مكتبة التداول

هل تعيد البيانات الأمريكية شهية المخاطرة للأسواق؟

0

اتخذت الأسواق موقفاً واضحاً بعدم المخاطرة مع بداية تداولات الأمس. ورغم عودة شهية المخاطرة نوعاً ما  في المساء، إلا أن تقارير الشركات كانت تزود المستثمرين بالكثير من الأسباب التي تدعوهم للتوقف عن المخاطرة. وكانت شركة “مايكروسوفت” أحد أكبر الشركات التي ساهمت في خلق حالة من التشاؤم، وذلك بعد أن أبلغت عن نمو أبطأ في قسم برمجيات تطبيقات المؤسسات. وكون هذا القسم يخص البرمجيات المخصصة لحاجات المؤسسات وليس الأفراد، فهذا يعني ضمناً أن العديد من الشركات كانت تخفض إنفاقها، ولم تكن ترى أن هناك حاجة للتوسع. 

والواقع أن الحديث عن تباطؤ الاقتصاد يضعف من قيمة الدولار الأمريكي، وفي معظمه يعود إلى توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي. فإذا ما سقطت الولايات المتحدة في مستنقع الركود في بداية العام، فمن المتوقع ألا يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنفس القوة، حتى إنه قد يبدأ في خفضها. وبعد مجموعة متلاحقة من التقارير السلبية عن الشركات، ستقدم الولايات المتحدة نتائج مجموعة من نقاط البيانات الرئيسية التي قد تحرك الأسواق. والسؤال هنا يدور حول ما إذا كانت البيانات ستساهم في زيادة حالة التشاؤم، أم ستكون حجة لصالح مسألة النمو؟ وهل يمكن أن يعود الدولار للارتفاع من هذا المستوى؟ 

طلبات السلع المعمرة في الولايات المتحدة

تشكل طلبات السلع المعمرة أحد المؤشرات الرئيسية التي تبنى عليها التوقعات الاقتصادية للاقتصاد الأمريكي. وهو يقيس حجم استثمارات الشركات الكبرى في الأمد البعيد. وإذا ما كان أداء الاقتصاد جيد، فعادة ما تحرص الشركات على الاستثمار لزيادة الأرباح في المستقبل. ولكن إذا كان هناك عدم يقين اقتصادي، فستُحجم الشركات عن الاستثمارات طويلة الأجل بهدف الحفاظ على رأس المال وذلك لمواجهة الركود الاقتصادي. 

ومن المتوقع أن ترتفع طلبات السلع المعمرة الأمريكية لشهر ديسمبر من نسبة -٢.١٪ المسجلة في نوفمبر، إلى بنسبة ٢.٢٪. وهو ما من شأنه أن يتناقض مع نتائج بعض البيانات الصناعية التي صدرت في الأيام الأخيرة، وبالتالي قد يوفر بعض التفاؤل. بيد إنه إذا ما جاءت النتائج دون التوقعات ومخيبة للآمال، فبذلك قد تلحق بركب البيانات السلبية الأخرى التي تدعم رواية الركود المقبل. 

مؤشر أسعار نقات الاستهلاك الشخصي الأساسي للولايات المتحدة

يعتبر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي هو مقياس التضخم المفضل الذي يستخدمه بنك الاحتياطي الفيدرالي، ويمكن أن يخلف تأثير أكبر على توقعات السياسة النقدية مقارنة بأرقام مؤشر أسعار المستهلكين. وقد أزداد التركيز على تغيرات الأسعار الأساسية مع انخفاض تكلفة استخدام الطاقة في الاقتصاد. 

ومن المتوقع أن يظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي لشهر ديسمبر زيادة شهرية قدرها ٠.١٪ لنخفض بذلك من نسبة ٠.٢٪ السابقة. أما على أساس سنوي، فسوف يترجم ذلك لانخفاض عند ٤.٦٪ بعد أن كانت ٤.٧٪ في السابق. ومن المرجح أن تؤدي هذه النتيجة إلى رفع التوقعات بشأن مزيد من تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياسته في الأمد القريب. وحالياً يتوقع أكثر من ٩٠٪ من خبراء الاقتصاد أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة بمقدار ٢٥ نقطة أساس الأسبوع المقبل. 

مؤشري الدخل والإنفاق الشخصي في الولايات المتحدة 

كون أن المستهلك يعد هو المحرك للاقتصاد الأمريكي، فعليه تعد هذه المؤشرات أساسية للتوقعات المتعلقة بشأن الكيفية التي سيكون عليها أداء الاقتصاد. وفيما كان فالتضخم يستنزف الدخل المتاح وظلت الأجور الحقيقية تنخفض لشهور، انعكس أثر في تراجع الطلب. وتجدر الإشارة إلى أن “مكتب احصاءات العمل” لا يعدل التضخم في هذه الإحصائية. وقد سجلت نسبة التضخم في شهر ديسمبر -٠.١٪. 

ومن المتوقع أن يكون الدخل الشخصي قد نما بنسبة ٠.٣٪، ليتراجع من نسبة ٠.٤٪ المسجلة في نوفمبر. ولكن عند أخذ التضخم في الاعتبار، فسيكون هذا معدل نمو مماثل. أما فيما يتعلق بالإنفاق الشخصي، فيتوقع له أن يتراجع ويسجل -٠.١٪ مقارنة بنتيجة شهر نوفمبر التي جاءت عند ٠.١٪. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية 

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

Leave A Reply

Your email address will not be published.