مكتبة التداول

كأس العالم 2022 قد بدأ بالفعل!

0

كنا نترقب أن تقام النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم لكرة القدم الدولية للرجال في قطر. ولكن للأسف، تغيرت الأحداث وسبقتها بطولة كأس عالم حقيقي بعيدة كل البعد عن الرياضة التي اعتادت أن تجمع جموع المشجعين من شتى أنحاء العالم في المدرجات وجموع المشاهدين أمام الشاشات.

بطولة هي أبعد ما تكون عن المتعة التي كنا نشهدها في كأس العالم المعتاد، بل هي أقل ما يقال عنها إنها مروعة. فرض على الشعوب من شتى أنحاء الأرض حضورها، بل والمشاركة فيها، سواء بالرأي أو تحمل تبعياتها ونتائجها.

منافسة توضع خططها في مكاتب رؤساء الدول الكبرى ووزارات الدفاع في الخفاء، وتنفذ الخطط على أرض أوكرانيا في العلن. يتنافس فيها المتنافسون على من يحمل كأس العالم للنظام العالمي الجديد.

فهل تحتفظ الولايات المتحدة بالكأس، أم تفقده، أو هل يمكن أن نشهد فوز فريقين بالكأس مناصفة؟ كأس لم يصنع من الذهب الخالص كما عهدنا، بل من دماء آلاف من الأبرياء، والجنود الذين زج بهم في أتون المعارك من أجل أن ينعم حامل اللقب بالسيطرة على النظام العالمي.

لن تجد عزيزي المتداول كثيراً من الأرقام في هذا المقال، لكنك ستجد ما سيساعدك على فهم إلى أين قد تتجه الأسواق في الفترة المقبلة، والذي قد يساعدك على تحديد أين تتداول، واستراتيجية تداول تبقيك بمأمن وبعيداً عن الخسائر قدر المستطاع.

ثلاثة تصريحات تشرح ما نحن فيه

بالعودة لكلمات الرئيس الراحل “جورج بوش” في عام ١٩٩٢، مع إعلانه انتهاء الحرب الباردة بين بلاده والاتحاد السوفيتي وحلفاءهم، وابتهاجاً بعصر جديد أصبحت فيه أمريكا هي القبة الأوحد في العالم حين قال: “أكبر شيء شهده هذا العالم في حياتي وحياتنا جميعاً، بفضل الله، أن الولايات المتحدة انتصرت في الحرب الباردة”.

وبعد أن أصبحت هذه الكلمات وهذا النصر من الماضي، وهذا ما أكدته “أورسولا فون دير لاين” رئيسة المفوضية الأوروبية، حين أعلنت صراحةً في مؤتمر ميونيخ للأمن رغبة روسيا بإعادة رسم قواعد النظام العالمي قائلة:

“على المرء فقط قراءة البيان الأخير لقادة روسيا والصين ليفهمإانهم يبحثون عن قواعد جديدة للنظام العالمي، لتحل محل القواعد الحالية”.

تصريحات “فون دير لاين” تعكس ما يعيشه العالم حالياً، حيث أعادت الأزمة الأوكرانية للأذهان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا من جديد. وكما جاء اعتراف “كيث كيلوج” الجنرال المتقاعد والذي عمل كمستشار قومي للأمن خلال فترة رئاسة الرئيس السابق “دونالد ترامب” بأن الحرب الباردة الثانية في العالم قد بدأت بالفعل، وعزى ذلك للضعف الأمريكي.

“لماذا حدث (ضم القرم) مع إدارة بايدن وأوباما ولم يحدث مع إدارة ترامب، ثم حدث مجدداً الآن؟ الإجابة في كلمتين (الضعف والفرصة)”.

الحرب الباردة الثانية

هذا المصطلح ليس مجرد كلمة عابرة يستخدمها الساسة في تصريحاتهم حول الأزمة الأوكرانية، فالشواهد التي تؤكد على أن العالم بات فعلاً يتغير وأن بطولة كأس العالم للنظام العالمي الجديد قد انطلقت بالفعل كثيرة. العالم يتغير ولم تعد الأمور في زمام الولايات المتحدة وحدها، فها هو “بوتين” يوقع اعتراف من جانب واحد لمنطقتين انفصاليتين في الداخل الأوكراني، واعتبراهما دولتين مستقلتين، ضارباً بالتهديد الأمريكي عرض الحائط. ليؤكد أن روسيا دخلت بالفعل في مواجهة مع الولايات المتحدة وتنافس على الفوز بكأس العالم للنظام العالمي الجديد. ومن يجرؤ على التصدي لثاني أكبر قوى عسكرية (روسيا)، سوى صاحب المركز الأول (الولايات المتحدة). ولكن صاحب المركز الأول قالها صريحة ومدوية، إنه لن يواجه روسيا عسكرياً.

