مكتبة التداول

الاحتياطي الفيدرالي لن يرفع الفائدة إذا ما سمح معدل التضخم بذلك

0

 

يتوقع أكثر من ثلاثة أرباع المتداولين أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة غداً. ولكن قد تتغير هذه النسبة بشكل جذري مع صدور نتائج البيانات المرتقبة في وقت لاحق اليوم. وبناءً على تأثير التضخم على قرار الفائدة المحتمل للبنك الاحتياطي الفيدرالي، قد يكون لنتيجة مؤشر أسعار المستهلكين تأثيراً أكبر على ردة فعل السوق من قرار معدل الفائدة ذاته. 

وإحدى الأسباب المحتملة لحدوث رد فعل كبير في السوق هي أن التوقعات الحالية تستند إلى أمر غير مسبوق: ألا وهو “تخطي” الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة هذه المرة. وقد أعلنت البنوك المركزية الأخرى “تعليقاً مؤقتاً” لرفع الفائدة والذي يجب عكسه بعد بضعة أشهر. وبنك الاحتياطي الفيدرالي عازم على طمأنة السوق بأنه لن يتوقف عن رفع أسعار الفائدة. وفي الوقت نفسه، تختلف توقعات الفيدرالي بشأن مستويات الفائدة في نهاية العام بشكل جذري عن توقعات السوق. وكل هذا يؤدي إلى تشكك في الاجماع الهش القائم بشأن مدى أهمية الاختلاف الصغير المحتمل في البيانات، وكيفية تأثيره على السوق واتجاهات السياسة النقدية. 

ما الفرق بين “تخطي” و “تعليق” رفع الفائدة؟

في العادة، لا تقول البنوك المركزية إنها “علقت” رفع الفائدة مؤقتاً. بل إنهم بدلاً من ذلك يستخدمون بعض العبارات التقنية للإشارة إلى أن الاستمرار في السياسة الحالية يعتمد على البيانات. وإذا كان هناك سلسلة من الارتفاعات في أسعار الفائدة من قبل، يفهم أن هذه اللغة تعني إمكانية حدوث المزيد من الزيادات، ولكن البنك غير مستعد لتنفيذها الآن. وكقاعدة عامة، فإن “التوقف المؤقت” عن رفع الفائدة يعني أنه يمكن الإبقاء على معدلات الفائدة هذه لفترة من الوقت. 

وقد أدخل مفهوم “التخطي” بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أواخر الشهر الماضي. وهذا يعني ضمناً أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال في مسار رفع أسعار الفائدة، ولكنه سوف يختار عدم رفعها في الاجتماع الحالي. وهذا النوع من التواصل لم يحدث من قبل. والدلالة هي أن الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة، ولكنه سيعطي إشارات قوية بأنه سيرفعها في الاجتماع القادم. لذلك على الرغم من أن كلا المصطلحان “التخطي” و”التعليق” يعنيان أنه لا يوجد رفع لسعر الفائدة هذه المرة، ويكمن الفرق في قوة الرسالة المتعلقة برفع أسعار الفائدة في الاجتماع القادم. 

صراع الاحتياطي الفيدرالي أو محاربة السوق

هذا التباين البسيط قد يكون له تأثير أكبر على السوق، اعتماداً على نتائج البيانات. ولا يعد تغيير كبير في التوقعات بالانتقال من توقع “التخطي” إلى “التوقف المؤقت”. وعلى نحو مماثل، لا يشكل توقع رفع أسعار الفائدة الآن تغيراً كبيراً في التوقعات، بدلاً من توقعه في الاجتماع التالي. ولكن كلا من هذين الخيارين من الممكن أن يخلّف تأثيراً كبيراً على سعر الدولار، لأن أي من الخيارين يعني ضمناً تحولاً أكبر في عائدات الخزانة. 

لذلك، هناك الكثير يتوقف على بيانات التضخم التي ستصدر في وقت لاحق اليوم. فإذا فاق التضخم التوقعات، فإن ذلك يعني أنه لن يحدث تخطي لرفع الفائدة، في حين أن انخفاض التضخم عن التوقعات قد يميل بالكفة نحو تعليق رفع الفائدة. لهذا السبب، قد تشهد السوق مزيد من التقلبات مع إصدار نتائج البيانات مقارنة بقرار أسعار الفائدة. وإذا جاءت بيانات التضخم ضمن التوقعات، فقد تحدث حركة السوق الأكبر يوم الأربعاء. 

ما تفصح عنه البيانات

من المتوقع أن ينخفض معدل التضخم الرئيسي بشكل كبير ليصل إلى ٤.٣٪ مقارنة بنسبة ٤.٩٪ السابقة، والذي من المرجح أن يتصدر عناوين وسائل الإعلام الرئيسية. لكن الاحتياطي الفيدرالي يهتم بالمعدل الأساسي، وهنا تكون الأمور أكثر تعقيداً. 

ومن المتوقع أن ينخفض معدل التضخم السنوي الأساسي بمقدار نقطة عشرية واحدة فقط ليهبط إلى ٥.٤٪. وهذا يعني أنه إذا تجاوز التوقعات بنقطتين عشريتين فقط، وهو أمر شائع إلى حد ما، فهذا يعني أن التضخم الأساسي قد غير اتجاهه ويتجه للارتفاع. وقد يقلق ذلك حقاً بنك الاحتياطي الفيدرالي، ويغيّر بشكل كبير احتمالات رفع سعر الفائدة. في حين أن تراجع التضخم الأساسي دون التوقعات من المرجح أن يعزز احتمالات تخطي رفع الفائدة خلال هذا الاجتماع إن لم يكن تعليق رفعها، ويفضي إلى ُضعف الدولار الأمريكي. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.