مكتبة التداول

هل تدفع أزمة الطاقة الأوروبية أسعار الخام الأمريكي للارتفاع؟

0

أظهر هذا الأسبوع مؤشرين مهمين إلى تعرض قطاع إمدادات الطاقة في العالم لضغوط. وفي يوم الإثنين، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية وفقاً لمؤشر TTF لأعلى مستوى لها منذ فصل الشتاء. وTTF، هو رمز تداول السعر القياسي للغاز الطبيعي المعتمد في أوروبا. ثم جاء يوم الخميس حيث شهدنا ارتفاعاً في أسعار خام غرب تكساس الوسيط وتجاوز ٩٠ دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ نهاية سبتمبر. 

ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الطاقة أكثر نظراً للتوترات العالية التي يشهدها الشرق الأوسط. ولكن مضى أكثر من أسبوعين منذ بدء الحرب الأخيرة في غزة. وتقلبت أسعار الخام، حيث ارتفعت وانخفضت، مع تصاعد وانحسار مخاوف التصاعد. ولكن في الآونة الأخيرة يبدو أن النمط قد استقر على المسار الصاعد. 

أوروبا أول من يرصد وجود مشكلة 

إن أوروبا أشبه بدور طائر الكناري في منجم الفحم عندما يتعلق الأمر بوضع الطاقة، حيث كان يستخدم كوسيلة للكشف عن وجود الغازات الضارة في المنجم. ويتعين على القارة أن تستورد كمية كبيرة من الطاقة، وكلها تقريباً في هيئة وقود أحفوري. وهذا الوضع مبالغ فيه منذ الحرب في أوكرانيا وابتعاد القارة عن استيراد الغاز والنفط الخام من روسيا. 

وكجزء من هذه التغييرات، أصبحت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للطاقة في أوروبا، حيث أصبحت أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال والنفط الخام. لكن أوروبا لا تزال تستورد كميات كبيرة من الوقود من الشرق الأوسط، حيث تعد المملكة العربية السعودية ثاني أكبر مصدر للنفط الخام، وقطر ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال. ووهي تنقل إلى أوروبا عبر قناة السويس، والتي تقع على مسافة قريبة من غزة حيث يمكن أن تصل الصواريخ إليها. ولتتضح هذه النقطة، اعترضت مدمرة أمريكية في البحر الأحمر صواريخاً وطائرات مسيرة تستهدف إسرائيل أطلقت من اليمن على طول المسار الذي تتبعه ناقلات النفط من السعودية وقطر إلى أوروبا. 

الدور الذي يلعبه السعر القياسي للغاز الطبيعي 

هناك قدر كبير من التداخل بين النفط الخام والغاز الطبيعي، حيث أن العديد من محطات الطاقة لديها القدرة على استخدام كلا النوعين من الوقود. وما إذا ارتفع سعر أحدهما، يمكنهم الاستعاضة بالآخر. وإذا كان هناك قلق كبير بشأن إمدادات الطاقة في أوروبا، فإن السعر القياسي للغاز الطبيعي عادةً ما يكون أول المتأثرين، نظراً لأن إمدادات الغاز الطبيعي محدودة في الوقت الحالي. 

ولدى أوروبا مخزونات تفوق مستوى ما كانت عليه في نفس الوقت من العام الماضي، والتي سمحت لها باجتياز فصل الشتاء دون مشاكل كبيرة. وقد ساهمت موجة الطقس الحار الأخيرة في الحفاظ على المخزونات عند مستوى جيد، بينما تواصل القارة بناء المزيد من القدرة على استيراد الغاز الطبيعي المسال بشكل مكثف. وكانت سلسلة الإضرابات الأخيرة لدى منتجي الغاز الطبيعي المسال في أستراليا، والذين يمثلون ١٠٪ من الإمدادات العالمية سبباً في ارتفاع الأسعار. ومع ذلك، كان القلق بشأن إمدادات الشرق الأوسط صاحب التأثير الأكبر على سعر الغاز الطبيعي القياسي، وبالتالي على سعر خام غرب تكساس الوسيط. 

ما تشير إليه التوقعات 

الارتفاع الأخير في أسعار النفط جاء بعد تصاعد التوترات مجدداً في أعقاب انفجار في أحد مستشفيات غزة، حيث تبادلت كل من إسرائيل وحماس الاتهامات حول المتسبب بالانفجار. وقد أدت التقارير الأولية لوسائل الإعلام، التي أشارت بشدة إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن ذلك، إلى اندلاع سلسلة من الاحتجاجات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتعقد المفاوضات. 

ولا يزال من المتوقع أن تقوم إسرائيل بعملية برية في غزة. وطالما أن الصراع محتدم، فهناك دائماً خطر وقوع تصرف غير متوقع يمكن أن يؤجج من التوترات. وهو ما قد يبقي أسعار النفط الخام مرتفعة، بسبب المخاطر المرتبطة بالإمداد. والواقع أن موقف الطاقة الحساس في أوروبا والاعتماد على الوقود القادم من المنطقة من شأنه أن يجعل اليورو الآن أكثر عرضة للتأثر بتقلبات أسعار النفط الخام. ونظراً لواردات أوروبا الكبيرة من الخام الأمريكي، فإن التحول المفاجئ في أنماط الشراء في أوروبا قد يؤدي أيضاً إلى المزيد من التقلبات في أسعار خام غرب تكساس الوسيط، حتى وإن لم تتأثر الولايات المتحدة بشكل مباشر. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.