بيانات التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر: مزيد من الأسباب لاستمرار الاحتياطي الفيدرالي في سياسته
من المتوقع أن تأتي نتائج التوظيف غير الزراعية في الولايات المتحدة مرة أخرى أعلى من “المعدل الطبيعي”. وهذا من شأنه أن يؤكد على فكرة أن وضع التوظيف في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعاً، وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه التركيز على خفض التضخم.
فالعدد الإجمالي للعاملين في الولايات المتحدة يعد أعلى الآن مما كان عليه قبل الوباء، مما يشير إلى أن سوق العمل قد تعافى ظاهرياً على الأقل. ومع ذلك، فإن معدل المشاركة ونسبة من يشغلون وظائف بدوام كامل يعد أقل مما كان عليه في بداية عام ٢٠٢٠.
العوامل الرئيسية
وفقاً لأحدث تقرير من “مكتب احصاء العمل، كان هناك أكثر من ١٠.١ مليون فرصة عمل، ولكن فقط ٦.٠ مليون شخص يبحثون عن وظيفة. ولا يزال سوق العمل محكم للغاية، لكن الفجوة مستمرة في الانكماش. وهذا يعني أن سوق العمل يتجه نحو التوازن، على الرغم من أنه لا يزال بحاجة لبعض الوقت حتى يصل للتوازن. وعليه فإن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال لديه مجال لمواصلة رفع أسعار الفائدة، لكن هذه المجال ليس مطلق.
والأهم من ذلك، أنه في أغسطس تم توفير ٣٤٤ ألف وظيفة، لكن عدد الوظائف الشاغرة قد انخفض بمقدار ١.١ مليون وظيفة. وهذا يعني أن تقويض الطلب هو الشق الأكبر لإعادة التوازن في سوق العمل. وهذا يعني أن المزيد من فرص العمل الشاغرة، يتم إغلاقها لأن الشركات لم تعد تسعى لتوظيف اشخاص في هذه الوظائف، وليس لأنها وظفت شخصاً ما.
ما يعنيه ذلك للأسواق
يُفهم عموماً أن سوق العمل المحكم يزيد من الأجور، حيث يحاول أصحاب العمل جذب الكفاءات. ولكن كانت زيادات الأجور حتى الآن في هذه المرحلة، أبطأ من ارتفاع التضخم. مما يعني أن متوسط الأجر الحقيقي ينخفض منذ عدة أشهر. ويمكن أن يسهم هذا تقويض الطلب لأن المواطن الأمريكي العادي لديه قوة شرائية أقل. وفقاً للنظرية الاقتصادية الأكثر شيوعاً بين محافظي البنوك المركزية والحكومة، فإن هذا يعني زيادة خطر حدوث ركود.
وفي الواقع، كون أن الأجور لا تنمو بالسرعة التي يزداد بها التضخم، فقد يحفز ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي على أن يكون أكثر جرأة وصرامة في تشدده. وطالما أن الأجور لا تتجاوز التضخم بشكل كبير، فإن الاحتياطي الفيدرالي يحبذ في الواقع تقويض سوق العمل، لأنه يدعم النمو الاقتصادي، وفقاً لقواعدهم.
ما يتعين الانتباه له كمتداول
من المتوقع أن تبلغ الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة لشهر سبتمبر ٢٥٠ ألفاً مقارنة بـ ٣٤٤ ألفاً في أغسطس. وكالعادة، قد يتم تنقيح الشهر السابق، وتؤثر أيضاً على توقعات السوق. ونظراً لأن المعدل الطبيعي للوظائف غير الزراعية يبلغ حوالي ٢٠٠ ألف، فإن أي رقم يفوق هذا المعدل من المرجح أن يدعم تشديد أعنف من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، ويؤثر بدوره على سوق الأسهم.
ومن المتوقع كذلك أن يبقى معدل البطالة مستقراً عند ٣.٧٪. ولكن، كان هذا هو الحال أيضاً في الشهر الماضي، عندما فوجئ المحللون بزيادة في معدل البطالة مدفوعة بزيادة مشاركة القوى العاملة. ومع تعرض محافظ المستهلكين النقدية لضغوط التضخم، فليس من المستغرب أن يخرج المزيد من الناس بحثاً عن عمل، مما قد يُخل بالتوقعات من جديد.
التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية
هل اطلعت على فروق الأسعار لأزواج العملات الرئيسية؟ افتح حسابك الآن |
