مكتبة التداول

هل يؤكد معدل التضخم الأمريكي لشهر يونيو الارتفاع القادم لأسعار الفائدة؟

0

أجمع خبراء الاقتصاد على أن التضخم في الولايات المتحدة قد انخفض بشكل كبير الشهر الماضي. ولكن هذا قد لا يكون كافياً لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بالكف عن رفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر. كما تشير التوقعات أيضاً لاستمرار بقاء التضخم الأساسي مرتفعاً. ويرجح أن يبقى الدولار قوياً، حيث يواصل المستثمرون تسعير مزيد من التدخلات من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. 

وهناك إجماع شبه كامل على أن لجنة السوق الفدرالية المفتوحة ستصوّت لصالح رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماع يوليو. وسيتطلب الأمر أن تخالف النتائج التوقعات بشكل كبير لزعزعة هذا الإجماع. ولا يزال النقاش دائراً حول ما سيحدث في سبتمبر. وعلى نحو أكثر مباشرة، قد يؤثر هذا على إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن اجتماع سبتمبر عندما يجتمع في وقت لاحق من هذا الشهر. ولا يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعاً في أغسطس، كونه موعد انعقاد ندوة جاكسون هول. 

ما الذي يمكن أن يؤثر على حركة السوق؟ 

تتلخص القضية الرئيسية في أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال يصرّح أنه سيقوم بزيادة الفائدة بإجمالي مقداره ٥٠ نقطة أساس بحلول نهاية العام. ومع ذلك، لا تعتقد الأسواق أنه سيتمكنون من الوفاء بتلك الخطط، وأن الزيادة الوحيدة ستكون في يوليو. ويشير الإجماع إلى أن الاقتصاد سيكون أداؤه دون المستوى في النصف الثاني، وهو ما من شأنه أن يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التردد في الاستمرار في رفع الفائدة.  أو أن الوضع قد يصبح صعباً بما يكفي حتى يضطر الفيدرالي لخفض الفائدة. 

وإذا ظل التضخم مرتفعاً، فقد يساعد ذلك على إقناع المزيد من المتداولين بأن الفيدرالي سيتمسك بخططه. ولكن هناك مشكلة: كلما زاد عدد زيادات الفائدة التي يقوم بها الفيدرالي، زاد توقع حدوث ركود. لذا، فحتى إذا كان التضخم مرتفعاً، وبدأ المتداولون في تقدير المزيد من زيادات الفائدة، فإن الدولار قد لا يكتسب الكثير من القوة. 

هل ينتقل للجانب السلبي؟ 

إذا كان معدل التضخم أقل من المتوقع، فقد تثق السوق بعدم حاجة بنك الاحتياطي الفيدرالي لمزيد من الزيادات في أسعار الفائدة. ولكن هذا قد يعني أيضاً أن الولايات المتحدة من المرجح أن تفلت من هبوط صعب، مما يعني أن أسعار الفائدة يمكن أن تبقى مرتفعة لفترة أطول مما تتوقعه السوق حالياً. وقد يؤدي ذلك إلى وضع حد أدنى للدولار، بمجرد أن ترتفع العوائد في المنحنى الزمني الأقصر. 

وكشفت نتائج بيانات الوظائف الأسبوع الماضي عن معلومة مهمة، فمتوسط الأجور ارتفع بنسبة ٤.٤٪ في يونيو، وهو أسرع من معدل التضخم الرئيسي ٤.١٪ لشهر مايو. ومن المتوقع أن يكون التضخم في يونيو أقل من ذلك بكثير. وهو ما يعني أن الضيق في سوق العمل يحافظ على ضغوط الأسعار عالية، ويمكن أن يعني أن الفيدرالي يحتاج إلى تحويل تركيزه. لذا، حتى إذا كان التضخم ينخفض، فقد يشعر الفيدرالي بأنه لا يزال يتوجب عليه اتخاذ إجراءات للتأكد من استمرار توجه التضخم التوجه نحو الهدف. 

ما يتعين الانتباه له 

من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم الرئيسي لشهر يونيو في الولايات المتحدة بشكل كبير ليصل إلى ٣.٢٪ من ٤.٠٪ في مايو. ولا يزال المعدل أعلى من النسبة المستهدفة والبالغة ٢.٠٪، ولكنه تحسن كبير عن العام الماضي. والمشكلة تكمن في معدل التضخم الأساسي الذي من المتوقع أن يظل مرتفعاً عند ٥.٠٪، منخفضاً بثلاثة أرقام عشرية فقط من ٥.٣٪ المسجلة في مايو. ورغم إنه يتجه بالتأكيد في الاتجاه الصحيح، إلا أنه يبقى أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي. 

ومن المرجح أن تركز الأسواق أكثر على معدل التضخم الأساسي، كونه هو ما يهتم به بنك الاحتياطي الفيدرالي أكثر. وقد يؤدي الانخفاض الأكبر من المتوقع إلى تعزيز الإجماع على أنه لن يكون هناك رفع لسعر الفائدة بعد يوليو. وقد يؤدي تجاوز التوقعات إلى مخاوف من استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة احتمالية حدوث ركود. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.