مكتبة التداول

هل أوشك رالي التكنولوجيا على الانتهاء؟

0

كان المستثمرون يشترون الملاذات الآمنة بكثافة مؤخراً، وذلك في ظل تزايد المخاوف بشأن الكيفية التي قد يتم حل مشكلة سقف الدين الأمريكي فيها. ولكن طرأ تطور هذه المرة: إذ تم اختيار أسهم التكنولوجيا الكبيرة لتكون الملاذ الآمن المفضّل. ليسجل مؤشر ناسداك الغني بشركات التكنولوجيا أعلى مستوى له في ٩ أشهر، وذلك بفضل الأسماء الكبيرة مثل أبل وألفابت وأمازون. حتى أن شركتا التكنولوجيا الكبيرتان، ميتا وإنڤيديا، قد تضاعف سعر أسهمهما منذ بداية العام. فما الذي يحدث، وهل يؤثر ذلك على سوق الفوركس بطريقة ما؟ 

وضع استثنائي 

عادةً ما تستفيد الأسهم الكبيرة الرائدة خلال فترات عدم اليقين، وهذا هو السبب في أن المحلل التقليدي يتوقع أن يكون مؤشر داو جونز هو الأفضل أداءً في الوقت الحالي. لكن في الواقع هي من ضمن الأسوأ أداءً؛ إذ لم يتغير بشكل كبير ويقتصر تغيره على نسبة +٠.٨٪ حتى الآن هذا العام، فيما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة تزيد عن ٣٠٪. فهل تكون التكنولوجيا الأسهم الرائدة الجديدة؟ 

ليس تماماً. فأداء ناسداك المتفوّق تحقق بفضل عدد قليل فقط من الأسهم ذات التأثير الكبير. وهذا أيضاً ما حدث مع مؤشر “ستاندرد آند بورز ٥٠٠”، والتي تفوقت أيضاً في الأداء على مؤشر “الداو”. حيث أن ٨٠٪ من مكاسب المؤشر تحققت من ٥ أسهم فقط. والواقع أن أغلب الأسماء في ستاندرد آند بورز ٥٠٠“، المؤشر الرئيسي لصحة الأعمال في الولايات المتحدة، يتم تداولها دون المتوسط المتحرك البسيط لمدة ٢٠٠ يوم، مما يشير إلى أنها تتجه نحو الانخفاض. 

تفوق السيولة 

في فترة الانكماش الاقتصادي، يصبح النقد هو الحاكم. وما تشترك فيه كل هذه الأسهم الكبيرة هو أن ديونها قليلة نسبياً في حين لديها سيولة كبيرة متوفرة. فعلى سبيل المثال، أبلغت الشركة صاحبة التقييم الأعلى آبل، عما يقرب من ٥٦ مليار دولار في شكل حيازات نقدية. وهذا يعني أن لديها إمكانية كبيرة لمواجهة المخاطر المحتملة. كما يعني أنها في وضع يمكنها من شراء الشركات الصغيرة في ظل احتمالية حدوث ركود في المستقبل. 

المسألة الأخرى هي ارتفاع أسعار الفائدة واستمرار ارتفاعها، مما يزيد من الضغط المالي على الشركات التي تمتلك معدلات ديون أعلى، أو ما يعرف بالمديونية. وعادةً ما تعمل الشركات الصناعية الكبيرة بنسبة مديونية تقترب من ٣٠٪، أي أن إجمالي الديون يعادل حوالي ثلث المبيعات. ويحدث ذلك لأن الشركات الكبيرة عادةً ما تحصل على ديون ذات فائدة منخفضة لتمويل التوسع، وسيكون ذلك فرصة نمو مهدرة. 

هل هناك انهيار قادم؟  

أدى تحرك الاحتياطي الفيدرالي المفاجئ برفع أسعار الفائدة لخفض التضخم إلى وضع الشركات الصناعية التقليدية في مأزق، لأن العديد منها يضطرون إلى هيكلة الديون في بيئة فائدة أعلى. وهذا يعني أنها ستكون أقل ربحية بمرور الوقت حيث من المتوقع أن تبقى أسعار الفائدة مرتفعة. والواقع أن الأسهم التي تحتفظ باحتياطيات نقدية كبيرة ليست بمأمن من هذه المشكلة فحسب، بل يمكنها أيضا الاستفادة من أسعار الفائدة الأعلى. 

ومع ذلك، فإن تركيز النمو في عدد قليل من الشركات قد جعل سوق الأسهم غير متوازن على الإطلاق. فإذا حدث شيء ما من شأنه أن يؤثر على هذه الأسهم القليلة، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار سوق الأسهم. وفي الأساس، سوق الأسهم متكون بشكل رئيسي من عدد قليل من الشركات الكبيرة التي تحمل الأعباء الرئيسية؛ وهو وضع مشابه لفقاعة الدوت كوم أو ما يعرف بفقاعة التكنولوجيا التي شهدت انخفاضاً بنسبة ٧٤٪ في مؤشر ناسداك عام ٢٠٠١. 

ومن ناحية أخرى، كانت الملاذات الآمنة التقليدية مثل الين، وسندات الخزانة الأميركية، والفرنك السويسري في وضع غير موات. وقد يؤدي وقوع أي حدث يكون له تأثير على ساحة التكنولوجيا في الولايات المتحدة إلى إعادة الاهتمام فجأة بالملاذات الآمنة التقليدية. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.