هل ستأتي ندوة جاكسون هول ببعض الوضوح عن مسار الفائدة الأوروبية؟

بالطبع، سيكون التركيز الرئيسي في ندوة جاكسون هول على كلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، ولكن عددًا من المسؤولين في البنك المركزي الأوروبي قد سافروا إلى المنتجع في جبال روكي بالولايات المتحدة وأجروا مقابلات حول السياسة في منطقة اليورو. وبالنسبة لمتداولي اليورو، قد يكون التركيز بعد إغلاق السوق الأمريكية على كلمة رئيسة البنك المركزي الأوروبي “كريستين لاجارد” في المؤتمر.

ومع ذلك، لا يترقب الكثيرون كلمة لاجارد بسبب أن أوروبا ليست في نفس الوضع الذي أصبحت عليه الولايات المتحدة الآن، في حين يترقب المتداولون متى سيتحول الاحتياطي الفيدرالي بعيدًا عن دورته في رفع الفائدة، فيما تواجه أوروبا تحديات مختلفة. لقد تجنبت الاقتصادات الأوروبية بالكاد الانزلاق إلى حالة ركود في وقت سابق من هذا العام. وصباح اليوم، أكدت ألمانيا أن معدل نموها في الربع الثاني استقر عند 0٪. وفي الوقت نفسه، تتجاوز معدلات التضخم هدف البنك المركزي بأكثر من الضعف. والأهم من ذلك، ظل معدل التضخم الأساسي ثابتًا أو في ارتفاع خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

لا يوجد وقت للتحول

نظراً لعدم وجود وقت للتحول، حيث لا تمر منطقة اليورو بمرحلة حاسمة وفقًا للبيانات المتاحة، فإن التوقعات لا تشير بشكل كبير إلى أن لاجارد ستقدم توجيهات بشأن تغيير في السياسة. ويتفق الجميع على أنها ستكرر على الأرجح عبارة “التضخم مرتفع جدًا لفترة طويلة” التي اعتبرها المستثمرون نية لمواصلة رفع الفائدة.

ولكن يبدو أن هناك تصاعدًا في الانقسام بين الأعضاء، حيث أجرى بالفعل عدد من المسؤولين في البنك المركزي الأوروبي مقابلات أو أدلوا بتعليقات على هامش فعاليات جاكسون هول. حتى الآن، تم الحفاظ على التوزيع المعتاد بين “المركز” و”الهامش”. وقد اقترح الصقور مثل يواكيم ناجل من ألمانيا ضرورة القيام بالمزيد من رفع الفائدة. بينما حث الحمائم مثل سينتينو من البرتغال على الحذر من رفع الفائدة بشكل أكبر.

هل هناك ضعف في حماية اليورو؟

تراجع اليورو خلال تعاملات الخميس بعد تحول مفاجئ في تعليقات أحد الصقور، حيث قال “بوريس فوجتشيتش” من كرواتيا، الذي يعتبر أحد الأعضاء الأكثر حماسة، إن التضخم الأساسي من المرجح أن يكون قد بلغ ذروته، مما دفع بعض الناس لتفسير تعليقاته على أنها موافقة ضمنية على عدم التحرك بشكل قوي في رفع الفائدة.

وجاء ذلك عقب استطلاع حديث للاقتصاديين أجرته رويترز وأظهر أن الأغلبية الضئيلة تتوقع الآن توقف البنك المركزي الأوروبي عن رفع الفائدة في الاجتماع القادم. ولا تزال هناك جولة أخرى من بيانات التضخم التي ستصدر قبل اجتماع أعضاء التحديد السياسي، والتي قد تشير إلى ارتفاع مفاجئ. ولكن يبدو أن هناك توافقًا متزايدًا على أن البنك المركزي الأوروبي قد يكون قد وصل إلى نقطة لن يتم فيها رفع الفائدة، على الأقل لبعض الوقت.

هل ستحمل كلمات لاجارد أخبار سارة للسوق؟

يعد انخفاض معدل التضخم بشكل عام أمرًا جيدًا من وجهة نظر البنوك المركزية. فيما تكمن المشكلة هنا هي أنه في حالة أوروبا، يُتوَقَع أن يكون ذلك بفضل اقتصاد ركودي. وعلى الرغم من أن المسؤولين بما في ذلك عضو المركزي الأوروبي “ناجل” أعربوا عن ثقتهم في أن منطقة اليورو ستتجنب “هبوطًا قاسيًا”، إلا أنه لا يزال من المتوقع أن يتجاوز معدل النمو 2% في المستقبل المنظور. تمامًا مثل الفترة قبل جائحة كوفيد-19، من المرجح أن يحافظ نقص النمو على ضغوط التضخم منخفضة.

وهذا يعني، مع ذلك، أن بنك المركزي الأوروبي من المحتمل ألا يعلن بثقة أن عملية رفع أسعار الفائدة قد انتهت. فلن يرغب المسؤولون في القول بأنهم يعتقدون أن الاقتصاد سيتعطل أو يتقلص في الأشهر القادمة. وبالتالي، قد تضطر الأسواق إلى التكيف مع تعليقات بعض الصقور حول توقف التضخم عن الارتفاع، ثم الانتظار لبيانات أغسطس لمعرفة ما إذا كان سيكون هناك توقف في رفع أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

تداول بأفضل الشروط! افتح حسابك مع أوربكس الآن