مكتبة التداول

الأسواق تواصل تسعير مزيداً من التشديد في السياسة النقدية

0

منحت نتائج بيانات مؤشر مديري المشتريات القوية التي صدرت في الصين يوم الأربعاء دفعة ملموسة للأسواق، أقدم على أثرها المستثمرون لمواجهة مزيد من المخاطر. ولكن كانت هناك نقطتان رئيسيتان في البيانات اللاحقة غيرتا السرد خارج الصين. الأولى تمثلت في نتائج مؤشر أسعار المستهلكين الألماني والذي فاق التوقعات. والذي تحقق سريعاً في أعقاب ارتفاع معدلات التضخم في منطقة اليورو إلى مستويات قياسية في يناير. 

ومن ثم صدرت أرقام مؤشر مديري المشتريات في الولايات المتحدة في فترة ما بعد الظهر، والتي جاءت مخيّبة للآمال. إلا أن الأسعار التي تم رصدها من خلال البيانات قد فاقت كثيراً التوقعات، الأمر الذي يشير إلى أن التضخم لا يزال لديه بعض الوقت حتى يتم السيطرة عليه. وساهم ارتفاع عوائد السندات الأمريكية على عكس اتجاه الخسارة في قوة الدولار خلال جلستي آسيا وأوروبا. 

أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لوقت أطول

وقد استغلت هذه البيانات مباشرة من قبل “كاشكاري” عضو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وأحد المصوتين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا العام. وقال إنه كان يتطلع إلى مراجعة توقعاته بشأن رفع أسعار الفائدة ودعم رفع أسعار الفائدة حتى بما يتجاوز مستوى ٥.٤٪ والذي قال في ديسمبر إنه سيكون سعر الفائدة النهائي. 

ومع تسعير الأسواق لتوقعات برفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بشكل أكبر في الأمد القريب، انعكس منحنى العائد في الولايات المتحدة أكثر. كما ارتفع منحنى السندات طويلة الأجل، الأمر الذي يشير إلى أن المستثمرين لا يتوقعون من بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة فحسب، بل وأيضاً إبقائها مرتفعة لفترة أطول. وهذا يعني أيضا أن المزيد من المستثمرين قد توصلوا إلى استنتاج مفاده أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما كان محقاً بشأن تجنب الركود. ومن المتوقع أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال فترة الركود، وهو ما من شأنه أن يهبط بمنحنى السندات طويلة الأجل، وكون أن السندات طويلة الأجل تشهد ارتفاعاً في العوائد، فإن هذا يشير إلى أن السوق لا تتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في وقت قريب. 

الوضع الراهن

بما أن التوقعات الخاصة بأسعار الفائدة هي التي تحرك التدفقات بين العملات، فإن المعدل النهائي للاقتصادات المختلفة يشكل أهمية محورية لتحركات سوق الفوركس. وفي الوقت الحالي تقوم الأسواق بتسعير ارتفاع أسعار الفائدة على مستوى العملات الرئيسية الثلاث: الدولار الأمريكي، واليورو، والجنيه الإسترليني. وتساهم هذه الزيادات في التوقعات في عدم تفوق أي من هذه العملات في الأداء على نظيرتها في أزواج كل منها. لكنه يعني أيضاً أن هذه العملات قد تواصل اكتساب القوة فيما يتعلق بعملات أخرى، خاصة تلك التي لا يتوقع لها أن تشهد ارتفاع في أسعار الفائدة في المستقبل القريب. كما في الين الياباني على سبيل المثال. 

وتسعر السوق حالياً سعر الفائدة النهائي للاحتياطي الفيدرالي عند ٥.٥٪. أما بالنسبة لبنك إنجلترا، فالتسعير يتم على أساس وصول سعر الفائدة النهائي إلى ٥.٠٪. ومن المتوقع أن يصل البنك المركزي الأوروبي بسعر الفائدة النهائي إلى ٤.٠٪ قبل تثبيت سياسته. ومن الملفت، أنه يتم تسعير زيادة قدرها ١٠٠ نقطة أساس أعلى من المعدل الحالي لكل اقتصاد على حدة. 

نتائج التوقعات

من المتوقع أن يزيد كل من بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار ٥٠ نقطة أساس على الأقل في الاجتماع المقبل، وهو ما قد يستهلك نصف الارتفاع المتوقع. وفي الوقت الحالي، لا يزال من المتوقع أن يزيد بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس فقط، لكن الغالبية المؤيدة لهذا التوقع تستمر في الانحسار يوماً بعد يوم لصالح زيادة بمقدار ٥٠ نقطة أساس. 

لكن التفاوت بين المحللين في الإجمال لا يدور حول أين ستنتهي أسعار الفائدة، بل حول توقيت رفع أسعار الفائدة. وهذا يعني أن تغيير التوقعات لاجتماع السياسات القادم قد يؤدي إلى بعض التقلبات في أسعار العملات. ولكن من المرجح أن يعيد الاتجاه العام فرض نفسه. وهذا ما لم يحدث تحول كبير في نقاط البيانات الرئيسية التي ستصدر في الأيام المقبلة على النحو الذي من شأنه أن يغير تسعير السوق للأسعار الفائدة النهائية. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

هل تود الاستفادة من آراء الخبراء في التداول؟ قم بفتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.