مكتبة التداول

نظرة على توقعات الذهب في 2023

0

باعتباره أداة للتحوط ضد عدم اليقين، يتوقع أن يكون عام 2023 حافلاً بالنسبة للذهب؛ حيث إن هناك العديد من الأحداث التي ستجلب خطورة عالية للأسواق خلال الاثنا عشر شهراً القادمة. ومن ثم، يجب أن نراقب عن كثب الأحداث غير المتوقعة التي يمكن أن تهز الأسواق. كما أن هناك سلسلة من التغييرات المتوقعة في كل من السياسة النقدية والمالية التي يمكن أن تغير الحركة السعرية للذهب مستقبلاً.

في الوقت الحالي، يتلقى الذهب الدعم من مصدرين رئيسيين أولهما: ضعف الدولار حيث يبطئ بنك الاحتياطي الفيدرالي وتيرة رفع أسعار الفائدة. أما المصدر الثاني، فهو شراء البنوك المركزية حول العالم الذهب حتى نهاية العام. في حقيقة الأمر، يصعب تحليل هذا الأخير، وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل البنوك المركزية بشأن سبب استثمارها في الملاذات الآمنة. ومن بين أحد التفسيرات الأكثر شيوعاً هو أن الذهب مقوم بأقل من قيمته الحقيقية في السوق الحالية وسط ترجيحات ارتفاعه في الأشهر المقبلة على أقل تقدير.

المزيد من الدعم من الفيدرالي الأمريكي

تعتبر أحد أهم نقاط القوة التي يتمتع بها الذهب أنه لا يعاني من التضخم. ولكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يرتفع الذهب في ظل ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين العام الماضي؟ يرجع ذلك في الغالب إلى رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة الذي جعل الدولار أكثر جاذبية، والتوقع بأن التضخم سينخفض ​​بشكل كبير على المدى القصير.

غير أنه الآن وسط توقعات أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة على أكثر تقدير، إن لم يخفضها في وقت ما من العام المقبل، فقد تسبب ذلك في ضعف الدولار خلال الشهرين الماضيين. ما لم يكن هناك تغيير كبير في التوقعات من الاحتياطي الفيدرالي خلال الاجتماعين المقبلين، فمن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، والذي بدوره يقدم المزيد من الدعم للمعدن النفيس.

ماذا عن الصين؟

إنّ الأزمات التي تعانيها الصين أكبر مشتري للذهب هو عامل آخر مهم يجب وضعه في الاعتبار. فلقد أضر الإغلاق في الصين بالتنمية الاقتصادية. ومع ذلك، يتسبب وقف الإغلاقات وتخفيف قيود سياسة “صفر كوفيد” الآن في مشكلات اقتصادية حيث يتغيب العديد من العمال عن العمل بسبب المرض. وثمة نظرية تقول إن الشعب الصيني لديه مناعة منخفضة ضد الفيروس بسبب انخفاض معدل التطعيمات وقلة التعرض للمرض. لذا، من المتوقع أن تهدأ موجة الارتفاعات الحالية في أعداد الإصابات في وقت ما خلال فصل الشتاء، ومن ثم قد ينتعش الاقتصاد الصيني، ما سيجلب معه الطلب المتجدد على الذهب.

لكن هناك مشكلة أخرى تتمثل في توقعات غالبية الاقتصاديين بحدوث ركود عالمي في النصف الأول من العام المقبل؛ مما سيترجم إلى تباطؤ انتعاش الاقتصاد الصيني، وتراجع الدخل المتاح لشراء الذهب. علاوة على ذلك، فإن وجهة النظر التقليدية بين المديرين الماليين هي الاحتفاظ بالنقود خلال فترة الانكماش الاقتصادي ليكونوا مستعدين لاقتناص الصفقات فيما بعد. كما أنه إذا أظهر بنك الاحتياطي الفيدرالي إشارات قليلة لخفض أسعار الفائدة، مما قد يغير مسار الدولار خلال الجزء الأول من العام المقبل.

الصمود حتى شهر مارس

تشير التوقعات أنه بحلول شهر مارس المقبل ستكون العديد من المشكلات التي تجتاح العالم قد انتهت؛ إذ سينتهي أسوأ طقس شتوي تشهده أوروبا، وسيدخل الوضع الجيوستراتيجي في أوكرانيا مرحلة جديدة، وسيقوم البنك المركزي الأوروبي بنشر تحديثات بشأن المزيد من مبيعات السندات، وسيتضح ما إذا كان الاقتصاد الأمريكي سيعاني من الركود في الربع الأول من العام المقبل. لذلك، قد يكون شهر مارس نقطة محورية في تحليل المخاطر وإدراكها.

خلاصة الأمر، قد يشهد الذهب تقلباً كبيراً اعتماداً على التوقعات حول هل سيحدث الركود أم لا؟ وما هو مدى عمقه؟ وما إذا كانت البنوك المركزية ستخفف السياسة في وقت أقرب مما كان متوقعاً.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

ابدأ بتداول الذهب الآن بأفضل الفروقات السعرية

Leave A Reply

Your email address will not be published.