هل سيحذو المركزي الأوروبي حذو البنوك المركزية العالمية الأخرى في الاتجاه إلى تشديد السياسة النقدية؟ هذا ما سوف يُظهره المؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي غداً في الساعة 1:30 م بتوقيت جرينتش.
ومن المتوقع أن يبقي المركزي الأوروبي على السياسة النقدية دون تغيير خلال اجتماع الغد ولكن من غير المستبعد أن يشير البنك إلى نيته في سحب بعض التسهيلات وذلك بسبب الحد من كباح معدلات التضخم والتي وصلت إلى أعلى مستوى لها عند 5.1% خلال يناير مقابل التوقعات التي أشارت إلى 4.4% وكان مكون الطاقة هو المساهم الأكبر في هذا الارتفاع.
وقد يركز المركزي الأوروبي خلال الاجتماع على عدد من العوامل، أهمها التضخم والتوترات الجيوساسية والتي تتصدرها الملف الروسي الأوكراني إضافة إلى ارتفاع العائد على السندات الأخير، وقد يفضل البنك الإبقاء على السياسة النقدية دون تغيير طوال العام الجاري.
وبالرغم من أن تسارع معدلات التضخم تضغط على المركزي الأوروبي لسحب التسهيلات إلا أن المخاوف المتعلقة بالتدخل الروسي في أوكرانيا وتأثيرها على معدلات النمو بالمنطقة وأسعار الطاقة قد يجعل المركزي الأوروبي يتبنى نبرة حذرة تجاه تعديل السياسة النقدية في الوقت الحالي.
الجدير بالذكر أن سوق السندات يسعر قيام المركزي الأوروبي رفع الفائدة وذلك بعد ارتفاع العائد على السندات الألمانية الآجلة لعامين.
وسوف يركز المتداولون على المؤتمر الصحفي لـ”كريستين لاجارد” لملاحظة ما إذا كانت ترى أن معدلات التضخم ستتراجع دون هدف المركزي الأوروبي عند 2% بنهاية العام أم أنها ترى أن معدلات التضخم ستستمر في الارتفاع وقد يستدعي ذلك الاتجاه لسحب التسهيلات.
ولهذا إذا توقع المركزي الأوروبي استقرار معدلات التضخم عند مستويات مرتفعة فقد يكون ذلك إشارة لاتجاه المركزي الأوروبي لتشديد السياسة النقدية، وقد يكون أبكر من توقعات الأسواق وبالتالي توفير المزيد من الدعم لليورو.
من الناحية الفنية، تستقر تداولات اليورو دولار أعلى المستوى 1.1200 مما يدعم النظرة الإيجابية على المدى القصير واستهداف المستوى 1.1350 وفي حال اختراق هذا المستوى قد يمتد التصحيح التالي إلى المستوى 1.15.
على الجانب الهابط، يعاود اليورو دولار الهبوط في حال إغلاق يومي فقط أسفل المستوى 1.1200 باستهداف المستوى 1.11
