مكتبة التداول

هل يعني “بروتوكول وندسور” أنه تم تجاوز انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟

0

حدثت ضجة كبيرة بشأن التوقيع على ما يسمى الآن “بروتوكول وندسور”. وكان من المفترض أن تضع الاتفاقية بين كل من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حداً لبروتوكول أيرلندا الشمالية الذي أعاق إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لسنوات. وفي حين ارتفع الجنيه الإسترليني في مستهل الأمر وسط توقعات بتحسن العلاقة بين الاقتصادات، فقد ظهرت بعض المعوقات. 

ليتداول الجنيه الإسترليني لاحقاً بشكل عرضي، نتيجة تأثره بسلسلة أخرى من القضايا المتعلقة بالاقتصاد الكلي أيضاً. وكان عدم اليقين بشأن البروتوكول عقبة أخرى تحول دون ارتفاع الجنيه الإسترليني. وعلى ما يبدو أن حالة عدم اليقين سوف تستمر لفترة أطول قليلاً. ومن ناحية أخرى، إذا ما تم حلها، فقد يكون هناك عراقيل أخرى في أزواج العملات. لذلك سوف نتطرق لبعض الأمور التي تستحق الاهتمام والتي يجب مراعاتها فيما يخص عملية بروتوكول وندسور والتي يمكن أن تثير حفيظة الأسواق: 

المسألة أكبر من البروتوكول 

إن الوضع المتعلق بأيرلندا الشمالية حساس ومعقد وله سجل حافل. ولكن هناك أمران مهمان لكيفية تفاعل السوق. القضية الرئيسية هي أن إخراج بروتوكول ويندسور من الورق إلى الواقع لا يتعلق بالحصول على ما يكفي من الأصوات في البرلمان. فمن المتوقع أن تصوت الغالبية العظمى من أعضاء حزب المحافظين وعدد أكبر من نواب حزب العمال لصالح القرار. وهذا يعني أنه يمكن اعتباره صفقة محسومة لأسباب عملية بحته. 

ولكن هناك بعض القضايا الداخلية التي تؤجل اتمام التصويت، الأمر الذي يثير الشكوك أكثر بشأن أشياء أخرى تتجاوز مسألة البروتوكول. وهي أكثر ارتباطاً بأسواق العملات. وأولها بالطبع هو العلاقة مع الاتحاد الأوروبي. حيث إنه إذا تم تفعيل اتفاقية وندسور من دون اعتراضات ذات شأن، فإنها قد تسهم في الحد من التوترات. 

المسائل التجارية المعلقة 

أما القضية الأخرى، فهي العلاقة المميزة مع الولايات المتحدة. إذ لم تستحسن إدارة بايدنحملة الضغوط التي تمارسها المملكة المتحدة من أجل الحصول على صفقة أفضل للخروج من الاتحاد الأوروبي. وقد أدى هذا إلى تخلى رئيس الوزراء سوناك بشكل عملي عن اتفاقية تجارية معززة بين البلدين. أقله حتى يتم حل مشكلة البروتوكول. 

ويأمل سوناك في أن يتم حل هذه المسألة بحلول نهاية الشهر، ودعوة الرئيس بايدن إلى أيرلندا الشمالية للاحتفال بالذكرى السنوية لاتفاق الجمعة العظيمة أو ما يعرف باتفاق بلفاست. ويعقد الأمل على أن يساعد هذا في تسوية الخلافات بين الدول وإعادة محادثات الاتفاق التجاري إلى مسارها الصحيح. 

متى سوف تنتهي الاعتراضات 

لا يضغط رئيس الوزراء سوناك لإيصال الاتفاق إلى البرلمان، لأنه يحاول تقليل تأثير متمردي حزب المحافظين على التصويت. يمكن أن يوفر ذلك أساسا للمطالبة بتنازلات أخرى في مجالات أخرى. 

ولقد قالوا هؤلاء المحافظون المتشككون في الاتحاد الأوروبي بالأساس بصراحة إنهم سيصوتون ضد الاتفاقية إذا اعتبرها الحزب الديمقراطي الاتحادي غير مقبولة. ومن جانبه، يقوم الحزب الديمقراطى الوحدوي حالياً بإجراء مراجعة للاتفاق لمدة أسبوع لمعرفة ما إذا كان مقبولاً بالنسبة لهم. وإذا ما وافقت اللجنة، فقد تتم الموافقة على اتفاق ويندسور بسرعة وبأقل قدر من المعارضة في البرلمان. وهو ما من شأنه أن يمنح الجنيه الإسترليني قوة للارتفاع. 

وإذا لم يتحقق ذلك، فإن هذا من شأنه أن يطلق جولة أخرى من المفاوضات، ومع تفاقم حالة عدم اليقين، سيشكل الأمر عبئاً على الجنيه الإسترليني. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

تداول الجنيه الإسترليني بفروقات سعرية تصل إلى صفر!

Leave A Reply

Your email address will not be published.