كيف يمكن أن يؤثر حادث طائرة “راين إير” على الأسواق؟

على غرار كل الأحداث الجيوسياسية، فإن مجرد ذكر وقائع القضية من المرجح أن يكون كفيل بإثارة الجدل.

لكن الأحداث الجيوسياسية تنطوي على إمكانية تفاقمها بشكل قوي والتأثير على الأسواق. وحتى إن لم تتفاقم، فإن القلق من التصعيد الذي لا يتحقق ينتهي على أية حال بالتأثير على الأسواق.

فما الذي يجب أن يأخذه المتداولون بعين الاعتبار إذن فيما تشق الحادثة طريقها عبر دائرة الأخبار؟

لقد كانت العلاقات بين كل من الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا متوترة بالفعل في أعقاب الانتخابات المتنازع عليها العام الماضي. يمكننا بالتأكيد أن نتوقع أن يؤدي حادث اعتراض طائرة ركاب “راين إير” على الهبوط من قبل بيلاروسيا إلى تصعيد التوترات. وقد أشار الاتحاد الأوروبي بالفعل إلى مزيد من العقوبات ضد بيلاروسيا.

بيد أن بيلاروسيا مدمجة في رابطة الدول المستقلة ولديها تجارة قليلة نسبياً مع الاتحاد الأوروبي. ولذلك، فمن غير المحتمل أن يكون للنزاعات التجارية مع بيلاروسيا تأثير على الأسواق.

إلا باستثناء أمراً واحداً هاماً.

ماذا عن خط الأنابيب؟

تعد روسيا أكبر مورد نفط خام إلى أوروبا. والواقع أن أكبر الشحنات تمر عبر خط أنابيب دروجبا الذي يعبر بيلاروسيا.

وكان خط الأنابيب هذا محط اهتمام العام الماضي عندما اتهم “لوكاشينكو” روسيا بعدم إمدادها بالوقود الكافي. وفي ذلك الوقت، هدد بقطع شحنات الوقود عبر هذا الخط.

القلق المحتمل هو أنه في حال تصاعد التوترات، فإن خط الأنابيب هذا قد يكون “خياراً نووياً” لبيلاروسيا. وبطبيعة الحال فإن الدولة أيضاً تعتمد على إمداداتها من النفط من خط الأنابيب.

لذلك، من غير المحتمل جداً أن تتعرض لأي تعطيل. غير أن القلق إزاء الحادث قد يضع بعض الضغط على أسعار الوقود الأوروبية.

الحادث يضر بمعنويات المخاطرة

فحالة عدم اليقين الجيوسياسية تثقل كاهل معنويات المخاطرة على نحو غير متكافئ. وقد تكون هذه مشكلة إضافية نظراً إلى التعافي الهزيل إلى حد ما في أوروبا.

إن إجبار طائرة على الانحراف عن مسار رحلتها لا يشجع بالتأكيد على استخدام المجال الجوي لبيلاروسيا من قبل رحلات الطيران الأخرى. وفي الواقع، كانت هناك بعض الاقتراحات بأن تتفادى الخطوط الجوية الأوروبية الطيران فوق المجال الجوي البيلاروسي من الآن فصاعداً. وتظهر أحدث اللقطات التي تم التقاطها من قبل من رادار الطيران أن الطائرات التي لا تزال تحلق فوق بيلاروسيا، مقتصرة على طائرات الشحن أو تلك المملوكة لشركات طيران روسية.

بيلاروسيا في موقع رئيسي بالنسبة لقطاع الطيران بين أوروبا وروسيا. ومعظم الرحلات الجوية المقررة بين موسكو والعواصم الأوروبية الرئيسية تعبر بيلاروسيا.

ومن ناحية أخرى، فهذه ليست المرة الأولى التي تنحرف فيها شركات الطيران عن مسارها في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي يطيل من وقت الرحلة ويزيد من استهلاك الوقود بشكل هامشي.

الأمر يتخطى حادث بلاروسيا

من الناحية الواقعية، فإن المسألة الأساسية التي قد تهم المتداولين هي السياق الأعم. ويمكن اعتبار بيلاروسيا وكيلاً للعلاقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، نظًراً إلى علاقة الأخيرة الوثيقة مع بيلاروسيا.

حتى أن “لوكاشينكو” قال في الماضي إن بوتين اقترح ضم البلاد إلى روسيا مقابل بعض التنازلات. وفي ذات الوقت، ومن الجانب الأوروبي، فقد تسببت الخلافات السابقة حول كيفية معالجة تداعيات الانتخابات في بيلاروسيا في حدوث انشقاقات دبلوماسية بين الدول الأعضاء.

في غضون ذلك، يحصل نورد ستروم ٢ على دفعة أخرى، وذلك بعد أن سحبت إدارة بايدن العقوبات التي أيدتها إدارة ترامب.

ويخلص القول إلى أنه في أعقاب “العقوبة” الأولية من قبل الاتحاد الأوروبي، فمن غير المرجح أن يحدث إعادة تصعيد للتوترات. وخاصة في ظل عدم وجود تأثير اقتصادي لبيلاروسيا على الكتلة.

ومع نأني روسيا عن أن تكون طرف في هذه القضية، فيمكننا توقع انتقال وسائل الإعلام إلى قصة أخرى جديدة في المستقبل القريب.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الانجليزية

افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!