مكتبة التداول

النفط يتجاهل مخاوف كورونا ويستكمل المكاسب نحو توقعاتنا!

0

استقرت أسواق الأسهم العالمية اليوم الثلاثاء بعد خسائر يوم أمس حيث شعر المستثمرون بثقة كافية في التعافي الاقتصادي وطرح اللقاحات لشراء الانخفاض في بعض الأصول الخطرة.

كانت الحالة المزاجية في الأسواق إيجابية إلى حد ما كما يستمر المستثمرون في تقييم كيف يغير ارتفاع عوائد سندات الخزانة المشهد المالي. وارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية وأيضاً أسعار السلع الأساسية مع استقرار الدولار.

في حين أن التقدم في اللقاح يعطي سبباً للتفاؤل، إلا أن هناك مخاوف مستمرة بشأن فائض المضاربة والرغوة التي دفعت أسواق الأسهم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في وسط الوباء.

بينما يتوقع المستثمرون أن يقدم الرئيس الأمريكي المنتخب “جو بايدن” المليارات في الإغاثة والإنفاق الإضافية للوباء عندما يتولى منصبه الأسبوع المقبل.

ارتفاع سندات الخزانة لأجل 10 سنوات يعزز من ارتفاعات الدولار

النفط يتجاهل المخاوف!

في الوقت نفسه ما زالت مخاوف المستثمرين بشأن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم حيث مددت أو أعادت أغلب الدول في جميع أنحاء العالم عمليات الإغلاق لمكافحة الانتشار السريع للوباء.

بالرغم من ذلك نجح النفط في استكمال المكاسب نحو توقعاتنا في مقالتنا منذ ديسمبر الماضي ليصل إلى مستويات 53 دولار للبرميل اليوم الثلاثاء بما يقارب نسبة 1.5٪، وهو أعلى مستوى لها منذ فبراير 2020.

هذا بعد أن تم دعم الأسعار مؤخراً من خلال تخفيضات إنتاج الخام السعودي والآمال في انتعاش اقتصادي أسرع في عام 2021.

أيضاً من المتوقع أن تستمر تراجعات مخزونات الخام الأمريكية للأسبوع الخامس على التوالي، والتي كانت أيضاً داعمة لأسعار النفط بالأسبوع الماضي.

قد صعد النفط بأكثر من 45٪ منذ نهاية أكتوبر بعد اختراقات لقاح كورونا مع تعهد المملكة العربية السعودية بتعميق تخفيضات الإنتاج خلال الشهرين المقبلين مما أضاف قوة دافعة إلى الارتفاع.

لكن لا يزال من المتوقع أن يستغرق نشر لقاح فيروس كورونا بعض الوقت، بينما يثير انتشار تفشي المرض مخاوف من عدم حدوث انتعاش مستمر في الطلب إلا في وقت لاحق من العام.

رالي مكاسب النفط يستمر نحو أعلى مستوى منذ جائحة كورونا في فبراير الماضي

ارتفاع صادرات آسيا وتراجع أمريكي قياسي!

ارتفعت ثلاثة من أكبر منتجي النفط في أوبك الأسعار الشهرية للشحنات إلى آسيا التي تعتبر أكبر مشتر إقليمي لهم. وهذا بعد تشديد الأسواق بشأن خطة المملكة العربية السعودية لخفض الإنتاج.

حيث رفعت كل من العراق والإمارات والكويت أسعار مبيعات فبراير إلى آسيا مستوحاة من السعوديين الذين أعلنوا عن زيادة مماثلة الأسبوع الماضي.

أما العراق فهو أكبر منتج في أوبك بعد السعودية، بينما تحتل الإمارات العربية المتحدة والكويت المرتبة الثالثة والرابعة داخل أوبك على التوالي.

ارتفاع صادرات أعضاء أوبك للمنطقة الآسيوية في فبراير المقبل

بينما يشعر المنتجون في جميع أنحاء العالم بنمط تضاؤل ​​التدفقات إلى أكبر سوق للنفط في العالم حيث تراجعت الواردات الأمريكية من الخام السعودي قرب المستويات الصفرية.

حيث في الأسبوع الأخير من عام 2020 لم تستورد الولايات المتحدة أي خام من السعودية لأول مرة منذ 35 عاماً، ولكنها ليست اللحظة التاريخية التي قد تبدو للوهلة الأولى.

لا يعني الانخفاض إلى الصفر نهاية الشحنات السعودية إلى الولايات المتحدة. بالفعل لن يتكرر هذا الرقم في تقرير الأربعاء الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، والذي يغطي الأسبوع الأول الكامل من شهر يناير.

مع توقعات أن تظهر بيانات الجمارك الأمريكية أن 1.9 مليون برميل من الخام السعودي دخلت البلاد خلال تلك الفترة.

تراجع قياسي منذ عقود لصادرات النفط السعودية للولايات المتحدة

كانت السعودية في عام 2017 ترسل بانتظام أكثر من مليون برميل في اليوم من نفطها الخام عبر المحيطين الأطلسي والهادئ إلى الولايات المتحدة.

لكن في غضون أربع سنوات اختفى ذلك من السوق تقريباً حيث ازدهرت صناعة النفط الصخري المرة الثانية ثم انهار الطلب مع الوباء.

وصرّح أمس المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية “فاتح بيرول” في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرج إن جزء كبير من النفط الصخري الأمريكي مربح بأسعار النفط الحالية. ولكن يجب أن يكون عمّال الحفر على دراية بتراجع حصة النفط في مزيج الطاقة العالمي في المستقبل.

قال إن شركات النفط الصخري ستواجه مسألة ما إذا كان الطلب قوياً بما يكفي ولا ينبغي التقليل من أهمية كهربة قطاع النقل.

إن العديد من المنتجين سيكونون قادرين على زيادة الإنتاج، وستكون هناك حاجة إلى النفط الصخري الأمريكي لسد الفجوة في ميزان النفط على المدى القصير.

مع ذلك، لا تزال مخزونات الخام الأمريكية عند أعلى مستوى موسمي منذ عقود بعد أن سحق كورونا الطلب.

النفط الخام على الصعيد الفني

نجح النفط باستهداف مستوى 53 دولار للبرميل كما توقعنا في مقالتنا السابقة وهذا مع استمرار استقرار التداولات اليومية أعلى مستوى 48.50 دولار للبرميل.

فمع استمرار الأسعار في الاستقرار أعلى مستوى 52 دولار للبرميل على أساس يومي قد يستهدف مستوى المقاومة الثانية عند 54.70 قمة 20 فبراير الماضي.

أما أعلى هذا المستوى قد يواجه مستوى المقاومة الثالث عند 56.30 دولار للبرميل، وفي حالة استقرار التداولات الأسبوعية أعلى هذا المستوى قد نرى استهداف أسعار النفط الخام لمناطق 60 دولار للبرميل.

النفط الخام ما زال يشهد مستويات إيجابية على المدى المتوسط

بينما في حالة فقدان المكاسب وتراجع أسعار النفط الخام دون مستويات 52 دولار للبرميل قد تستهدف الأسعار مستوى الدعم 50.50 دولار للبرميل، وفي حالة استقرار التداولات اليومية دون هذا المستوى قد يواجه الدعم الثاني عند 48.50.

أما دون هذا المستوى سيظل الدعم الهام لأسعار النفط على المدى المتوسط عند مستويات 46.50 دولار للبرميل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.