مكتبة التداول

هل تزيد منظمة “أوبك+” من سقف الإنتاج؟

0

كان تقلب أسعار النفط في الآونة الأخيرة أمراً طبيعياً، نتيجة المخاطر المصاحبة للموقف الراهن القائم بين روسيا وأوكرانيا. ويمكن القول إن التصعيد فيما بينهما كان أحد العوامل الدافعة لارتفاع السعر مؤخراً.

وكان هذا الحدث الجلل والخطير المحتمل هو الشاغل الرئيسي للأسواق ووسائل الإعلام. إلا إنه بعزل عن احتمالية انتهاء هذه القضية الأوكرانية وإيجاد حل لها، فهناك عوامل أخرى جارية قد تتحكم في حركة أسعار النفط الخام.

وكانت التصريحات التي أدلى بها “ديامانتينو أزيفيدو” رئيس أوبك أول أمس في المؤتمر السنوي للطاقة هي إحدى تلك العوامل. وجاءت التصريحات في سياق حلقة النقاش بشكل غير مباشر، وهو ما قد ساهم بعدم تغطيتها بشكل كاف.

اختارت بعض الوسائل أجزاء مختلفة من الخطاب لتفسير ارتفاع أسعار النفط الخام، لكن دون السياق. بيد أن هذا السياق قد يكون مهماً لأسعار النفط في الأشهر المقبلة.

ما هي رؤية أوبك؟

في الواقع قام “أزيفيدو” بتغيير السيناريو الذي اعتدنا سماعه من أوبك خلال الأشهر العديدة الماضية.

وصرحت المنظمة في آخر تقرير شهري لها أن أسعار النفط الحالية نتاج تغيير الطلب ومن المرجح أن تكون مؤقتة. أن الطلب على المدى المتوسط يتناسب مع العرض. وهذا هو السبب وراء استمرار المنظمة في رفع الإنتاج ببطء على الرغم من ارتفاع أسعار النفط.

ومن المهم فهم التحول في الطلب في سياق الوضع الراهن بين روسيا وأوكرانيا. ومن المرجح أن ينطوي الصراع على فرض عقوبات على روسيا. وقد يتسبب ذلك في تعطل محتمل لتدفق الغاز من ثلاثة خطوط أنابيب رئيسية تتدفق عبر أوكرانيا.

وتحولت العديد من شركات الطاقة إلى استخدام النفط بديلاً عن استخدام الغاز الطبيعي بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، والتي تفاقمت بسبب التوترات بين الناتو وروسيا.

الجمع بين عاملي دورة الأسعار وتحسن الطقس

شهدت أوروبا رياح أقل من المعتاد خلال معظم فصل الشتاء. مما أجبر منتجي الطاقة الأوروبيين على استخدام قدر أكبر من الطاقة القصوى من الوقود الأحفوري.

فمن الشائع أن تستخدم المحطات التي تعمل بالغاز الطبيعي مشتقات النفط الخام في حالات الطوارئ، مثل عندما ترتفع اسعار الغاز الطبيعي. وبالتالي سيكون هناك ارتفاع بالطلب من تبدل الوقود.

بيد أن أحوال الرياح قد تحسنت في جميع أنحاء أوروبا مؤخراً. وقد يبدأ الطلب على الطاقة للتدفئة في الانخفاض الشهر المقبل، وهو ما سينعكس في العقود الحالية.

التصريحات التي قد تحرك السوق

صرّح رئيس “أوبك” إن المعروض لا يكفي لسد الطلب وإن الإنتاج بحاجة إلى زيادة حتى لو كانت بعض الدول تواجه صعوبات تقنية.

والمقترح هو أن معوقات الطلب التي دفعت النفط للارتفاع ليست مؤقتة كما كان يعتقد في البداية. وهذا بدوره قد يعني أن أوبك ستكون منفتحة على مناقشة زيادات أسرع في الإنتاج في اجتماعها المقبل.

وبطبيعة الحال فإن وجهة النظر هذه قد لا تعكس رأي جميع أعضاء أوبك. ولكن ينبغي أن يكون لدى الرئيس، بصفة عامة، فهم أفضل لآراء المنظمة. والدعوة إلى زيادة الاستثمار في هذا القطاع ليس بالأمر المستغرب. لكن بالإعراب عن فكرة أن أوبك لن تكون قادرة على مواكبة الزيادات في الطلب في إطار زمني أطول يعد أمر غير شائع.

وبمجرد أن يتسع المجال للحديث عن أوبك وإمدادات الخام، قد نشهد المزيد من التكهنات حول زيادة العرض في المدى القريب.

المقالات المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!

Leave A Reply

Your email address will not be published.