مكتبة التداول

تضخم منطقة اليورو لشهر أغسطس وأي رفع محتمل للفائدة من قبل المركزي الأوروبي

0

يواجه البنك المركزي الأوروبي سيناريو معقداً لدرجة يجعل من الصعب على خبراء الاقتصاد والمتداولين تحديد مسار سياسته. وهذا بدوره يجعل مستقبل اليورو مبهم إلى حد ما. وقد يظل التقلب على المدى القصير هو السمة المميزة للعملة الموحدة، ما لم تحصل مفاجأة في البيانات المرتقب صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وهذا أيضاً قد يكون حاسماً لما إذا كان بإمكان اليورو استعادة بعض الزخم، أم سيواصل التراجع أمام الدولار. 

ووفقاً لآخر استطلاع للآراء الاقتصادية والذي أجرته وكالة رويترز، تتوقع غالبية ضئيلة بنسبة ٥٣٪ أن يبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع القادم. وسيعد ذلك أول قرار “تعليق” لرفع الفائدة منذ بداية دورة التشديد الطويلة التي استهلت العام الماضي. ويُعتقد أن هذا الرأي سيضعف اليورو، ولكنه توافق هش جداً، حيث يمكن أن يؤدي انحراف طفيف عن توقعات البيانات إلى تغيير توقعات الإجراءات التي سيتخذها البنك المركزي الأوروبي بكل سهولة. 

ما هي التوقعات وآثارها المحتملة على الأسواق؟

سيتم إصدار أرقام مؤشر أسعار المستهلكين الأولية لمنطقة اليورو. وقد شهدت في الآونة الأخيرة هذه الأرقام تعديلات أقوى، ولكن السوق لا يزال يميل إلى ردود فعل قوية تجاه الإصدار الأولي. وكما هو معتاد، تُصدر الاقتصادات الكبرى في منطقة اليورو تقاريرها أولاً، والتي بدورها تؤثر على توقعات السوق لمنطقة اليورو بأكملها. وعليه، فقد نشهد أكبر رد فعل للسوق يوم الأربعاء، حين تعلن ألمانيا عن أرقام مؤشر أسعار المستهلكين. ذلك ما لم تكن هناك مفاجأة كبيرة في تقارير المنطقة بأكملها يوم الخميس. 

ومن المتوقع ألا يتغير التضخم الألماني إلا بشكل طفيف، منخفضاً إلى ٦.١٪ من نسبة ٦.٢٪ السابقة. وذلك رغم أن ألمانيا أفلتت بالكاد من الركود الفني في وقت مبكر من هذا العام بسبب اقتصادها الراكد بالأساس. ومن المتوقع أن يكون المعدل الموحد، والذي يعدل للمقارنة في بقية بلدان منطقة اليورو أسوأ قليلاً، لينخفض عند ٦.٣٪ مقارنة بالنسبة السابقة ٦.٥٪. أما على أساس شهري، فمن المتوقع أن يكون التغير في الأسعار مماثلاً للشهر السابق بنسبة ٠.٣٪. 

نقاط البيانات المهمة الأخرى التي ستصدر

ومن المتوقع كذلك أن يتغير معدل التضخم الفرنسي بشكل طفيف، لينخفض إلى ٤.٢٪ من ٤.٣٪ سابقاً. ولكن هذا يتضمن تسارعاً شهرياً  يصل إلى ٠.٤٪ من ٠.١٪ سابقاً. والواقع أن التغير الصغير نسبيا في كل من فرنسا وألمانيا انبثق عنه توقعات بأن التضخم في منطقة اليورو سيبقى مرتفعاً، كما كان الحال طوال فصل الصيف. وقد شكل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود مصدر قلق للمستهلكين، وعلى هذا فإن الأمل بالنسبة لصناع السياسات قد يكون في استمرار معدلات التضخم الأساسية في الانخفاض. 

ويتوقع أن ينخفض مؤشر مديري المشتريات لمنطقة اليورو في شهر أغسطس إلى ٥.٠٪ من ٥.٣٪ سابقاً. وهذا بطبيعة الحال، يمثل أكثر من ضعف المعدل المستهدف. ومن المتوقع أن يبقى معدل التضخم الأساسي أعلى عند ٥.٣٪، ولكنه أقل من نسبة القراءة السابقة ٥.٥٪. وقد يقلق تباطؤ وتيرة انخفاض التضخم صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي بشأن أنه لم يتم فعل ما يكفي لخفض التضخم. ومن المرجح أن يدق المعدل الأساسي الذي يزيد عن ٥.٥٪ ناقوس الخطر، حيث سيعني هذا أن الأسعار قد استمرت في الارتفاع لمدة أربعة أشهر. 

ويرجح أن يدفع تجاوز التضخم للتوقعات السوق إلى الشك في أن البنك المركزي الأوروبي سيتخذ إجراءات إضافية. وبينما يُتوقع على نطاق واسع أن يبقى الاحتياطي الفيدرالي ثابتاً في سبتمبر، فقد يؤدي ذلك إلى دعم اليورو ويدفعه نحو الارتفاع قليلاً. ومن ناحية أخرى، فالتوقع الأولي هو أن التضخم سيستمر في الانخفاض مما سيمنح البنك المركزي الأوروبي مجالاً للحفاظ على السياسة ثابتة. ومع ارتفاع معدلات البطالة وتردي الاقتصاد، فقد تتعزز قوة السوق في الاعتقاد بأن البنك المركزي الأوروبي لن يرفع أسعار الفائدة إلا إذا أرغمه التضخم على ذلك. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!

Leave A Reply

Your email address will not be published.