مكتبة التداول

لماذا عصفت تصريحات “باول” الأخيرة بالأسواق؟

0

شهدت الأسواق بالأمس تقلبات سعرية تزامنت مع حديث “باول” والذي شارك به في النادي الاقتصادي بواشنطن. حيث خضعت شهية المخاطرة لتقلبات، وتحول الدولار. ورغم أن الانحدار الحاد في منحنى العائد لم يسترع الانتباه بنفس القدر، إلا إنه قد يدل بشكل أكبر على الاتجاهات الأطول أمداً للدولار وأسواق العملات الأخرى. وقد ساهم كذلك في دعم السلع والعملات الخاصة المرتبطة بها. 

ويوضح المدى الذي تحرك ضمنه السوق على وقع بعض التصريحات التي جاءت على لسان رئيس الاحتياطي الفيدرالي، مدى اعتماد ديناميكية السوق على توقعات السياسة النقدية في مقابل التوقعات الاقتصادية. والواقع أن المحرك الرئيسي لقوة الدولار أو ضعفه لا يدور حول ما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تدخل في الركود أم لا. إنما يتعلق الأمر بكيفية تفاعل بنك الاحتياطي الفيدرالي مع سيناريو الركود المحتمل. 

المساران المتاحان أمام الدولار 

يؤكد بنك الاحتياطي الفيدرالي على أن الولايات المتحدة ستنجح في تجنب الركود الكامل، أو “الهبوط الحاد”. ويعترف باول بأنه سيكون هناك “معاناة”، لكنه زعم أن الولايات المتحدة سوف تستمر في النمو على الأقل من الناحية الفنية. وبإمكان المحللين وخاصة السياسيون أن يناقشوا ما إذا كان النمو سيكون بطيئاً بدرجة كافية ليصنف على إنه ركود أم لا. ولكن بيت القصيد هو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يقدم على خفض أسعار الفائدة ما لم يحدث ركود. 

والواقع أن السوق لا تبدي قدراً كبيراً من التوتر بشأن الركود، بقدر قلقها حول ما إذا كان الركود سوف يكون سيئاً بالقدر الكافي لتحول بنك الاحتياطي الفيدرالي. أي البدء في خفض أسعار الفائدة، وخفض تكلفة الاقراض على النقود، والسماح بارتفاع الأسهم. وهذا التوقع من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف الدولار، حيث ستنخفض عائدات السندات. 

الاخبار الجيدة تحمل في طياتها أنباء سيئة 

كانت أول ردود الفعل إزاء أحدث أرقام الوظائف متماشية مع هذا النوع من التفكير: فإذا كان أصحاب العمل يوظفون، فهذا يعني أن هناك توقعات أقل بحدوث ركود. وهذا يعني أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتمتع بحيز كبير لمواصلة مكافحة التضخم. وهذا يعني ضمناً ضعف سوق الأسهم حتى ولو كان أداء الاقتصاد أفضل. ولأن الاقتصاد من المتوقع أن يتحسن فإن أداء سوق الأسهم سيكون سيئاً في واقع الأمر. ولكن الدولار سيصبح أكثر قوة. 

وحين أدلى باول بتصريحاته في النادي الاقتصادي، أعاد على الأسماع بشكل أساسي السطور التي أعطيت بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي. في مستهل الأمر، اعتبرت السوق هذا بمثابة إشارة إيجابية، ضعف معها الدولار لأن هذا يعني ضمناً أن باول كان يقول في الأساس إن آخر أرقام الوظائف لم تؤثر على توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، والتي من المتوقع أن تستقر على المدى القريب. 

التغيير الذي طرأ على التوقعات 

ورداً على سؤال حول أرقام الوظائف تحديداً، اعترف باول بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يستمر في رفع اسعار الفائدة إذا ظل التضخم مرتفعاً، أو إذا كانت هناك مزيداً من تقارير الوظائف في سياق مماثل. وهو ما لا ينبغي أن يكون مفاجئاً للأسواق، لأن هذا هو الافتراض الأساسي حول بنك الاحتياطي الفيدرالي. ولفت باول إلى أن البيانات أكدت الاعتقاد بأن هناك طريق طويل ينبغي قطعه للتغلب على التضخم. ورغم أن ذلك لم يغير التوقعات فيما يتصل بمسار رفع سعر الفائدة، فمن الواضح أن السوق فسرها على أنها إشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يتمكن من الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. 

وهو ما ساهم في تغير منحنى العائد، حيث انخفض الجزء الخاص بأسعار الفائدة قصيرة الأجل فيما ارتفع الجزء الخاص بتلك طويلة الأجل. وقد عكس هذا “الانحدار” بعض الانقلاب، لكن المنحنى لا يزال معكوساً، وهو ما أعطى دفعة  قوية للدولار. وذلك لأن السوق في الأساس يسعر فرص أقل لخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في المستقبل القريب. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.