التضخم يثبت خطى الفيدرالي نحو رفع الفائدة

واصلت معدلات التضخم ارتفاعها على نحو حاد خلال العام الماضي بعد اتباع البنوك المركزية سياسة تسهيلية مكثفة، فقد أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الاحصاء الوطني مواصلة التضخم ارتفاعه بوتيرة سريعة بنسبة 7% خلال شهر ديسمبر وهي النسبة الأعلى منذ يونيو 1982.

بالنظر تفصيلاً إلى البيانات سنلاحظ أن مكوّن الطاقة كان صاحب النصيب الأكبر في هذا الارتفاع بنسبة 29.3% ولكنه أقل من ارتفاعه في نوفمبر بنسبة 33.3% بينما ساهمت أسعار الوقود بنسبة 49.6%.

وتعزز تلك البيانات من توقعات الأسواق باتخاذ الفيدرالي قرار برفع الفائدة خلال النصف الأول من العام الجاري، خاصة وإن الارتفاع الحالي يمثل تحدي لإدارة “بايدن” والفيدرالي الأمريكي إذ أنه يمثل ضغوط على المستهلكين.

وبالرغم من إعزاء الفيدرالي تسارع معدلات التضخم إلى أزمة سلاسل التوريد والتي تؤثر على المعروض من السلع والخدمات إلى أن الاستمرار الحالي قد يضر وتيرة التعافي الاقتصادي وقد يتطلب التدخل للحد من تسارع معدلات التضخم، فلم يعد التضخم ناتجاً عن مجرد عوامل مؤقتة فحسب بل قد يستقر عند مستويات مرتفعة طوال العام الجاري.

بالنظر إلى معدل الارتفاع الشهري للتضخم سنجد ارتفاعه بنسبة 0.5% بأعلى من توقعات الأسواق، وقد ساهم ارتفاع أسعار المنازل والسيارات بشكل قوي في هذا الارتفاع.

هذا، وقد تراجع الدولار الأمريكي بالرغم من مجيء البيانات أعلى من المتوقع متأثراً بتصريحات “جيروم باول” محافظ الفيدرالي الأمريكي أمام الكونجرس هذا الأسبوع حينما أشار إلى أن البدء في تقليص الموازنة العامة للفيدرالي قد يستغرق عدة شهور.

من الناحية الفنية، تزايدت الضغوط البيعية على الدولار بعد كسر نطاق التداول العرضي منذ 18 نوفمبر وسجل الدولار أدنى مستوى له منذ 10 نوفمبر الماضي عند المستوى 94.94 ولكن النطاق 94.60/90 يمثل دعماً قوياً في حال فشل الدولار في كسر هذا النطاق فقد يعاود الارتفاع مرة أخرى.

من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار الذهب صوب مستوى المقاومة 1830$ بعد مجيء بيانات التضخم أعلى من المتوقع، ولكن فشل الذهب في اختراق النطاق 1830/35$ قد يزيد من الضغوط البيعية عليه لاستهداف المستوى 1790$ مرة أخرى.

على الجانب الصاعد، الإغلاق اليومي أعلى المستوى 1835$ يمهد الطريق أمام زيارة المستوى 1870$.

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن