متى سيعيد بنك كندا النظر في السياسة النقدية؟

تترقب الأسواق إعلان بنك كندا عن قرار وبيان الفائدة يوم الأربعاء في الساعة 2:00 م بتوقيت جرينتش، وتشير التوقعات إلى إبقاء البنك على معدلات الفائدة دون تغيير عند 0.25%. لكن بالرغم من ذلك سيتم التركيز على نية البنك بالاستمرار في تقليص عمليات شراء الأصول حتى نهاية هذا العام أم لا، الأمر الذي سيكون له تأثير واضح على تداولات الزوج الدولار/كندي هذا الأسبوع.

السياسة النقدية الحالية تدعم الدولار الكندي

قرر البنك خلال اجتماعاته الأخيرة تقليص حجم مشتريات السندات الأسبوعية من 5 مليار دولار إلى 2 مليار دولار مشيراً إلى أن البنك يتوقع رفع الفائدة خلال النصف الثاني من العام المقبل بالتزامن مع تحقيق هدف التضخم عند 2%.

هناك العديد من العوامل التي تدعم الإبقاء على السياسة النقدية الحالية دون تغيير، من ضمنها الانتخابات الفيدرالية المقرّر عقدها يوم 20 سبتمبر الجاري، ووجود بعض المخاطر المتعلقة بالملف السياسي بعد ملاحظة تراجع قوي في شعبية الحزب الليبرالي الذي يتبع إليه رئيس الوزراء الكندي “جاستن ترودو” حسب استطلاعات الرأي الأخيرة بعد إعلانه عن انتخابات مبكرة في منتصف أغسطس الماضي لمحاولة كسب الأغلبية.

إلا أن هناك عوامل أخرى قد تدفع البنك للتلميح برفع الفائدة قبل النصف الثاني من عام 2022 وهي كالتالي:

التضخم: تستقر وتيرة ارتفاع التضخم عند 3.7%، أي بحوالي ضعف الهدف المحدد لها من قبل بنك كندا عند 2%.

سوق العمل: استمر تحسُّن أداء سوق العمل مع إضافة الاقتصاد حوالي 2.7 مليون وظيفة منذ أبريل 2020، أي أن الاقتصاد بحاجة إلى إضافة نحو 246 ألف وظيفة فقط للعودة إلى مستويات التوظيف ما قبل أزمة كورونا.

وتيرة اللقاحات: ساعد توفير عدد كبير من اللقاحات على دعم الأنشطة الاقتصادية والتقليل من مخاطر إعادة فرض قيود الإغلاق، وأظهرت مؤشرات مدراء المشتريات حالياً نمو مختلف القطاعات بالاقتصاد الكندي.

برنامج مشتريات الأصول

 قد يتم تقليص حجم برنامج مشتريات الأصول إلى 1 مليار دولار أسبوعياً، وبالرغم من تراجع العائد على السندات الآجلة لعشرة أعوام بمقدار 35 نقطة أساس منذ مايو الماضي إلا أن دعم السياسة المالية له دوراً في ذلك.

أداء الدولار الكندي

من المتوقع ألا يحقق الدولار الكندي مكاسب قوية أمام نظيره الأمريكي حتى يوم 20 سبتمبر، ولكنه قد يعاود الارتفاع خلال الربع الأخير من العام الجاري مدعوماً بعدد من العوامل، أهمها استمرار بنك كندا في سحب السيولة النقدية والتلميح لرفع الفائدة خلال العام المقبل خاصة في حال استمرار تحسن سوق العمل وارتفاع التضخم، إضافة إلى أنه عادة ما يشهد الدولار الأمريكي ضعفاً بنهاية العام ومطلع العام المقبل.

النظرة الفنية

يواجه الزوج الدولار/كندي مقاومة عند المتوسط المتحرك 50 على الإطار الزمني 4 ساعات وقرابة الحد العلوي للقناة السعرية الهابطة، في حال فشل الزوج في اختراق المستوى 1.2600 بعد قرارات البنك، فمن المتوقع أن نشهد هبوطاً على مدار الأسبوع إلى المستوى 1.2500.

على الجانب الصاعد، يُفضل تداول الزوج أعلى المستوى 1.2600 لمواصلة الصعود إلى المستوى 1.2700.