مكتبة التداول

هل يعد نبأ تأجيل اجتماع سقف الدين الأمريكي خبراً جيداً؟

0

كان من المقرر أن يجتمع الرئيس الأمريكي جو بايدن مجدداً اليوم مع قادة الكونجرس لمناقشة قضية رفع سقف الدين والبحث في الحلول الممكنة. لكن تم تأجيل الاجتماع فجأة دون إبداء سبب التأجيل. وبعد بضع ساعات، أفيد بأن التأخير يرجع إلى أن مناقشات ممثلين عن الكونجرس الأمريكي، والإدارة الأمريكية قد أحرزت بعض التقدم. وتم تحديد موعد جديد للاجتماع الأسبوع المقبل، ربما ليتمكن القادة من الإعلان عن التقدم الذي تم تحقيقه من قبل فريق العمل. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال الكثيرون في الأسواق مشككين. 

ويعتبر شهر يونيو هو الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق، مما يعني أنه لا يزال هناك شهر متبقي للتفاوض وتصدر عناوين الأخبار. وعموماً، فإن فن زيادة الضغط على الأطراف الأخرى وإجبارها على الاستجابة والتنازلات لا يشمل التوصل إلى اتفاق قبل أسابيع من الموعد النهائي. وقد سبق وأن وصلت المواجهات لإيجاد تسويات وحلول وصولها للحد الأقصى من التوتر حتى اللحظات الأخيرة، لذا، من المتوقع أن يكون السوق متفاجئاً إذا تم التوصل إلى حل في مرحلة مبكرة. 

هل يتكرر سيناريو ٢٠١١ أم تنفرج الأزمة؟ 

لقد حدثت مواجهات بسبب رفع سقف الدين في الماضي، ولكن الأكثر تأثيراً كانت تلك التي حصلت عام ٢٠١١. ولهذا السبب يتم مقارنة الوضع الحالي بهذه الأزمة. وفي تلك الحالة، لم يتم التوصل إلى اتفاق إلا قبل يومين من بلوغ سقف الدين الحد الأقصى. 

في هذه المرة، ارتفعت سندات تغطية الائتمان الخاصة بالولايات المتحدة، وهو المبلغ الذي يضطر المستثمرون لدفعه للتأمين ضد عجز على دين الولايات المتحدة، إلى مستويات تفوق بكثير ما شهدناه في عام ٢٠١١. ويرجع جزء من ذلك إلى ارتفاع أسعار الفائدة وديون الحكومة بشكل كبير الآن. وحتى إذا تم حل أزمة رفع سقف الدين، فلا يزال هناك مشكلة معلقة تتمثل بارتفاع عجز الحكومة بشكل استثنائي. 

ما الذي يحدث تحديداً؟ 

لا ينبغي الخلط بين سقف الدين وحدود الميزانية، وهي أداة ضغط سياسي أخرى تتزامن أحياناً مع حد الدين. إذ يؤدي عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية إلى توقف عمل الحكومة، لأنه لم يتم التصريح لها بالإنفاق. وقد حدث ذلك مؤخراً في عام ٢٠١٩. حيث أن سقف الدين يتعلق بإصدار ديون جديدة لتغطية الإنفاق الذي تم التصريح به بالفعل. 

قبل الوصول إلى الحد الأقصى، يمكن لوزارة الخزانة الأمريكية الشروع فيما يسمى بالتدابير “الاستثنائية“، مثل إعطاء الأولوية لسداد مدفوعات معينة أو اتخاذ إجراءات محاسبية مثل استرداد بعض سندات الخزانة. ولا يوجد تاريخ تقديري دقيق لموعد بلوغ سقف الدين، لأنه من المحتمل أن يأتي المسؤولون بطرق جديدة للتوفيق بين المدفوعات. كما يعتمد ذلك على مقدار الضرائب التي تحصل عليها الحكومة. وعادةً ما يُترجم النمو الاقتصادي الأفضل إلى زيادة في الايرادات، لذلك إذا لم تكن الولايات المتحدة تتجه إلى الركود كما يتوقع الكثيرون، فقد يكون لديها متسع قبل الوصول لسقف الدين. 

ردود الفعل المحتملة 

لم يسبق للولايات المتحدة أن بلغت سقف الدين من قبل، لذا إذا حدث ذلك، فهذا يعني أنه تم الدخول في منطقة مجهولة يصعب معرفة ما قد يترتب عليها. وبطبيعة الحال، لن يعجب الأسواق الوصول لهذا المستوى من حالة عدم اليقين. ومع ذلك، لا يعني ذلك تلقائياً حدوث تخلف فوري عن سداد الديون، حيث يمكن لوزارة الخزانة إعطاء الأولوية لدفع الفائدة على السندات على حساب غيرها من النفقات الأخرى، وهو ما من شأنه أن يجنب العجز من الناحية الفنية. 

لكن ليس من الضروري أن تصل الأمور إلى هذا الحد كي تكون هناك عواقب في السوق. ففي عام ٢٠١١، خفضت ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني من تصنيف الدين الأمريكي لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة. ويزيد خفض تصنيف الدين من تكاليف الاقتراض، مما يتسبب بإبطاء الاقتصاد. كما أن ارتفاع سندات مقايضة العجز باستمرار يقلل من جاذبية الاستثمار في ديون الولايات المتحدة، وهو ما من شأنه أن يضعف الدولار الأمريكي. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.