سوق العمل بالمملكة المتحدة مفاجئ، والجنيه الإسترليني يعود للقمة!

شهد سوق العمل في المملكة المتحدة انتعاشاً أكثر من المتوقع في أبريل، حيث بدأ الاقتصاد في الخروج من قيود فيروس كورونا.

هذا بعد أن كانت المملكة المتحدة تخضع لحظر صارم بسبب فيروس كورونا في الفترة من يناير إلى مارس، ولكنها بدأت في رفع بعض القيود في مارس.

وقد اتخذت إنجلترا هذا الأسبوع أكبر خطوة لها حتى الآن نحو العودة إلى الحياة الطبيعية مع إعادة فتح الضيافة الداخلية لأول مرة منذ خمسة أشهر.

شهدت نسبة معدل البطالة انخفاضاً في المملكة المتحدة بشكل غير متوقع إلى 4.8٪ في الربع الأول حتى مارس 2021، وهو أقل من توقعات السوق عند 4.9٪ حيث ظل دعم أجور العمال الذين تم إجازتهم في مكانه.

كما انخفض معدل البطالة بنسبة 0.3٪ عما كان عليه في ثلاثة أشهر حتى ديسمبر، وهو أكبر انخفاض فصلي منذ سبتمبر إلى نوفمبر 2015.

تحسنت توقعات الوظائف بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، حيث أعلنت الحكومة عن خطط لإعادة فتح الاقتصاد بالكامل بحلول 21 يونيو ثم تمديد دعم الأجور للعمال الذين تم إجازتهم حتى نهاية سبتمبر.

فيما من المقرر أن تبلغ البطالة ذروتها عند مستوى أقل بكثير مما كانت عليه في أعقاب فترات الركود السابقة.

يرجع ذلك إلى حد كبير إلى عشرات المليارات من الجنيهات الإسترليني من الأموال العامة التي أنفقت على إبقاء الموظفين المسجلين في كشوف المرتبات.

حيث يفترض الاقتصاديون أن عدداً ضئيلاً فقط من 4.2 مليون شخص غادروا في نهاية شهر مارس سينتهي بهم المطاف عاطلين عن العمل.

كذلك ارتفع عدد الوظائف بمقدار 84 ألف كأول مكسب منذ الوباء، وارتفع عدد الأشخاص المسجلين في الرواتب بمقدار 97 ألف، كما زادت الوظائف الشاغرة بنسبة 13٪.

قُدِّر معدل التوظيف بنحو 75.2٪، أي أقل بمقدار 1.4٪ عما كان عليه قبل انتشار الوباء، ولكنه أعلى بمقدار 0.2٪ عن الربع السابق.

بينما شهد متوسط نمو الأجور الأسبوعية بما في ذلك المكافآت في المملكة المتحدة تراجعاً بنسبة 4٪ إلى 558 جنيهاً إسترلينياً في الأشهر الثلاثة حتى مارس 2021. وهي أصغر زيادة منذ الأشهر الثلاثة حتى نوفمبر 2020. هذا بعد ارتفاع بنسبة 4.5٪ في فبراير.

قد بلغ معدل عدم النشاط الاقتصادي 21٪ بزيادة 0.8 نقطة مئوية عن ديسمبر 2019 إلى فبراير 2020، وأعلى بمقدار 0.1٪ عن الربع السابق.

تحديات وباء كورونا قائمة!

إن الآمال في تحقيق أقوى انتعاش اقتصادي منذ عقود ما زال يطغى عليها وباء كورونا مع البديل الهندي القابل للانتقال بشكل كبير من فيروس كورونا، والذي تم العثور عليه في عشرات المقاطعات في جميع أنحاء البلاد.

وقد حذر رئيس الوزراء “بوريس جونسون” من أن المرحلة الأخيرة من رفع القيود قد تتأخر بسبب تفشي المرض، وحث الناس على تلقي اللقاح.

لا تزال الأزمة تترك بصمات متفاوتة في سوق العمل، حيث يتمثل التحدي الرئيسي الذي تواجهه الحكومة في إعادة الشباب إلى العمل، وهذا مع بلوغ البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً ضعف المعدل الوطني.

تكافح المملكة المتحدة لاحتواء أحد أنواع سلالات كورونا شديدة العدوى التي تم اكتشافها لأول مرة في الهند حتى تتمكن من متابعة خطط إعادة فتحها بالكامل في 21 يونيو.

وقد قال وزير الصحة “مات هانكوك” يوم الإثنين إن السلطات حددت 2323 حالة إصابة بالسلالة الهندية لفيروس كورونا في المملكة المتحدة.

تحاول حكومة المملكة المتحدة تسريع معدل التطعيم من خلال زيادة الجهود في المناطق الأكثر تضرراً، وهذا مع وصول ما يقرب من خمسي سكان المملكة المتحدة في طريقهم للتطعيم الكامل ضد كورونا بحلول الوقت الذي تستعد فيه الحكومة لرفع قيود الإغلاق.

الجنيه الإسترليني يستكمل المكاسب

ما زالت جميع العوامل الحالية في صالح الجنيه الإسترليني حيث ما زال يستكمل مكاسبه نحو أعلى مستوياته في 3 أشهر، وهذا مع استمرار تراجعات الدولار لأقل مستوياته في 12 أسبوع.

كانت بيانات سوق العمل مفاجأة على شكل إيجابي، مما عزز من استمرار المكاسب الحالية لعملة المملكة المتحدة بعد الخروج من القيود الكبيرة بسبب جائحة كورونا ونتائج انتخابات أسكتلندا التي كانت مطمئنة بعض الشيء.

فمع استقرار تداول زوج عملة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار أعلى مستوى 1.41، يعزز من استهداف أعلى قمة حققها هذا العام في فبراير عند 1.4237.

أما باختراق هذا المستوى، قد تستهدف الأسعار مستوى المقاومة الثانية عند مستوى 1.4375 قمة أبريل 2018.

بينما في حالة الهبوط وفقدان المكاسب، ستواجه الأسعار مستوى دعم أولي عند 1.41، وما دون ذلك المستوى سيكون مستوى الدعم الثاني والأهم على المدى المتوسط عند 1.3930.

تداول بأفضل الشروط! افتح حسابك مع أوربكس الآن