العقوبات ليست بالجديدة على روسيا، ولقد أثبتت روسيا قوتها في مواجهة العقوبات والصمود في وجهها سابقاً وتحديداً حين طردت الدول الصناعية الثماني روسيا في ٢٠١٤ حين استعادت روسيا شبه جزيرة القرم. ولكن هذه العقوبات لم تترك أثراً ونجحت روسيا خلال هذه الأعوام في زيادة احتياطي النقد لديها والذهب حتى حققت فائض تاريخي منهما وانتعش اقتصادها.

في المقابل، بات الضعف الأمريكي في كثير من الملفات واضحاً، أبرزها قضايا الشرق الأوسط وتخبطها حيال أزمة الشرق الأوسط وتساهلها حيال إرهاب الحوثيين الذين يستهدفون حلفاؤها في الشرق الأوسط بدعم من إيران وإرضاءً لها بحسب قول المحللين، فضلاً عن محادثات الاتفاق النووي مع إيران التي لم يكتب لها أي تقدم أو نجاح على الأرض حتى الآن نتيجة التعنت الإيراني. ودون الدخول في التفاصيل، انسحابها الفوضوي من أفغانستان الذي اعتبره خصومها خسارة عسكرية وشبهوه بخسارتها في فيتنام، وأثار مخاوف حلفاؤها من أن تفعل بهم كما فعلت بحكومة كابول وتتركهم وحيدين.

هذا كله يعكس أن نظام القواعد الدولي القائم على الابتزاز والعقوبات وهيمنة دولية واحدة ينهار رويداً رويداً وأن الولايات المتحدة ربما ستخسر كلياً ما جنته أوائل التسعينيات أو أن تضطر لتواجه عسكرياً ويتحول الأمر من حرب باردة ثانية، إلى حرب عالمية ثالثة. أو تعتمد على سياسة النفس الطويل التي من شأنها أن تضعف الآلة الروسية واقتصاد روسيا مع الوقت. ولكن في حال توسعت الحرب فكيف سيصب ذلك في مصلحة بعض الأسهم؟

أسهم سترتفع إذا توسعت الحرب

بعيداً عن النفط والطاقة والمعادن الثمينة، تزدهر أسهم عدداً من الصناعات التي تعمل بشكل جيد في ظل مجموعة الظروف الحالية. فعلى سبيل المثال، تشهد صناعة الدفاع زيادة في الإيرادات خلال فترات الحرب.

كأسهم شركة مقاولات الدفاع الأمريكية AeroVironment (AVAV)، وAxon Enterprise، وCACI International.

كذلك أسهم السلع الاستهلاكية، حيث لا تعاني هذه الأسهم كثيراً عندما تنخفض سوق الأسهم وقت الحرب، كون أن أول ما يتوجه له المستهلكين في مثل هذه الأوقات هو تأمين أنفسهم بالطعام والملابس وغيره. وتشمل أهم مخزونات السلع الأساسية الاستهلاكية:

  • شركة البقالة الأمريكية Albertsons (ACI)
  • شركة بانج المحدودة Bunge (BG)
  • سلسلة متاجر Casey’s General Stores (CASY)
  • شركة كوكا كولا (KO)
  • شركة Costco Wholesale (COST) التي تعمل في مجال التجزئة
  • شركة الصناعات الغذائية General Mills (GIS)
  • شركة الأغذية الأمريكية Hormel Foods (HRL)
  • شركة Procter & Gamble (PG) والتي تعد من أكبر شركات العالم لصناعة المواد الاستهلاكية

هذا وقد قرر بعض المستثمرين أن الوقت قد حان لاحتضان أسهم شركة “وارين بافيت” في Berkshire Hathaway (BRK.A)، حيث نجت أساليبه أمام الصعود والهبوط الاقتصادي لعقود. تتمتع الشركة بالفعل بمراكز في قطاعات الطاقة والمال والسلع الاستهلاكية التي تميل إلى تحقيق عوائد ثابتة بغض النظر عن تقلبات السوق. وتمتاز أسهمها بأن السهم الواحد يمثل نفس النوع من التنويع كما يفعل صندوق الاستثمار المشترك، أو صندوق المؤشرات المتداولة.

