تحدثنا في الأسبوع الماضي عن معدلات السواب وعلاقتها بالفوركس. والآن دعونا نرى إذا كان بإمكاننا دمج هذا المعرفة وتطبيقها بطريقة مفيدة في استراتيجية التداول. حتى وإن لم تكن بالضرورة إشارة مباشرة للبدء بصفقات جديدة، لكن بمعرفة كيفية تأثير معدلات السواب على الأسواق وما يمكن أن تعنيه لاستراتيجيتك الحالية، يمكنك من اتخاذ قرارات مستنيرة وأكثر ذكاءً، وتفهم أفضل لما إذا كان ينبغي لك تغيير استراتيجيتك أو الاستمرار بها على أساس أقوى.
تتحدد معدلات السواب على أساس الفارق في سعر الفائدة بين العملتين المدرجتين في زوج. ويعتبر معدل مقايضة، لأنك في تداول الفوركس تقوم بتبادل أو “مقايضة” عملة بأخرى. وببساطة، عندما يكون معدل السواب لإحدى العملات أعلى من الأخرى، فإن ذلك يشير إلى أن المتداولين يمكن أن يتوقعوا ربحًا أكبر من الاستثمار في هذه العملة بسبب المعدل الأعلى للعائد. ولكن يجب أن نفهم أن هذا المعدل الأعلى للعائد عادة ما يكون قائم على وجود مخاطر أكبر مع هذه العملة، مما يعني أن التداول بها يمكن أن يكون أكثر تقلبًا أو عرضة للخسائر.
تطبيقها في عمليات التداول
بالنسبة إلى متداول الفوركس الذي لا نية لديه للاحتفاظ بأصول ديون لفترة طويلة، فإن خطر التخلف عن السداد في بلد معين لا يعنيه. لكن اهتمامنا ينصب في فهم الإشارات التي تنبعث من اختلاف معدلات الفائدة، والتي ترسلها إلى المستثمرين المؤسسيين الذين يديرون كميات ضخمة من الأموال بين العملات المختلفة، ولديهم قدرة كبيرة على التأثير على أسعار الأصول واتجاهات السوق.
ولتبسيط الأمر، قد يكون من المفيد فصل زوج العملة الذي يتم التبادل بينهما بدلاً من التعامل معها كوحدة واحدة، والنظر إلى معدلات الفائدة لكل عملة بشكل منفصل. فإذا استخدمنا زوج اليورو/دولار أمريكي كمثال، فلنقل إن العائد على الدولار هو ٥.٥ ٪ وعلى اليورو ٥.٠٪. سيجد السوق توازنًا لتعويض الفارق في أسعار الفائدة بين العملتين، وسيحدد ذلك سعر صرف الزوج.
توجيه السوق
ولكن إذا تم بيع كمية كبيرة من الديون بالدولار مثلاً، فقد يتعين على جهة إصدار هذه الديون أن تعرض معدل فائدة أعلى لجذب المشترين. وهذا يعني أن عائد الدولار سيزيد، وسيتم توسيع الفارق بين معدلات الفائدة. وهذا يجعل حيازة الدولارات أكثر جاذبية، إذ يمكنكم ان تقرضوها بسعر فائدة اعلى. أي سيصبح الدولار أقوى، وينخفض سعر صرف زوج اليورو/ دولار. وأيضٍا سيزيد معدل السواب.
ولكن إذا ما تم أيضًا إصدار مجموعة من ديون اليورو في الوقت نفسه، وهو ما يتطلب كذلك زيادة سعر الفائدة بنفس القدر تقريبًا لجذب المشترين. فإن هذا يعني أن عائد الدولار زاد، وكذلك زاد عائد اليورو. وفي هذه الحالة سيبقى معدل السواب وسعر صرف الزوج على حاله.
البحث عن إشارة
لذلك فإن معدلات السواب تعكس الضغط النسبي على زوج عملة معين. فإذا رأيت ارتفاعًا في العوائد في إحدى العملات، فإن تلك العملة قد ترتفع في القيمة إذا لم ترتفع العوائد أيضًا في العملات الأخرى. والعكس صحيح.
وتتقلب الأسواق بشكل مستمر في كل ثانية استنادًا إلى مجموعة واسعة من العوامل التي تتضمن ملايين القرارات الفردية التي يتخذها المتداولون. لذلك، صحيح أن تتبع معدل الفائدة لن يمنح إشارة محددة. ولكنه يمكن أن يوضح ما إذا كان هناك ضغوطًا إيجابية أو سلبية على عملة معينة مقارنة بالعملات الأخرى.
إذا كنت تتداول في بيئة تشير فيها تباين العائدات لضغط إيجابي على الدولار، سيكون من الذكاء أن تعطي الأولوية للإشارات التي تشير إلى فرص لشراء الدولار، لأنها ستزيد من فرص نجاح صفقاتك.
التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية
هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن |
