مكتبة التداول

فنزويلا أم إيران: أيهما سترفع عنها العقوبات؟

0

كان قرار “أوبك +” الخاص بخفض الإنتاج بمقدار ٢ مليون برميل في اليوم هو سقف التوقعات بين المحللين، وجاء بمثابة مفاجأة للأسواق. بالنظر إلى أن روسيا قد فوتت هدفها بحوالي ١.٣ مليون برميل في اليوم، فمن الناحية العملية، نجد أن الخفض يتماشى أكثر مع ٧٠٠ مليون برميل في اليوم. أو ما يعادل تقريباً الارتفاع الأخير، مما يعيد أهداف الإنتاج إلى ما كانت عليه في يوليو. 

وبما أن معظم البلدان في المجموعة كانت تكافح حتى لتحقيق هدف الإنتاج، فإن الخطوة المهمة كانت من قبل السعوديين. حيث تم تخفيض حصتهم من الإنتاج بمقدار ٥٠٠ ألف برميل في اليوم، والذي ربما يمثل بشكل أكثر دقة مقدار الإنتاج الأقل في السوق من الناحية العملية. كانت هناك تكهنات واسعة النطاق بأن الخفض قادم. لذلك كانت أسعار النفط الخام ترتفع بالفعل قبل الاجتماع. 

التداعيات الأوسع نطاقاً

جاء توقيت خفض الانتاج مربكاً للغاية بالنسبة للبيت الأبيض. إذ جاء في أعقاب سفر بايدن إلى المملكة العربية السعودية قبل بضعة أشهر فقط للمطالبة بشكل أساس بزيادة الإنتاج. وهذا في وقت تؤثر فيه تكلفة المعيشة بشكل كبير على معنويات الناخبين في الولايات المتحدة أيضاً، حيث تتصدر أسعار الطاقة القائمة. كما أن هذا الخفض، وما يتبعه من ارتفاع متوقع في أسعار الغاز في المضخة، يأتي قبل شهر من انتخابات التجديد النصفي (وفي فترة يصوت فيها ملايين الأشخاص بالفعل)، مما يصعب الأمور أكثر. ويجدر الإشارة هنا، إنه قبل أقل من أسبوعين، كان سعر خام غرب تكساس الوسيط يتداول عند مستوى منخفض بلغ ٧٦.٧١ دولاراً للبرميل، لكنه ارتفع إلى ٨٨.٢٢ دولاراً عند إغلاق يوم أمس. 

ولا يعد استهجان البيت الأبيض للقرار أمراً مستغرباً، وتعليقه بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للتعامل مع ارتفاع أسعار الوقود. وقد سبق الخطوة التي أقدمت عليها أوبك+ بالفعل خطة لطرح ١٠ ملايين برميل في السوق من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي. والآن قد يتم البحث في الإفراج عن المزيد من الكميات من المخزونات. ولكن ماذا عن الخيارات الأخرى؟ 

الأمر بالنسبة لفنزويلا

انتشرت شائعات مفادها أن البيت الأبيض يبحث في رفع العقوبات عن فنزويلا للسماح بزيادة الإنتاج. نظرياً، لدى فنزويلا قدرة على إنتاج ما يصل إلى ٣.٠ مليون برميل، لكنها تنتج حالياً أقل من ٧٠٠ ألف برميل في اليوم فقط. ومع ذلك، فإن مقدار القدرة الفعلية المتاحة تعد موضع تساؤل، حيث لم تكن هناك صيانة كافية للبنية التحتية. 

فضلاً عن أن فنزويلا تنتج خام عالي الكبريت، أو ما يعرف بالخام “الحامض”. وعادة، هناك طريقتان لتكرير هذا النوع من النفط: إما بمزجه مع خام “حلو“، أي منخفض الكبريت، أو لاستخدام الغاز الطبيعي. كان أحد الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة إلى استيراد النفط من روسيا قبل الحرب في أوكرانيا هو استكمال زيتها الحلو لخلطه مع الحامض. ونعلم جميعاً ما يحدث في سوق الغاز الطبيعي. ويعد السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة هو الافتقار إلى قدرة التكرير، لذا فإن رفع العقوبات عن فنزويلا قد يقلّل نظريا من أسعار النفط الخام، ولكن من المرجح أن يكون له فائدة مباشرة ضئيلة للولايات المتحدة. 

الأمر بالنسبة لإيران 

تحاول إدارة بايدن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) منذ ما يقرب من عامين حتى الآن، ولكن دون نجاح يذكر بسبب مطالب الجانب الإيراني. ولكن جولة الاحتجاجات في إيران قد تساعد في ترجيح الكفة. فالعنوان الرئيسي للاحتجاجات هو قضية الحجاب، لكن من المفهوم أنها تمثل استياءً اجتماعياً عاماً من ارتفاع الأسعار، من بين أمور أخرى. وسيسمح توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتدفق نقدي من شأنه أن يساعد في تقليل السخط الاجتماعي. 

وتتمتع إيران بقدرة إنتاجية مماثلة لفنزويلا، لكن من المعلوم أنها تمارس صيانة أفضل. فضلاً عن أن إيران تنتج الخام الخفيف، والذي لن يحتاج إلى خلطه من أجل تكريره. تعمل الولايات المتحدة بالفعل بقدرة أعلى من طاقتها في شركات التكرير، وتستورد الوقود المكرر من أوروبا. ومن شأن إعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة أن تسمح لإيران بتصدير النفط الخام إلى أوروبا لزيادة صادرات البنزين إلى الولايات المتحدة، مما قد يساعد في خفض سعر المضخة. ولكن بالطبع، لن يكون لمثل هذه الصفقة أي تأثير قبل الانتخابات النصفية. 

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!

Leave A Reply

Your email address will not be published.