مكتبة التداول

ما مدى تأثير أرقام التضخم الأمريكية والصينية مع توقعات إعادة فتح الاقتصاد على السوق؟

0

من المتوقع أن يُصدر أكبر اقتصادين في العالمالولايات المتحدة والصين عن أرقام التضخم في وقت لاحق من هذا الأسبوع؛ وسط استحواذ بيانات التضخم الأمريكي على جل تركيز السوق. ويتداول اليوان الصيني ضمن حدود وضعها بنك الشعب الصيني (PBOC)، مما يحد من التأثير الذي يمكن أن تحدثه البيانات. ومع ذلك، فإن التداعيات الأوسع نطاقاً للأسعار والصين، فضلاً عن أسبابهما، يمكن أن يكون لها تأثيرات عالمية. 

فمن جانبها، رفعت الصين رسمياً جميع القيود المتعلقة بسياستها “صفر كوفيد” الصارمة خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي دعمت في البداية معنويات المخاطرة في الأسواق. فيما عكست التعليقات الصادرة عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم هذا الوضع تماماً. ويعتبر هذا مجرد مثال على توازن التأثير، عندما يتعلق الأمر بالبيانات الرئيسية التي ستظهر هذا الأسبوع. 

أرقام التضخم الصينية أهم مما تبدو عليه 

تعتبر الصين مركز التصنيع في العالم، لذا فإذا زادت تكاليف الإنتاج للشركات الصينية، فسينتهي بها الأمر إلى الدفع عبر سلسلة التوريد إلى بقية العالم. ومع فرض قيود على الصين خلال الأشهر الماضية، تم تقييد الإنتاجية. وفي تلك الأثناء، كانت الحكومة تنفق من أجل دعم الاقتصاد، مما وضع الصين في وضع مشابه لبقية العالم الذي يعاني من تضخم مرتفع. 

ومن ناحية أخرى، يمكن أن يساعد إزالة الصين لقيود سياستها الصارمة لاحتواء فيروس كورونا على منع التضخم من الانطلاق. لكن هذا يعتمد على ما إذا كان الطلب العالمي لا يزال مرناً بدرجة كافية. إنّ التضخم هو نتاج عدم التوازن بين المعروض النقدي ومقدار الإنتاجية. فإذا تم توسيع المعروض من النقود، وزادت الإنتاجية لتتطابق، عندها يمكن إيقاف التضخم. ولكن إذا انجرف العالم إلى الركود المتوقع هذا العام، فقد تتعثر الإنتاجية الصينية، مما سيخلق ضغوطاً تضخمية. ونظراً لأن الشركات تشتري المنتجات مقدماً بأشهر، فإن تطور مؤشر أسعار المستهلك الصيني خلال الأشهر المقبلة يمكن أن يعطي نظرة ثاقبة حول الركود المحتمل، ومدى سوء ذلك. 

ما الذي يجب أن نراقبه عن كثب؟ 

من المتوقع أن يتسارع معدل التضخم في الصين إلى 1.8% من 1.6% المسجل سابقاً. ولا يزال هذا المعدل أقل من هدف بنك الشعب الصيني البالغ 2%، مما يعني أن الحكومة يمكن أن تستمر في تحفيز الاقتصاد المحلي. 

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يواصل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي تباطؤه السريع، وسط استقرار التوقعات عند 6.5%، بانخفاض عن 7.1% المسجل سابقاً. بعد أن فوجئوا لمدة شهرين متتاليين، يبدو أن الاقتصاديين أكثر جرأة في توقعاتهم لتباطؤ التضخم. ومن المحتمل أيضاً أن ينخفض ​​معدل التضخم الأساسي، ولكن ليس بالسرعة نفسها: فمن المتوقع أن يصل إلى 5.7%، انخفاضًا من 6.0%، ولا يزال ثلاثة أضعاف هدف الاحتياطي الفيدرالي تقريباً. 

ما معنى كل ذلك؟ 

إنّ ما يهم الأسواق أكثر هو رقم التضخم بقيمته الأساسية، لأن هذا هو ما يهم الاحتياطي الفيدرالي؛ إذ أن التفاؤل المبدئي حيال عدم رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنفس القدر لأن التضخم قد انخفض يصطدم الآن بالواقع حيث يظل التضخم الأساسي “ثابتاً”. 

وقد انعكس ذلك في التعليقات الصادرة عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يوم أمس، الذين أصروا على أن سعر الفائدة النهائي سيكون أعلى مما يتوقعه السوق. وحتى لو انخفض التضخم الرئيسي بشكل كبير، ما لم يفاجئ التضخم الأساسي بالجانب السلبي، يمكن للمستثمرين البدء في المراهنة على رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.