صندوق المؤشرات المتداولة

هو صندوق استثمار يديره مجموعة من المتخصصين في الاستثمار في كل السوق وعادة ما يكون هذا النوع من الصناديق ذو كلفة منخفضة، وتمتاز بالتنوع لتقليص نسبة المخاطرة.

تشمل بعض أفضل صناديق الاستثمار المتداولة للظروف الحالية ما يتركز على الدفاع مثل:

  • Invesco Aerospace & Defense ETF
  • iShares US Aerospace & Defense
  • SPDR S&P Aerospace & Defense ETF

أو السلع الاستهلاكية مثل:

  • Consumer Staples Select Sector SPDR Fund
  • Fidelity MSCI Consumer Staples Index ETF
  • First Trust Consumer Staples AlphaDEX Fund

أوكرانيا لا ناقة لها فيها ولا جمل

كثيراً من القراء يعرفون قصة هذا المثل الذي يعود إلى حرب البسوس والتي كان سببها ناقة لامرأة تدعى البسوس، وبسبب قتل ناقتها قامت حرب استمرت ٤٠ عاماً. ولكن أوكرانيا هنا ليست هي البسوس، إنما أراها فارس النعامة (الحارث بن عباد) الذي شارك في مرحلة ما بالحرب ولكنه عاد وغير رأيه واعتزل الحرب، وحين سُئل عن سبب اعتزاله قال: “هذه الحرب لا ناقة لي فيها ولا جمل”. ولكنه عاد للحرب بعد أن قتل بسببها أخيه.

كانت أوكرانيا بمنأى عن هذا الصراع، وكان بإمكانها الانضمام للاتحاد الأوروبي وعدم الانضمام لحلف الناتو الذي سيتسبب انضمامها إليه بصدام مباشر مع روسيا، لما سيشكله انضمامها من خطورة على الأمن القومي الروسي. نعم الانضمام الأوكراني لحلف الناتو من حق أوكرانيا، ولكن أيضاً من حق روسيا الدفاع عن أمنها القومي والوقوف في وجه أي خطر قد يتشكل ضده. وهذا ما فعلته أمريكا من قبل.

“مثل هذه الدول، وحلفاؤهم الإرهابين، تشكل محور الشر، تسليح لتهديد سلام العالم. من خلال السعي للحصول على أسلحة الدمار الشامل، هذه الأنظمة تشكل خطراً خطيراً ومتنامياً”.

جورج بوش – رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق

وتحت هذه الذريعة، غزت أمريكا العراق التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات، وبعد أن أطاحت بصدام، واستفادت من النفط العراقي وخيرات البلاد، وفتحت الباب على مصراعيه ليكون لإيران موطئ قدم في العراق. وبعد أن قتل وأصيب من الأبرياء من رجال ونساء وأطفال العراق ما قدر بمليون ضحية ومصاب، وشرد الملايين وانزلقت العراق إلى مستنقع الطائفية وعنفها، ثبت أن العراق لم تكن تملك ولا تسعى لأسلحة دمار شامل، وأن الولايات المتحدة قامت بهذه الجريمة بناء على تقارير مغلوطة!

تعاملت روسيا مع طموح أوكرانيا بنفس المبدأ الأمريكي، وربما نظرت للشعب الأوكراني وحقوق الانسان بنفس منظور رئيس وزراء بريطانيا السابق ” كاميرون ” حين قال:

“عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي لبريطانيا لا تسألوني عن حقوق الإنسان”.

فالأمن القومي لأي دولة هو أولوية قصوى، وسعي الدول للحفاظ على أمنها يتيح لها اتخاذ ما تراه من تدابير، بغض النظر عن اتفاق العالم مع هذه التدابير أو معارضته. وهذا يعني أن روسيا ربما فقط استخدمت الأسلوب والمبررات الغربية نفسها لتبرير غزوها لأوكرانيا.

