مكتبة التداول

هل يشهد اجتماع اللجنة الفيدرالية آخر زيادة في سعر الفائدة؟

0

بما إنه هناك إجماع شبه جماعي بين المحلّلين والمستثمرين على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة في ختام اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المزمع غداً. فما يمكن أن يحرك الأسواق لن يكون القرار بحد ذاته فقط، وإنما أيضاً البيان المصاحب الذي يتم نشره مع القرار وتصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” بعدها. ومن ثم قد تتأثر الأسواق بنتائج بيانات الناتج الإجمالي المحلي الرئيسية للولايات المتحدة والتي تصدر في اليوم التالي للقرار.

الجميع يترقب شهر سبتمبر

المشكلة الرئيسية من جديد تتلخص في تباين وجهات النظر بين السوق وبنك الاحتياطي الفيدرالي. ففي أعقاب الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يصرّح إنه سيكون هناك زيادتان إضافيتان في أسعار الفائدة هذا العام، وهو ما سيصل بسعر الفائدة النهائي إلى ٥.٥٠٪. في حين تعتقد السوق من جهتها أن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بزيادة الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام، والتي سنشهدها في الغد.

ولكي نكون منصفين، يجب ألا نتجاهل بعض اعضاء الاحتياطي الفيدرالي الذين يتفقون مع وجهة النظر هذه أيضاً. حيث يتوقع أربعة من أصل ١٦ عضواً في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن تبقى أسعار الفائدة دون تغيير بعد قرار الغد. وسيحرص المستثمرون على معرفة ما إذا كان هذا الرقم سوف يتغير مع إصدار نتائج مؤشر التصويت الخاص بأعضاء الفيدرالي. ومن البديهي أن تترجم الزيادة في التوقعات بشأن عدم رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي للفائدة مرة أخرى على أنها خطوة في اتجاه التيسير.

الجوانب غير المتوقعة

والمسألة الأخرى لا تتعلق فقط بما إذا كانت هناك زيادة في الأسعار أم لا، ولكن متى ستكون. وما يشغل خبراء الاقتصاد هو خشيتهم من أن رفع الاحتياطي الفيدرالي العنيف لسعر الفائدة قد ترك الاقتصاد عرضة للانكماش. وبعد أن “تخطي” الفيدرالي رفع سعر الفائدة في اجتماعه الأخير، يمكن أن يختار الفدرالي رفع الفائدة الآن، ثم يتوقف مرة أخرى. وهذا يعني عدم رفع أسعار الفائدة في سبتمبر، ولكن رفعها من جديد في نوفمبر. ويبقى المعدل النهائي لسعر الفائدة هو نفسه، ولكن معدل الزيادة الأبطأ قد يُنظَر إليه على أنه “اعتدال” من قبل الأسواق.

والسيناريو الأساسي هنا هو أن يحتفظ بنك الاحتياطي الفيدرالي بتوقعاته بارتفاع آخر لأسعار الفائدة بعد هذا الارتفاع. ومن المستبعد للغاية أن يتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الارتفاعات في أسعار الفائدة أكثر من ذلك، وذلك لأن هذا يعني ضمناً ارتفاعات متتالية، في ظل تضخم آخذ في الانخفاض.

ما الدافع وراء مواصلة الفيدرالي لسياسته الحالية؟

صحيح أن التضخم قد انخفض بشكل كبير، إلا أنه لا يزال بعيداً عن النطاق المستهدف. ولقد شهدنا كيف أن البنوك المركزية الأخرى قد علقت رفع الفائدة مؤقتاً مع تراجع التضخم، ومن ثم اضطرت إلى استئناف رفعها من جديد عندما ارتفع التضخم مرة أخرى. ويشعر الفيدرالي بالقلق الشديد بشأن “مصداقيته” في خفض التضخم، لذا يرغب كثيراً في تجنب الاضطرار إلى إعادة بدء الزيادات مرة أخرى.

لا سيما أن التقدير الحالي بين خبراء الاقتصاديين هو أن الاقتصاد لا يزال ينمو. ومن المتوقع أن يبلغ الناتج الإجمالي المحلي للربع الثاني ١.٨٪، وهو انخفاض طفيف عن نسبة ٢.٠٪ في الربع الأول. وتشير توقعات الفدرالي الخاصة إلى نمو الناتج الإجمالي المحلي بنسبة ٢.٤ ٪ سنوياً. وهو ما يمنحه مجالاً لمواصلة التشديد. خاصة وأن سوق العمل لا يزال قوياً ويحافظ على استقراره.

ومن المرجح أن يكون بيت القصيد للسوق هو مدى قوة الخطاب بشأن إشارات رفع أسعار الفائدة في سبتمبر. ولقد زعم البعض أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يرغب في تنفيذ زيادتين متتاليتين الآن لإنهاء مسيرة رفع الفائدة، ومن ثم تثبيتها. ويشير آخرون إلى ندوة جاكسون هول، التي تعقد في فترة “استراحة” أغسطس. وعادةً ما يكون مؤتمر جاكسون هول هو الوقت الذي يقوم فيه الفيدرالي بتعديل دفة اتجاه سياسته النقدية نحو اتجاه جديد. وهذا يعني أن الفيدرالي قد يكون غامضاً بشكل خاص في لغة التنبؤ هذه المرة، وهو ما من شأنه أن يمنح الأسواق مزيداً من المجال من التقلبات. وهو ما يؤدي إلى تزايد التقلبات في الأسواق.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.