مكتبة التداول

البيع الكبير: هل بلغ السوق ذروته؟

0

تزامن بالأمس حدثان جعلوا المتداولين في حيرة من أمرهم، الأول كان عن المستثمر مايكل بوري الشهير الذي توقع انهيار سوق الرهن العقاري في عام 2008 وصنع فيلم يحمل اسمه عن هذه الأزمة. وعلى ما يبدو فإنه يقوم بالأمر ذاته الآن من خلال مراهنته بأكثر من مليار دولار على تراجع السوق في الأشهر القادمة.

أما الأمر الثاني، فهو إغلاق المؤشرات العالمية على انخفاض، حيث تراجعت الأسواق الأمريكية الثلاث الرئيسية بأكثر من نقطة في المئة. فهل هذا صدفة؟ في وقع الأمر، يجدر بالمستثمرين النظر في انخفاض أسواق الأسهم، لأن هناك شيئًا آخر مثير للاهتمام حدث يتعلق ارتباطه بسوق الفوركس: الدولار لم يتغير كثيراً على الرغم من انخفاض السوق.

ماذا يحدث؟

ثمة شيء غير معتاد تشهده الأسواق في الوقت الحالي، وذلك لأن الدولار عادة ما يتجه في الاتجاه المعاكس للأسهم. ويحدث ذلك بسبب ديناميكيات السوق التي تتحكم فيها تحويلات الأموال بين سوق السندات وسوق الأسهم. ففي حال اعتقاد المستثمرين أن الأمور تسير على ما يرام، فعادةً ما يرغبوا في التداول على الأسهم وتحويل استثماراتهم من السندات إلى الأسهم. وهذا يؤدي إلى انخفاض أسعار سندات الخزانة وعلى قيمة الدولار.

أما في حال قلق الأسواق حيال الآفاق المستقبلية، يفضل المستثمرون الاحتماء في السندات لكونها تعتبر نسبياً آمنة. لذلك، عندما ينخفض سوق الأسهم، تحصل السندات الحكومية على دفعة. ولكن إذا تحركت كلتاهما معاً، فهذا يشير إلى وجود شيء آخر يحدث بجانب الديناميكيات المعتادة شهية المخاطرة/ال إحجام المخاطرة في السوق.

البيانات الجيدة، إذاً لماذا تتراجع الأسواق؟

ارتفع الدولار بالفعل خلال تعاملات الاثنين حيث قام المستثمرون بتقييم تأثير مجموعة من البيانات السلبية من الصين. بدايةً من انخفاض الإنتاج الصناعي إلى التجارة المتباطئة، جاءت المؤشرات الاقتصادية الصينية سيئة بما يكفي حتى أن الاقتصاديين يحذرون الآن من أن البلاد قد لا تحقق هدفها للنمو هذا العام.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت مبيعات التجزئة الأمريكية بوتيرة أسرع من المتوقع. في الواقع، كانت بيانات مبيعات التجزئة جيدة لدرجة أن مؤشر GDPNow الخاص بالاحتياطي الفيدرالي رفع توقعاته لنمو إجمالي الناتج المحلي بمعدل سنوي في هذا الربع إلى أكثر من 5.0%.

ومن بين الأسباب التي أدت إلى رد فعل سلبي في الأسواق هو أن مبيعات التجزئة القوية تعني أن ضغوط الأسعار من المرجح أن تستمر. وهذا يمكن أن يعني أن التضخم سيظل مشكلة، وسيضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ إجراءات بشأنها. وكانت قد توقعت السوق أنه لن يكون هناك مزيد من رفع أسعار الفائدة هذا العام. ولكن إذا استمرت الأسعار في الارتفاع، فإن الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى رفع أسعار الفائدة، وهذا سيكون له تأثير سلبي على الأسواق بشكل عام. والأمر المهم بالنسبة لتجار الفوركس هو أن ذلك يعني أيضاً أن الدولار يجب أن يكون أقوى.

إذاً، ماذا يحدث للدولار الآن؟

اقترب مؤشر الدولار من أعلى مستوياته في أكثر من شهر ونصف، حيث تشعر الأسواق بالقلق حيال النمو الاقتصادي العالمي. كان من المتوقع أن تدفع الصين النمو، في حين كانت الولايات المتحدة تترقب نوع من “الهبوط السلس” لاقتصادها. ولكن، يبدو أن الأمور تتغير، والسوق بدأت تعتقد بشكل متزايد أن الولايات المتحدة ستتجنب الركود. وبالتزامن مع أداء الصين الضعيف، يمكن أن تكون الولايات المتحدة المحرك للنمو الاقتصادي خلال بقية العام.

ومع ذلك، على الرغم من تكهنات المستثمرين بأن الولايات المتحدة قد تتجنب الركود، إلا أنهم لم يقوموا بالرهان على ذلك بعد. ولا تزال العقود المستقبلية الآجلة تقدر فرصة الركود في الولايات المتحدة بنسبة تقارب 50 في المائة. وعلى الرغم من التكهنات حيال تحسن مبيعات التجزئة “قد” يترجم ذلك إلى مزيد من التدخل من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فإن توقعات المتداولين للفيدرالي لم تتغير. وبالتالي، لا يوجد دعم للدولار. يبدو أن المتداولين قلقون بشأن أداء سوق الأسهم، ولكنهم لم يقتنعوا بعد بأن هذه المشكلة تستدعي التحول إلى السندات كخيار استثماري آمن.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.