مكتبة التداول

ما قد يفعله بنك إنجلترا إزاء أرقام التضخم في المملكة المتحدة

0

وصلت احتمالية رفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أخرى في اجتماعه القادم إلى نسبة ٦٥٪ حتى الآن. بيد أنه إذا ما خالفت نتائج مؤشر أسعار المستهلكين التوقعات الحالية، فسيكون ذلك كفيلاً بتغيير هذه النسبة ووجهة الجنيه الإسترليني معها. والواقع أن هناك عدد لا بأس به من القضايا الأساسية التي يمكنها تدفع أرقام التضخم بعيداً عن التوقعات الحالية.

ولن تكون أرقام التضخم هي المشكلة الوحيدة التي يمكن أن تُحدث حركة كبيرة في الجنيه. فلدينا بنوك مركزية أخرى تعكف على إنهاء برامجها الخاصة برفع الفائدة بعد أن بدأ التضخم يشهد انخفاضاً. وأصبحت المملكة المتحدة الآن في وضع مختلف كلياً، إذ لا يزال التضخم لديها في خانة العشرات رغم مرور عام كامل من رفع الفائدة المتتالي.

النتائج المتوقعة

يتوقع أن يبقى التضخم في خانة العشرات لشهر آخر، ولكن عند نسبة ١٠.٢٪ بعد أن سجل سابقاً ١٠.٤٪. ولا ننكر أن هذه النسبة تعد أقل من الذروة التي تجاوزت ١١٪، لكنها لا زالت تمثل خمسة أضعاف نسبة بنك إنجلترا المستهدفة، وظلت مرتفعة بتعنت.

وفيما يخص المعدل الأساسي، فإن أداءه يعد أفضل كثيراً، حيث من المتوقع أن يأتي عند ٦.٠٪، متراجعاً من ٦.٢٪ نتيجة القراءة السابقة. وهو ما يتماشى مع الأسعار الأساسية للعملات الرئيسية الأخرى كالدولار الأمريكي، واليورو. وبما أن بنك إنجلترا يولي اهتمامه للمعدل الأساسي في المقام الأول، فإن هذا يعني ضمنا أن بنك إنجلترا قادر على العمل على أسس مماثلة للبنوك المركزية الأخرى عندما يتعلق الأمر بالسياسة النقدية. وقد يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى مفاجأة الأسواق كونها تقلق بشأن ارتفاع معدل مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي.

المشكلة الأساسية

يشمل المعدل الرئيسي مقومات متقلبة كالطاقة والغذاء. ورغم أن أسعار الطاقة ظلت مرتفعة نسبياً، فإنها في طريقها إلى الانخفاض ومن المتوقع أن تنخفض إلى الحد الذي تتوافق فيه أسعار الغاز والكهرباء مع ما كانت عليه قبل الحرب في أوكرانيا. والمشكلة تكمن في الغذاء، وخاصة الأطعمة الطازجة. وتبقى سلة تسوق المواد الأساسية هي المساهم الأكبر في التضخم في المملكة المتحدة.

وتكمن مشكلة بنك إنجلترا هنا في أن أسعار مواد البقالة ترتبط في المقام الأول بمشاكل لا علاقة لها بالسياسة النقدية. إذ أن شح هطول الأمطار في إسبانيا هو ما تسبب بانخفاض إنتاج الخيار والطماطم على وجه التحديد، وكان السبب وراء ارتفاع أسعارها بشكل كبير. ورفع الفائدة لن يزيد من هطول الأمطار جنوب أوروبا. وباعتبارها مستورداً صافياً للمنتجات الغذائية، تعتمد المملكة المتحدة على التجارة للحفاظ على أسعار الغذاء منخفضة. ومن غير اللائق أن يلقي الحاكم “بيلي” باللوم على الحكومة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

رد فعل السوق

وهو يتلخص في تقدير تكاليف التضخم كجزء من العائد المتوقع على الاستثمار. إذ يفرض التضخم الرئيسي الأعلى ضغطاً تصاعدياً على العوائد، والذي بدوره يبطئ التدفق النقدي. ومع إفلات المملكة المتحدة بالكاد من الركود في العام الماضي، فقد يترجم التضخم المرتفع إلى تباطؤ في النمو، أو نمو سلبي.

وهذا يعني أنه إذا تجاوز رقم مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي التوقعات، فإن رد فعل الجنيه على الاتجاه الصاعد قد يكون خافت أو يتلاشى سريعاً. ومن ناحية أخرى، فإن لم يرقى رقم التضخم للتوقعات، فمن المرجح أيضا أن يشكل ذلك عبئاً على الجنيه الإسترليني.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.