للأسف الشديد تم استغلال أوكرانيا كأداة وطرف في الحرب الباردة الثانية التي تستهدف فيها أمريكا روسيا والصين، وتسد روسيا كل الثغرات التي يمكن أن تقطع عليها الطريق للفوز بكأس العالم للنظام العالمي الجديد هي وحليفتها الصين، أو على الأقل أن يكون اللقب مناصفة بين حلف الشرق وحلف الغرب. فهل آن الأوان للرئيس وحكومته في أوكرانيا أن يفكر في أوكرانيا فقط ويسلك طريق المفاوضات مع روسيا ويصل لاتفاق يخرجه وشعبه من هذه الحرب بما أن لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟

الأسهم التي قد يتوجب بيعها

ماذا إن لم تفضي المحادثات بين الطرفين لحل سلمي واشتد الصراع، ما هي الأسهم التي يجب على المستثمر التفكير في بيعها؟

باختصار، الأسهم التي لها علاقة بقطاع السفر، كون أن المسافرين قد يعيدوا النظر في خطط سفرهم في ظل الأزمة الراهنة، كما أن ارتفاع أسعار الوقود يخفض من الأرباح.

قد يكون بيع أسهم السيارات خطوة ذكية، إذ يؤجل المستهلكين شراء السيارات في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، كما أن ارتفاع النفط يعني بديهياً انخفاض الطلب على السيارات، وانقطاع إمدادات البلاديوم سيحدث فوضى على مستوى الصناعة.

تأخر الحديث عن بيع أسهم الشركات الروسية فعلياً، حيث إما إنها قد توقف تداولها وما لا يزال يتداول منها فقد معظم قيمته بالفعل. وسيكون قطع الخسائر فيها في هذا الوقت جهداً عديم الجدوى، لذا إبقاء هذه الأسهم في حالة عدم وجود فرصة لاستعادة بعض قيمتها في النهاية أفضل.

على غير العادة الجماهير مشاركة وليست متابعة

اعتادت الجماهير أن تتابع المنافسات من المدرجات أو من خلال الشاشات، وتكتفي بالتشجيع والاحتفال إن فاز فريقهم، والامتعاض إن خسر. ولكن هذه المنافسة أتت بالجماهير لأرض الملعب، وجعلته يعاني سواء ربح فريقه أو خسر في أي من المباريات. بل جعلت جماهير الفريق الواحد تنقسم فيما بينها بفضل أداة الإعلام الموجه التي يستخدمها الحلفين وهو ما ينذر بخطر أكبر إن لم يتدارك الأمر ويتوقف الإعلام عن أن يكون أداة مشاركة في الحروب والتحيز لفريق على حساب الآخر دون مراعاة معاناة الشعوب سواء من أهوال الحرب وخطر خسارة الأرواح والتشريد، أو الخسائر الاقتصادية وإن كانت أهون بكثير من خسارة الأرواح.

العقوبات التي فرضها الغرب لم يسلم منها الاقتصاد العالمي وليست روسيا فقط، فما عمل عليه العالم لتقليل الحواجز أمام التجارة الدولية، ضربته العقوبات في مقتل خلال أيام، تقلبات عنيفة في أسعار الطاقة، والأسهم، والسلع، والعملات.

عقوبات ضد النظام المالي الروسي، عقوبات على التجارة، عقوبات على الأفراد، تجميد أصول، الخ.. يستهدف فيها المسؤولين في روسيا ولكن الشعوب هي المتضرر الأكبر من تلك العقوبات.

صحيح أن العقوبات تقدم كبديل عن الحرب المستمرة. وكما قال السير “جيرمي جرينستوك”، السفير البريطاني السابق لدى الأمم المتحدة:

“السبب الأساسي لشعبية العقوبات هو أنه لا يوجد شيء آخر بين الكلمات والعمل العسكري إذا كنت تريد ممارسة الضغط على الحكومة.”

ورغم أن تأثير هذا الصراع وقع في المقام الأول علي الشعب الأوكراني والروسي، لكن ها هي الشعوب الأخرى بدأت تلتمس وبوضوح أثر هذه المنافسة السياسية والاقتصادية على حياتهم اليومية.

على سبيل المثال لا الحصر:

  • تقلبات شديدة في أسعار الطاقة لعدة أسباب مختلفة.
  • ارتفاع في أسعار السلع الغذائية.
  • أزمة نقص امدادات كبيرة تلوح في الأفق.
  • الأمن الغذائي يدفع عدة دول منها روسيا لوقف تصدير الحبوب وغيرها من المواد للخارج لفترة من الزمن.
  • عقوبات تفرض على روسيا يعاني منها كافة الشعوب كما يعاني الشعب الروسي.

