو دخل إضافي يمكن أن يكون أفضل بكثير من مجرد إبقائها في شكل نقدي. فاللوت/ العقد الواحد يمثل ١٠٠،٠٠٠ وحدة من عملة معينة. وبالدولار، معدل فائدة بنسبة ٥٪ على اللوت الواحد يعادل ٥٠٠٠ دولار سنوياً. ومن المؤكد أنك لن تفوت فرصة ربح كهذه.
لذلك، عندما تتداول زوجاً من العملات، فإنك فعلياً تشتري عملة وتبيع أخرى مقابلها. وللقيام بذلك، يتعين عليك “اقتراض” أموال للبيع، والتي تدفع عليها فائدة. وبعد ذلك يمكنك “إيداع” الأموال التي قمت بشرائها، وعلى هذه الأموال سيتم دفع فائدة لك. والفارق بين هذين الرقمين هو معدل “السواب”. والسعر على منصتك يشتمل على بعض الأمور الأخرى مثل العمولات والتعديلات، إلا أننا نتحدث هنا عن الفكرة العامة.
كيف يؤثر هذا على سوق الفوركس؟
لو أخذنا زوج اليورو/دولار أمريكي كمثال، نجد أن سعر الفائدة الأساسي الذي حدده بنك الاحتياطي الفيدرالي هو ٥.٢٥٪. وبالنسبة لليورو، تبلغ النسبة حالياً ٤.٥٠٪. ويعكس سعر الفائدة المدفوع على الودائع عموماً هذه الاختلافات، ولو أنه يختلف قليلاً عادة بسبب عوامل السوق.
وما يعنيه ذلك هو أنه إذا كان لدي كمتداول يورو في حسابي، فيمكنني الحصول على عائد بنسبة ٤.٥٪ سنوياً. وإذا احتفظت بالدولار بدلاً من ذلك، فيمكنني الحصول على ٥.٢٥٪، أي أن الفرق بين النسبتين والبالغ ٠.٧٥٪ أنا من سيستفيد به. وإذا كنا نتحدث عن لوت واحد فقط، فهذا الفرق يزيد عن 750 دولار. وهذا مبلغ لا بأس به من المال يمكن كسبه بمجرد الاحتفاظ بالدولار بدلاً من اليورو. ومعظم الشركات والبنوك الكبيرة وشركات التداول وغيرها من المؤسسات التي تتعامل في سوق الفوركس على نطاق واسع تدرك الفرصة المالية التي تأتي من تفاوت معدلات الفائدة بين العملات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يتعاملون مع مبالغ أكبر بكثير من لوت واحد، مما يجعل الحسابات أكثر ملاءمة لاختيار العملة الصحيحة للحفاظ على النقد.
كيف تؤثر هذه العوامل على حركة العملات يومياً
وهذا هو السبب في أنه عندما يرتفع معدل الفائدة في عملة مقارنة بعملة أخرى، يكون هناك عادة تدفق للأموال لصالح تلك العملة على حساب الأخرى. وذلك سيجعل زوج العملات يرتفع أو ينخفض اعتماداً على الفارق بين الفائدة التي تخص كل عملة.
والأمر الذي يجب مراعاته هو أن معدل الفائدة هذا ليس ثابتاً، بل يتغير اعتماداً على عوائد السندات المقدمة. فعندما تمتلك جهة ما مبلغاً كبيراً من النقد، فإنه يمكنه الاحتفاظ به في شكل سندات. وعندما ترتفع عوائد السندات، هذا هو معدل الفائدة الذي يؤثر على معدل السواب. وعوائد السندات تتغير كل دقيقة، ولكن الودائع عادة ما يتم “تسويتها” خلال الليل. وهذا يعني أن كل يوم قد تكون إحدى العملات أكثر جاذبية من الأخرى من الناحية المالية. لذلك، مراقبة الفارق في عوائد السندات، أي معدل السواب، يمكن أن يمنح بعض الإشارات حول كيفية تحرك العملات.
ترقبوا مقالنا في الأسبوع القادم حين نستعرض بعض الطرق لتطبيق هذه المعلومة الجديدة على تداولكم
