مكتبة التداول

الموازين التجارية العالمية في ظل تباطؤ الاقتصاد

0

أثارت نتائج استطلاع المعهد الأمريكي لإدارة التوريدات المخيّبة للآمال بالأمس قلق الأسواق بشأن النمو، مما يتجاوب ويؤكد على الموضوع الرئيسي الذي يتم التركيز عليه هذا الأسبوع. إذ ستصدر العديد من الدول الكبرى إحصاءات التجارة الخاصة بها عن الشهر الماضي، وهناك إجماع بين المحللين على أن هذه الدول ستظهر جميعاً تباطؤ في نشاط التجارة. والتجارة الدولية هي مؤشر رئيسي لحالة وصحة الاقتصاد العالمي، ولها أهمية خاصة في ضوء التركيز على أكبر اقتصادين في العالم. 

وكان من المتوقع أن تنجرف الولايات المتحدة نحو الركود في وقت لاحق من هذا العام، وهناك جدل حول مدى سوء الوضع الاقتصادي المتوقع. ومن ناحية أخرى، كان من المتوقع أن تظهر الصين نمواً كبيراً هذا العام بعد الخروج من إجراءات الإغلاق المتعلقة بكوفيد. ومع ذلك لم يتجلى هذا النمو، وتشير التوقعات الخاصة ببيانات التجارة إلى ضعف الاقتصاد الصيني. ويُعتبر التضخم المرتفع في جميع أنحاء العالم عاملاً يؤثر على الطلب الاستهلاكي، في حين يُعتبر ارتفاع أسعار الفائدة لمكافحة ارتفاع الأسعار عاملاً يؤثر على نمو القطاع الصناعي. وما لم تحدث مفاجأة إيجابية في نتائج البيانات خلال الأيام القادمة، فمن المحتمل أن يستمر التوجه التشاؤمي والنظرة السلبية للوضع الاقتصادي الذي بدأ هذا الأسبوع في الفترة المقبلة. 

الأربعاء هو يوم البيانات الأهم  

يشهد منتصف الأسبوع صدور الميزان التجاري للصين والولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يشهد الميزان التجاري في الصين زيادة في الفائض التجاري، بينما تشهد الولايات المتحدة عجزاً أكبر. وفي ظل الظروف العادية، لن تشكل تلك النتائج مفاجئة أو مصدر قلق.  المشكلة تكمن في التغيرات في صادرات وواردات الدولتين، والتي تعني ضمناً تراجع النشاط الاقتصادي. 

ومن المتوقع أن يرتفع الفائض التجاري الصيني من ٩٠.٢ مليار دولار أمريكي في أبريل إلى ٩١.٠ مليار دولار أمريكي. ولكن هذا التوسع ينظر إليه باعتباره نتيجة لتراجع الواردات بسرعة أكبر من تراجع الصادرات. ومن المتوقع أن يتباطأ الطلب على السلع الصينية ليصل إلى نمو بنسبة ١.٠٪ فقط مقارنة بالنسبة السابقة ٨.٥٪. ومن المتوقع أن ينخفض الطلب الصيني على السلع بنسبة -٥.٠٪ مقابل -٧.٩٪ في شهر أبريل. 

الوضع التجاري للولايات المتحدة 

على الجانب الأمريكي، يتوقع أن يتسع عجز الميزان التجاري للولايات المتحدة إلى – ٧٨.٢ مليار دولار من – ٦٤.٢ مليار دولار، مدفوعاً بزيادة الواردات وانخفاض الصادرات. ومن المتوقع أن تكون قيمة الواردات من المنتجات للولايات المتحدة ٣٢٥.٢ مليار دولار مقارنة بنسبة أبريل التي جاءت عند ٣٢٠.٤ مليار دولار، ولكن يتوقع أن ينخفض الطلب على السلع الأمريكية إلى ٢٤٧.٠ مليار دولار من ٢٥٦.٢ مليار دولار سابقاً. 

وستعلن أستراليا عن أرقام الميزان التجاري يوم الخميس، حيث من المتوقع أن ينخفض الفائض إلى ١٢.٤ مليار دولار من ١٥.٣ مليار دولار سابقاً، بسبب تباطؤ الصادرات. على الرغم من توقع استمرار تصدير المواد الخام إلى الصين بنفس المستوى، إلا أن انخفاض أسعار السلع يؤدي إلى انخفاض قيمة الصادرات. وفي النهاية، قيمة الدولار هي ما يؤثر على العملة. 

توقعات التجارة والاقتصاد 

هناك بعض النقاط الإيجابية المحددة، مثل إعلان أستراليا مؤخراً عن اقتراب حل جميع مشكلات التجارة المعلقة مع الصين. ولكن الاتجاه العام يشير إلى تباطؤ إجمالي حجم التجارة، مما يعني ضمناً ضعف عام في الطلب. ومع دخول فصل الصيف الذي يشهد عادة نمواً في النشاط التجاري، قد يتسبب ذلك في زيادة قلق الأسواق. 

التقارير المترجمة من مدونة اوربكس الإنجليزية

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.