وإن كان كل من الطاقة والقمح اللذان يعتمد الغرب على روسيا وأوكرانيا في توفير الحصة الأكبر منهما، يمكن إيجاد حل لها عبر دول بديلة للاستيراد منها أو حتى العمل على إيجاد مصادر بديلة للطاقة. فإن الاستغناء عن روسيا كمصدر للبلاديوم يعد معضلة. كونه معدن نادر لا يوجد سوى في أجزاء معينة من العالم، وهو أكثر ندرة بـ ٣٠ مرة من الذهب.

وتأتي دول كجنوب إفريقيا وكندا والولايات المتحدة وزيمبابوي بعد روسيا في ترتيب المنتجين له، وأقربهم من حيث مستوى الإنتاج الروسي هي جنوب أفريقيا.  فمن أصل ٢١٠ طن متري استخرجت من كل الدول المنتجة له في عام ٢٠٢٠ مثلاً، أنتجت جنوب أفريقيا ٧٠ طن متري مقارنة بـ٩١ طن متري استخرجتها روسيا. هذا يعني أن استبدال روسيا كمورد للبلاديوم يعد شبه مستحيل – وإذا أمكنهم ذلك، فإن التكثيف في البلدان الأخرى سيكون بطيئاً.

وإن حدث، فباختصار سيواجه صانعي السيارات الذين يتعاملون بالفعل مع مشكلات سلسلة التوريد الحادة عقبة رئيسية أخرى. وكون البلاديوم يستخدم أيضاً في الإلكترونيات الاستهلاكية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والتي يزداد الطلب عليها أيضاً. فإن نقص البلاديوم قادر على إحداث اضطراب واسع النطاق لهذه الصناعات، مما سيكون له تأثير مضاعف على السوق الأكبر.

يستخدم الغرب العقوبات الاقتصادية على روسيا كونها أقل قوة من منظور اقتصادي، في محاولة لتجنب الصراع المسلّح، حيث تعد روسيا قوية من هذا المنظور. لكن الاقتصاد العالمي متشابك بشدة وبالتالي الاضرار باقتصاد دولة يضر بدول أخرى، ولهذا استجابت أسواق الأسهم العالمية لارتفاع أسعار النفط والتغيرات الاقتصادية الأخرى، ومع تأثر الأسواق فلا عجب أن يشعر المستثمرون بالقلق.

ومع التحركات الصحيحة خلال التداول، فمن الممكن لك حماية محفظتك وتقليل الخسائر خلال فترة عدم اليقين هذه، عبر أوامر وقف الخسارة، واختيار الخيارات الأكثر وضوحاً.

قطاع الطاقة

الخيار الأكثر وضوحاً وضماناً حالياً هو الاستثمار المباشر في مخزون النفط والطاقة:

  • شركة شيفرون ـ حيث تستخدم الأرباح الناتجة عن ارتفاع أسعار النفط للتوسع في الوقود المتقدم كالأحفوري مثلاً.
  • بيونير للموارد الطبيعية (PXD) ـ والتي نتيجة ارتفاع أسعار النفط يتوقع أن تحقق أرباحاً كبيرة.
  • دافون للطاقة (DVN) ـ تاريخها القوي في إعادة الأرباح للمساهمين يشير إلى أن هذا عام جيد لتوزيعات الأرباح من قبلها.
  • نكست إيرا إينرجي (NEE) – سعر منخفض نسبياً للأسهم، واستثمارات في الطاقة النظيفة، ومسار نمو واعد.
  • كيندر مورجان (KMI) ـ كونها واحدة من أكبر شركات البنية التحتية للطاقة في أمريكا الشمالية، فإن سهمها في وضع يسمح له بالنمو.

هناك أسهم أخرى مثل: أوكسيدنتال بتروليوم  (OXY)، شلمبرجير(SLB)، وهاليبرتون (HAL).

وكون الأسهم الفردية تزيد من صعوبة التنويع، لذا فقد ترغب في التبسيط باستخدام ETF للطاقة. تسعى هذه الصناديق لمضاهاة عوائد مؤشر الطاقة الأساسي وتشمل مجموعة متنوعة من الأصول في سهم واحد.

والخمسة التي تستحق نظرة تشمل:

  • Energy Select Sector SPDR ETF (XLE)
  • Fidelity MSCI Energy Index ETF (FENY)
  • Invesco S&P 500 Equal Weight Energy ETF (RYE)
  • SPDR S&P Oil & Gas Exploration & Production ETF (XOP)
  • Vanguard Energy ETF (VDE)

كذلك صندوقي First Trust Natural Gas ETF وInvesco Dynamic Energy Exploration & Production ETF.

