مكتبة التداول

مسارات الدولار الأمريكي واليورو والين في المرحلة القادمة

0

وانتهى المؤتمر الذي طال انتظاره والذي جمع قادة البنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومنج، ومن المتوقع للأسواق الشروع في اتخاذ مسار جديد بناءً على التطورات التي حدثت. ورغم أن الحدث لم يشهد أي مفاجآت كبيرة خلافاً للنسخ السابقة منه، لكن كان هناك عوامل أخرى زعزعت استقرار الأسواق وتسببت في تقلبها. 

وعادةً ما يشهد شهر سبتمبر تحولاً في معنويات السوق. ففصل الصيف عادة ما تميل فيه الأسواق للارتفاع، ولكن بعد عيد العمال الأمريكي تغير الأسواق الاتجاه. بيد أن الأسواق لم تكتسب القدر الكافي من الزخم خلال هذا الصيف. ويبدو أن قناعة المتداولون تزداد بشأن أن خطر وقوع ركود كبير في الاقتصاد لم يكن كبيراً في الأمد القريب. وبناءً على التطورات التي حدثت خلال نهاية الأسبوع، هناك بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على اتجاهات أزواج العملات الرئيسية في المرحلة القادمة: 

١الدولار يستمر في الحفاظ على قوته

حاول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” بخطابه إرضاء كلا الطرفين: الداعمين والمناهضين للتشديد، وكانت النتيجة أن العديد من الأشخاص لم يكونوا راضين عن الخطاب لأنه لم يلبي توقعاتهم أو يرضي آرائهم بالشكل المأمول. وقد أصيب جموع المستثمرين الذين كانوا يأملون في الحصول تصريح بأن “الهدف المحدد لرفع أسعار الفائدة تم بنجاح” بخيبة أمل لأنه لم ليتم الإشارة إلى المدة التي ستظل فيها أسعار الفائدة مرتفعة. أما أولئك الذين أعربوا عن قلقهم إزاء موقف أكثر عدوانية فربما كانوا يشعرون بالارتياح لأنه لم يكن هناك حديث عن المزيد من رفع أسعار الفائدة. وكما توقعنا الأسبوع الماضي، حافظ باول على مسار سياسته، مما منح الدولار بعض الدعم على حساب تراجع الرغبة في المخاطرة. 

وصرّح باول بأن الاحتياطي الفدرالي سيكون حذراً فيما يتعلق بإجراءاته المستقبلية في ضوء البيانات، وبالتالي فإن الضغط يتجدد حالياً على ارقام الوظائف غير الزراعية ومؤشر أسعار المستهلكين والتي ستصدر قبل الاجتماع القادم في سبتمبر. وتقوم أسواق العقود الآجلة الآن بتقدير فرصة ٥٠/٥٠ لزيادة معدل الفائدة مرة أخرى هذا العام، وتُجمع على حدوث ذلك في نوفمبر. ولكن إذا خالفت الوظائف التوقعات، أو انخفض التضخم بشكل أسرع من المتوقع، فقد يمحي ذلك المكاسب الأخيرة التي حققها الدولار. 

٢المركزي الأوروبي لم يلتزم بأي تصريحات أو توجيهات تتعلق باليورو

كما تحدثت رئيسة البنك المركزي الأوروبي “كريستين لاجارد” في جاكسون هول، ومن الواضح تماماً أنها تجنبت التطرق إلى رفع أسعار الفائدة في المستقبل. وكما توقعنا الأسبوع الماضي، تركت الأسواق مع موقفها السابق بشأن التضخم: إنه مرتفع لفترة طويلة جداً، مما يعطي انطباعاً بأن البنك المركزي الأوروبي قد يقوم بتنفيذ زيادة أخرى في الاجتماع القادم في سبتمبر. 

ولكن هذا الموقف قد يتغير في وقت لاحق من هذا الأسبوع إذا فاجأ التضخم الأساسي بالانخفاض مرة أخرى. ولقد كان تسارع الإعلان عن التغير في أسعار المستهلك هو الموضوع الرئيسي في الآونة الأخيرة، حيث شهدت أوروبا تراجعاً في الطلب مع زيادة الأسعار التي تؤثر سلباً على جيوب المستهلكين. ولم تنجح الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي حتى الآن في وقف ارتفاع أسعار المساكن والإيجارات، وهو ما أثبت أنه يشكل تحدياً لاقتصاد يترنح بالفعل على حافة الركود. وقد يعني ذلك أن إصدار هذا الشهر الخاص بأرقام الناتج الإجمالي المحلي للاقتصاد المشترك قد تكون أكثر تحديداً من التضخم بالنسبة لمستقبل حركة اليورو. 

٣اليابان متمسكة بسياسة التيسير النقدي

أثار حديث محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” الدهشة عندما قال إن التضخم الأساسي لا يزال أقل من هدف البنك البالغ ٢٪. وكان هذا ملفتاً للانتباه بشكل خاص بعد أن تم الإبلاغ عن معدل التضخم الأساسي، والتضخم الأساسي-الأساسي (يتم حسابه باستبعاد عوامل التضخم الأساسية والعابرة، مثل أسعار الطاقة والغذاء، بالإضافة إلى عناصر أخرى قد تشهد تقلبات) بحوالي أو أعلى من ٣٪ لعدة أشهر. وأشار أويدا إلى أن هذا هو سبب الالتزام بسياستهم التي تهدف إلى تيسير السياسة النقدية والتي استمرت لفترة طويلة. 

ومع إحجام بنك اليابان عن تغيير سياسته لحماية الين، فقد ساعدت الأحداث الخارجية في منع العملة من الانخفاض بشكل أكبر. وساعد إعلان الصين عن تدابير تحفيز جديدة عطلة نهاية الأسبوع في تشجيع الأمل في زيادة الطلب على الواردات. ونظراً لأن اليابان تعتبر مورداً رئيسياً للآلات إلى الصين، فقد يتم تعزيز قيمة الين إذا عادت الصين أخيراً إلى مسار النمو. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.