مكتبة التداول

إجمالي الناتج المحلي الألماني والتضخم الإسباني – هل ستنجح أوروبا في الهروب من شبح الركود؟

0

كان “جولدمان ساكس” أحد البنوك الكبرى التي رفعت مؤخراً توقعاتها لمنطقة اليورو للعام المقبل. فيما كان قد توقع سابقاً أن يسقط الاقتصاد الموحد في فخ ركود في النصف الأول من العام الجاري. ومع ذلك، تُظهر التوقعات أن منطقة اليورو بالكاد ستهرب من شبح الركود، حيث سينمو الاقتصاد بنسبة 0.1% لكل ربع من الربعين الأولين. 

وتستند مراجعة التوقعات إلى الانخفاض الكبير في أسعار الغاز الطبيعي خلال الخريف، وإعادة فتح الصين في وقت أقرب مما كان متوقعاً. كما قدمت نوبة الطقس الدافئ خلال الأسبوعين الماضيين مزيداً من التفاؤل حيال نجاح أوروبا في تجنب أزمة الطاقة خلال فصل الشتاء، حيث تمكنت ألمانيا من إعادة تخزين إمداداتها من الغاز الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، أعادت فرنسا تشغيل بعض محطات الطاقة النووية، مما سمح للبلاد بأن تصبح مُصدّراً مرة أخرى. 

هل هناك خيارات أكثر أمام المركزي الأوروبي؟ 

في أعقاب نجاح التضخم في تفادي “الرقم المزدوج”، يتعرض الآن البنك المركزي الأوروبي لضغط هائل من أجل إعادة التوازن للأسعار وسط توقعاته أن يظل التضخم فوق الهدف للسنوات الثلاث المقبلة. ومع ذلك، فإن التضخم المرتفع ليس وضعاً يمكن الدفاع عنه، كما رأينا في المملكة المتحدة. بدأ التضخم في بريطانيا في الارتفاع في وقت أقرب مما كان عليه في منطقة اليورو، مما أدى إلى سلسلة من الإضرابات في جميع أنحاء البلاد والتي تهدد إما بدفع البلاد إلى الركود أو زيادة الضغوط التضخمية. 

وعلى صعيد آخر، شهدت أوروبا عدداً من الإضرابات الصناعية، حيث خفضت بعض الشركات معدلات الأجور. ولكن عندما يرى الأفراد أن قدرتهم الشرائية تتضاءل لفترة طويلة من الزمن، فإن الاضطرابات العمالية التي شهدتها المملكة المتحدة (مثل أزمة الطاقة قبلها)، يمكن أن تكون استعراضاً لما يمكن أن يحدث في أوروبا خلال الشتاء وحتى الربيع. 

الأمر لا يتعلق بأوروبا وحدها 

خفض البنك الدولي توقعاته للنمو إلى النصف تقريباً هذا العام. وكان قد توقع سابقاً أن الاقتصاد العالمي سينمو بنسبة 3.0%، لكنه يتوقع الآن 1.7% فقط. يرتكز جزء مهم من التوقعات التشاؤمية حول الصين، والتي من المتوقع أن تشهد بداية صعبة لهذا العام؛ حيث تعتبر أوروبا أحد المصدرين الرئيسيين للصين، فضلاً عن الاعتماد عليها في المواد الخام. ومن المتوقع أن يكون للاضطراب المستمر مع تفشي الفيروس في ثاني أكبر اقتصاد في العالم تأثير على أوروبا أيضاً. 

ومن المتوقع أيضاً أن تحقق الولايات المتحدة نمواً ضئيلاً في النصف الأول من العام. وعليه، اتحدت كل تلك العوامل لتضع البنك المركزي الأوروبي في موقف صعب، إذ أنه لا يرغب في أن يكون مسؤولاً عن انزلاق أوروبا إلى الركود، حتى لو كان ذلك من الناحية الفنية فقط. لكن يجب القيام بشيء ما بشأن التضخم. 

أهم ما في الأمر 

يمكن أن يعزى جزء كبير من التضخم إلى زيادة تكلفة الطاقة، ولكن الآن بعد أن انخفضت أسعار الغاز الطبيعي، ينبغي أن ينخفض ​​رقم مؤشر أسعار المستهلكين الرئيسي. غير أن التضخم بقيمته الأساسية – وهو الرقم الأهم بالنسبة البنك المركزي الأوروبياستمر في الارتفاع. فيما قد يشكل ذلك رياحاً عكسياً إضافية للاقتصاد، حيث يجب على البنك المركزي الأوروبي أن يرفع أسعار الفائدة أكثر من أجل السيطرة عليها. 

من المتوقع أن يسجل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الألماني السنوي عند 1.8% انخفاضاً من 2.6% المسجل في عام 2021. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يؤكد مؤشر أسعار المستهلكين الإسباني السنوي الأساسي لشهر ديسمبر على أنه ينمو إلى 6.9% من 6.3% في نوفمبر. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية  

تداول اليورو بفروق سعرية تصل إلى صفر! افتح حسابك الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.