مكتبة التداول

متى يصبح ارتفاع السوق الهابطة سوقاً صاعدة؟

0

كنا تحدثنا في يونيو الماضي عن كيفية حدوث ارتفاع في وسط سوق هابطة. وعلى الرغم من أن الاتجاه العام للسوق هابط، إلا أن هناك فترات من الطبيعي أن تعود فيها الأسواق إلى الارتفاع. ومن ثم حذرنا في شهر أغسطس من المؤشرات التي تشير إلى موعد انتهاء هذا المسيرة. واتجهت الأسواق طوال شهر سبتمبر إلى الانخفاض، ومن ثم وجدت قاعاً جديداً في نهاية الشهر.

ولكن منذ بداية أكتوبر، تم تداول المؤشرات الأمريكية بشكل عام عند مستويات أعلى. إلا أن ارتفاعات المؤشرات الأمريكية لم تكون متكافئة، إذ كان أداء “داو جونز” أفضل بكثير من مؤشر ناسداك، وعلى سبيل المثال، جاد أداء مؤشر “ستاندرد آند بورز” في المنتصف بين المؤشرين الأخريين. ولكن بعد أن تخطى مؤشر داو جونز قمم الصيف، بدأ التساؤل حول المدة التي سيستمر فيها الاتجاه الحالي. خاصة ونحن نقترب من نهاية العام يطرح نفسه.

أين نتجه من هنا؟

عادةً ما يمنح الأسبوعان الأخيران من العام مزيداً من الانتعاش للأسواق فيما يُعرف باسم “رالي سانتا كلوز”. وعادة ما يأخذ معظم المتداولين الرئيسين استراحة من التداول بعد قرار سعر الفائدة النهائي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي عن العام التي يصدر في منتصف الشهر. وتساهم السيولة المقيدة في زيادة التقلبات، ولكن أيضاً صغار المتداولون يميلون إلى أن يكونوا أكثر تفاؤلاً.

ونظراً لأن ديسمبر بات وشيكاً، فقد نفد الوقت لدينا نوعاً ما ليكون هناك سوق هابطة أخرى قبل العطلات. فهل يعني ذلك أن الأسواق من المرجح أن تستمر في الصعود من الآن فصاعداً؟ أو على الأقل حتى نهاية العام؟ وهل هذا يعني أن السوق الهابط قد انتهى؟ ما مدى قربنا من التشبث بالتعريف؟

استخلاص الاستنتاجات من الصعود والهبوط

تدور مسميات الأسواق “الهابطة” و”الصاعدة” حول اتجاه الحركة بشكل أكبر. لكن السوق يتقلب كثيراً، لذلك هناك حاجة إلى نوع من الفصل بين هبوط السوق مؤقتاً، أو دخوله في اتجاه طويل المدى. وعادةً ما يتم استخدام نسبة الـ ٢٠٪، لكنها تتخذ كمبدأ توجيهي أكثر من كونها قاعدة صارمة. فإذا انخفض السوق بنسبة ٢٠٪ عن آخر ارتفاع له، فمن الآمن القول إنه في سوق هابطة. وعلى النقيض من ذلك، إذا ارتفع بنسبة ٢٠٪ عن أدنى مستوى له مؤخراً، فإنه يُعتبر عموماً سوقاً صاعداً.

ومنذ وصول مؤشر “داو جونز” إلى أدنى مستوى له في ١٣ أكتوبر، ارتفع مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة ١٩.٥٪ حتى الآن. وعليه إذا استمر في الارتفاع، يضعه ذلك تقنياً في نطاق كونه سوقاً صاعداً. وتكمن المشكلة بالطبع في أن الاتجاه العام كان هابطاً. ومع توقع معظم الاقتصاديين حدوث ركود في العام المقبل، فكل الأسباب لتوقع أن يستأنف المؤشر مساره الهابط متوفرة. بمعنى آخر، لا تقم بإعداد التداول بناءً على التفاصيل الفنية للتعريف.

كلما زاد الارتفاع، تعمق الهبوط؟

كان مؤشر “داو جونز” يتفوق في الاداء مقارنة بالمؤشرات الأخرى، ولا سيما مؤشر “ناسداك”، مما يعطينا نظرة ثاقبة على الديناميكيات. ومنذ أن بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد، كان هناك تحرك عام تجاه الأسهم ذات القيمة وبعيداً عن الأسهم التقنية التي يُنظر إليها على أنها أكثر خطورة. بمعنى أنه حتى عندما يتحرك السوق في اتجاه صاعد، ذلك لأن أولئك الذين يجرؤون على الشراء يفعلون ذلك في أصول دفاعية و”آمنة” نسبياً.

ونظراً لأن مؤشر “ناسداك” لم يرتفع كثيراً على الإطلاق خلال الشهرين الماضيين، فليس لديه الكثير من “التصحيح” ليقدم عليه. ولكن إذا أصيب بنك الاحتياطي الفيدرالي بخيبة أمل، أو حدث خطر آخر قبل ذلك، فقد يسارع المتداولون عن الانسحاب من التداول في المؤشرات الأكثر أمانًا من سوق الأسهم التي أقدموا عليها.

تداول بأمان مع حماية من الرصيد السالب. افتح حسابك وابدأ الآن!

Leave A Reply

Your email address will not be published.