مكتبة التداول

هل تريد المملكة المتحدة إسترليني قوي؟

0

منذ الإعلان عن الانفصال الرسمي من مظلة الاتحاد الأوروبي، صعد الإسترليني ما يقارب 25%. ويبدو هذا منطقياً، خصوصاً وأن بنك إنجلترا هو أقل بنك قام بعمليات تحفيز خلال أزمة كورونا وضخ الأموال الرخيصة، مما جعل الأسواق تحتاط بالإسترليني كملاذ آمن.

والرسم البياني المتحرك التالي يوضح هذا الأمر

يوضح الرسم البياني التالي برامج التيسير، أو ما يعرف ببرامج الـ QE  والتي توضح مدى تحفظ بنك إنجلترا تجاه الأموال الرخيصة مقارنة مع المركزي الأوروبي والفيدرالي الأمريكي.
حيث كان الرقم التقريبي الذي ضخه بنك إنجلترا خلال الأزمة 0.3 ترليون دولار، وهو لا يقارن بعمليات التحفيز والأموال الرخيصة التي تم ضخها من قبل البنوك المركزية في العالم أجمع.

أما عن بيانات المملكة المتحدة، فما هي الأرقام التي دفعت الإسترليني لهذا الصعود الكبير الذي شهدناه؟ بالإضافة الى ما تم ذكره سابقاً، هو دور المملكة المتحدة في عملية التلقيح وما قد تم الإعلان عنه من تلقيح 15 مليون مواطن من الجرعة الأولى، وهو ما يعد خطوة هامة بالرغم من العديد من القيود التي تضعها بريطانيا. إلا اننا شاهدنا خلال الأسبوع السابق خطة المملكة المتحدة لعودة الحياة لطبيعتها من خلال الجدول الزمني، حيث ربما خلال نهاية العام سنشهد عودة الحياة لطبيعتها بشكل تام داخل المملكة المتحدة.
حيث انخفضت معدلات الإصابة بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة مع اتخاذ المملكة المتحدة قيود صارمة تجاة عمليات الحجر الصحي التي نجحت بالفعل في الحد من الإصابة. وكنا قد شاهدنا هذا الأمر فيما يتعلق بعمليات الحظر والتي أظهرت نجاحاً فعلياً في منبع الوباء، ألا وهي الصين.

بعد خروج المملكة المتحدة بشكل رسمي وصريح من الاتحاد الأوروبي بعد فترة شاقة من المفاوضات، هنالك العديد من المخاطر التي ربما لم تلتفت إليها الأسواق حتى الآن بشكل جدي بسبب ما يحيط العالم من وباء وأزمات طاحنة اقتصادية وصحية، إلا أن هذا الأمر لا يعني ان المملكة المتحدة معرضة لضربات موجعة قادمة.

لندن عاصمة المال

تُعد لندن في الفترة السابقة والحالية المركز المالي. حيث استطاعت من خلال علاقتها السابقة بالاتحاد الأوروبي أن تزيد مركزها هذا صلابة، ولكن هل ستستمر لندن محور هام في المعاملات المالية حول العالم؟ هذا السؤال الصعب الذي نبحث عن إجابته، خصوصاً بعد أن نجحت أمستردام العاصمة الهولندية الأوروبية في أن تتصدر المشهد في الأيام الأولى للبريكست، في حين تتجه البنوك الكبرى الى عواصم أوربية جديدة، لتكون الأصول المحوّلة أكثر من الترليون والنصف دولار منذ الاستفتاء، وأيضاً شهدت خسائر قطاع المال انخفاضاً كبيراً في الأداء بسبب الهجرة الجبرية التي تمت عقب البريكست.

نظرة على سوق العمل بالمملكة المتحدة، تظهر لنا استمرار ارتفاع البطالة في المملكة المتحدة.
ولكن التوقعات تشير الى انخفاض البطالة في الربع الثاني والثالث نتيجة لتطورات وخطة بريطانيا في عودة الحياة لطبيعتها بنهاية العام من خلال المراحل الخمس التي أعلنت عنها سابقاً.

ولكن يبدو لي الأهم في تلك البيانات هو الميزان التجاري والذي يظهر عجزاً مستمراً منذ 6 أشهر تقريباً نتيجة للإغلاق من جانب، والجانب الأكبر الوضع الغير واضح حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي، الشريك الأكبر تاريخياً.

الميزان التجاري للاتحاد الأوروبي والذي يظهر صلابة أقوى من نظيره في المملكة المتحدة.

ولكن حتى الآن لم نجيب بعد على السؤال الذي قمنا بطرحه في بداية المقال هل تريد المملكة المتحدة أسترليني قوي خلال الفترة المقبلة؟
اعتقد من وجهه نظري ان الأجابة ستكون بـ “لا”، هذا إذا لم يكن لتحسين وضعها في المنافسة في سوق التجارة العالمية. من جانب سيكون محاولة لمجاراة حرب العملات التي تتم بين الحين والآخر، حيث يبدو ظاهرياً أن الولايات المتحدة التي طالما هاجمت في عهد “ترامب” الصين والإتحاد الأوروبي بسبب التلاعب في قيمة عملاتها، إلا إننا نشاهد جانب في هذا الأمر في أداء الدولار الأمريكي.

دعونا نشاهد الرسم البياني للإسترليني أمام الدولار الأمريكي في الشكل التالي

تعليق فني: طالما نتداول أسفل مستويات الـ 1.4350 فما زلنا في نطاق سلبي ربما يطول إلى أن يصل إلى مستويات الـ 1.30 من جديد على المدى الطويل.

افتح حساب تداول إسلامي بدون فوائد! ابدأ الآن

Leave A Reply

Your email address will not be published.