مكتبة التداول

لماذا لا ترتفع أسعار الذهب رغم ارتفاع التضخم؟

0

يشترى الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم، كونه لا يفقد قيمته. فالذهب سلعة حقيقية، على عكس العملة الورقية. إلا إنه ورغم ارتفاع معدل التضخم في جميع أنحاء العالم هذا العام، لم يرتفع سعر الذهب. بل إنه اتجه للهبوط منذ أن بلغ ذروته في مارس. فما الذي يحصل؟

الأسعار نسبية

أولاً، أحد الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار، هي أن الذهب يتم تسعيره بالدولار. وبالتالي كان بكل تأكيد هناك تضخم في العديد من العملات الأخرى مع استثناء ملحوظ للين، والذي له قصة مختلفة تماماً. ولكن على رغم التضخم، أصبح الدولار أقوى نسبياً. ويعود ذلك بشكل جزئي لارتفاع التضخم في العملات الأخرى بشكل أكبر.

على سبيل المثال، زوج اليورو مقابل الدولار الأميركي، والذي هبط إلى ٠.٩٩٠٠، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من ٢٠ عاماً. ومنذ بداية هذا العام، انخفض اليورو بأكثر من ١٣٪ مقابل الدولار، وهو أعلى بكثير من التضخم السنوي البالغ ٨.٩٪ الذي تم تسجيله آخر مرة. والواقع أن الانخفاض السنوي في قيمة اليورو بلغ ١٧٪ تقريباً. ويمثل هذا ما يقرب من ٨٪ من صافي الفائدة لأي شخص احتفظ بالدولار خلال العام الماضي، بالرغم من معدل التضخم الأعلى في العملة المشتركة.

ما أهمية ذلك؟

هذا يعني أن الأوروبيين (والصينيين والهنود والأتراك، وغيرهم) ليسوا بحاجة لشراء الذهب بهدف التحوط من التضخم في اقتصاداتهم. إذ كان الاحتفاظ بالدولار استثماراً أفضل بكثير من الاحتفاظ بالأموال في البنك. وعليه، فإن ما يحدث لسعر الذهب يعتمد حقاً على ما يحدث مع الدولار.

ولكن ألا تجعل قيمة الدولار الأقل بنسبة ٨.٥٪ عما كانت عليه قبل عام شراء الذهب خياراً أفضل؟ بالتأكيد سيكون أفضل إذا كنا ننظر في الماضي. ولكن عندما يقرر المستثمرون ما الذي يستثمرون فيه، فإنهم يتطلعون قدماً إلى المستقبل. وما هو أفضل الأصول الموجودة في محفظتهم من الآن فصاعداً، في حين أن قراءات التضخم التي لدينا متعلقة بالعام الماضي.

الأمر كله يتعلق بالتوقعات

كانت أحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع سعر الذهب في مارس يعود لزيادة التوترات الجيوسياسية. لكن الأمر الآخر الذي كان أكثر دواماً هو عندما بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة. ومن المؤكد أنه كان من المتوقع أن يرتفع التضخم لفترة من الوقت، حيث يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تعطي السياسة النقدية مفعولها.

ولكن في نهاية المطاف، سوف يتمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من السيطرة على التضخم. وهذا يعني أنه من المتوقع أن ينخفض التضخم. والأكثر من ذلك، من المتوقع أن تستمر أسعار الفائدة في الارتفاع. والأشخاص الذين يستثمرون في الدخل الثابت المقوّم بالدولار مثل سندات الخزانة والسندات والأوراق المالية الأخرى، سيشهدون عوائد متزايدة. وما يعنيه ذلك، هو أنه وعلى الرغم من كون التضخم مرتفعاً، ولأنه في الواقع مرتفع، فهناك توقع بزيادة العوائد لأولئك الذين يمتلكون الدولارات. علي عكس الذهب الذي لا يدفع أرباحاً أو يدر فوائد.

ماذا عن التحوط إذن؟

بعبارة أخرى، مع ارتفاع التضخم، زادت احتمالية رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة وخفض هذا التضخم. وهو ما يعطي الدولار مزيداً من القوة، وبالتالي ينخفض سعر الذهب بالمقابل.

أي أن الذهب يعد وسيلة للتحوط ضد التضخم قبل أن يرتفع الأخير. ولكن بمجرد أن يكون هناك تضخم مرتفع، فإن الصورة تنقلب. وعلى افتراض أن بنك الاحتياطي الفيدرالي تمكن من السيطرة على التضخم. ففي الحقيقة بمجرد ارتفاع التضخم، يكون قد فات الأوان “للتحوط” ضد التضخم الذي حدث بالفعل.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

 ما الفرص المتاحة لتداول الذهب اليوم؟ افتح حسابك واقتنصها الآن!

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.