البلاديوم

عندما تزداد تقلبات سوق الأسهم، ومع احتمال حدوث ركود كبير، يتجه المستثمرون غالباً نحو الأصول الأكثر استقراراً. ومن بعد السندات، تأتي المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة. ويعد توجه المستثمرين للأصول المرتبطة بالبلاديوم، والبلاديوم كونه أندر من الذهب خياراً رائعاً. إذ يحتمل أن ترتفع الأسعار كثيراً في ظل العرض والطلب الذي قد يتأثر في ظل هذه الظروف.

وتعد صناديق الاستثمار المتداولة التي تتعقب سبائك البلاديوم، مثل

  • Aberdeen Physical Palladium Shares ETF (PALL)
  • Sprott Physical Platinum and Palladium Trust (SPPP)

وسيلة للحصول على فوائد استثمار البلاديوم دون التحديات اللوجستية لشراء وتخزين المعدن نفسه، وصعوبة بيعه سريعاً إذا ارتفع سعره.

يمكنك كذلك شراء أسهم في الشركات التي تنتج أو تتاجر بالبلاديوم، لكن معظم هذه الشركات تعمل مع معادن ثمينة متعددة أي لا يعد مخزوناً نقياً من البلاديوم لك، فضلاً عن أن أسهم ثلاث شركات من أصل أربعة وهي من جنوب أفريقيا تتداول خارج البورصة (OTC)، ووحدها California’s A-Mark Precious Metals هي الداخلة أسهمها في البورصة.

وفي حالة كنت على استعداد لتحمل المزيد من المخاطر ودرجة عالية من التقلبات، فيمكنك التفكير في الاستثمار في الخيارات أو العقود الآجلة (Futures or Options).

القادم أسوأ ما لم…

باختصار القادم أسوأ ما لم يخرج من بين المتنافسين فريق عاقل، يدفع بالأحداث نحو التهدئة، ويدفع عجلة المحادثات نحو التوصل إلى حل، فالعالم لم يخرج بعد من تداعيات كورونا، فالصين عادت لفرض حجر منزلي من جديد على مدينة “شنجن” التي يقطنها قرابة ١٧ مليون نسمة، وتضم عمالقة التكنولوجيا مثل “هواوي وتنسنت”. وها هي أمريكا تحاول جر الصين إلى المشهد بعد أن صرحت أن روسيا طلبت مساعدات مالية وعسكرية من الصين فيما تنفي روسيا والصين ذلك، وما لبث الاتحاد الأوروبي وبريطانيا في الإعراب عن قلقهم لموقف الصين الذين يروا انه منحاز لروسيا، وفي نفس الوقت يطلبوا من الصين الضغط على روسيا للانسحاب!

تصريحات، متضاربة ولكن الواقع يقول إن روسيا تكثف من القصف وتتوسع حتى وصلت قذائفها لمراكز عسكرية أوكرانية قرب الحدود البولندية، وتزيد من حصارها وتوغلها وتزداد الضحايا البشرية نتيجة قذائفها التي تستهدف مبان سكنية حسب مصادر الإعلام الأوكراني، في وقت لا تغير خطوط الامداد البطيئة من قبل الغرب ولا عقوباته ولا تصريحاته المشهد ولا يخدم أوكرانيا للصمود في وجهه الآلة الروسية.

اعتقد أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإيجاد حل لهذه الأزمة التي قد تتسع وتتحول إلى مأساة أكبر، إذا ما تمكنت روسيا من السيطرة على كييف وتنتقل إلى الخطوة الأخرى من عمليتها الخاصة كما سمتها، والتي أظن إنها ستكون إما تعيين حكومة موالية لها أو تقسيم أوكرانيا إلى دول على غرار (دونتسك ولوهانسك)، وهو ما قد يضع الاتحاد الأوروبي في مواجهة مباشرة مع روسيا، وتتسع ساحة الحرب، وتخرج فيه البطولة عن نطاق السيطرة ليدخل الاقتصاد العالمي والعالم في نفق مظلم.

عزيزي المتداول، تبدو التقلبات السريعة في أسواق الطاقة والسلع والعملات مغرية جدًا هذه الفترة لكن احذر أن تلحق أحلام الربح السريع دون تتذكر أوامر وقف الخسارة لتفادي الخسارة الأسرع.

 

Leave A Reply

Your email address will not be published.