النفط يواجه دراما سلالة كورونا الجديدة مع نهاية 2020، وترقب آثار اللقاح في 2021!
تراجعت الأسهم العالمية يوم أمس بعد أن وصلت إلى مستوى قياسي. حيث أدى ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس وظهور سلالة متغيرة في بريطانيا إلى إضعاف التجارة والعودة إلى العمل.
مما ألقى بظلاله على حزمة الإغاثة الأمريكية من الوباء البالغة 900 مليار دولار والتطبيق الأولي للقاحات.
لكن عادت الأسواق وشهدت بعض الهدوء مع تطمينات هيئة الصحة العالمية. وانتعشت الأسهم في أوروبا بعد أكبر انخفاض لها فيما يقرب من شهرين مع استمرار محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومرر مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون الإنفاق.
حيث وافق المشرعون الأمريكيون على قانون الإنفاق التحفيزي الجديد، والذي يمر الآن إلى الرئيس “دونالد ترامب” للتوقيع عليه.
كانت تثير طفرة جديدة من وباء كورونا المخاوف من أن المزيد من أجزاء العالم قد تواجه قيوداً متجددة على الحركة مما يحد من انتعاش الطلب العالمي على الطاقة، والذي شهد انهياراً مع بداية الجائحة.
قد انخفضت العقود الآجلة لأسعار النفط الخام ونفط برنت بما يقارب 4٪ حتى الآن هذا الأسبوع. وواصل النفط الخام خسائره للجلسة الثانية ليتداول حول 47 دولاراً للبرميل. بينما يتداول نفط برنت حول 50 دولاراً للبرميل اليوم الثلاثاء.
ليفقد بذلك أغلب مكاسبه التي حققها بالأسبوع الماضي بعد أن زادت السلالة الجديدة الانتشار السريع لفيروس كورونا المكتشف في المملكة المتحدة.
مما زاد خطر المزيد من عمليات الإغلاق وانخفاض السفر العالمي قبل عطلة أعياد الميلاد، والذي أثار المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب على الوقود.
التوقعات السلبية لعام 2020 قريبة!
من المرجح أن ترى العديد من البلدان المزيد من إجراءات الإغلاق. كما لا يزال يتعين علينا اجتياز الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهي الفترة التي يتوقع فيها انتشار الفيروس.
حيث يتوقع التجمعات العائلية والاجتماعية الكبيرة خلال عطلات الميلاد مما سوف تزيد من خطر انتقال العدوى. وسيتبع الزيادات الحادة في الحالات حتماً مزيداً من القيود على السفر وضربات أخرى على الانتعاش الاقتصادي.
وقد توقع كبار المتنبئين بالنفط في العالم لكلاً من وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية ومنظمة أوبك تراجع التوقعات لعام 2020 بشأن الطلب على النفط وأنها لن تتعافى على المدى القصير في الأشهر اللاحقة.
حيث من المتوقع الآن أن يكون استهلاك النفط هذا العام من قبل الدول الثلاث حوالي 10 ملايين برميل يومياً، أي أقل من الكميات التي كانوا يتوقعونها في نهاية العام الماضي، وهو ما يكفي لتزويد إفريقيا وأمريكا اللاتينية بالوقود.
آثار اللقاح يتم ترقبها مع العام المقبل!
لا يبدو إنه من السهل الوقوع في فخ استعادة النفط بعد عام حافل بشكل استثنائي. حيث كانت تتزايد الآمال مع اكتشاف اللقاح وعودة الأسعار مع نهاية 2020، ولكن لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه للعودة إلى أي شيء كالمعتاد.
هذا الواقع الصعب مع جائحة كورونا لم يمنع أسعار النفط الخام من الارتفاع بمقدار 14 دولاراً للبرميل أو 37٪ منذ بداية نوفمبر، وهذا مع تحركات تحالف “أوبك+” واكتشاف بعض اللقاحات الفعالة.
إن التعافي من التأثير الضخم للفيروس على النشاط الاقتصادي لن يحدث بين عشية وضحاها مع الأخذ على سبيل المثال الرحلات الجوية التجارية، والتي توقفت عند حوالي 60٪ من مستويات العام الماضي بعد تعثرها في أغسطس.
مع القيود الجديدة بسبب سلالة كورونا المكتشفة بالمملكة المتحدة سيظل السفر الدولي هو الأكثر تضرراً، والذي يمثل تقريباً كل النقل الجوي لمسافات طويلة وهو أكبر مستهلك للوقود.
بينما ستعتمد سرعة عودة هذه الرحلات الجوية على ثقة الحكومات في أنظمة التطعيم لدى بعضها البعض، وإذا كان الطرح بطيئاً أو كان الاستيعاب ضعيفاً، فقد تظل ممرات الهواء الحيوية مغلقة.
لكن قد ترتفع أسعار النفط ويتعافى استهلاك الوقود في آسيا. ولكن بالنسبة لمصافي التكرير في المنطقة لا تزال التوقعات قصيرة الأجل قاتمة.
بينما انتعش الطلب الآسيوي على منتجات النفط مثل الديزل والبنزين بقوة من أدنى مستوياته في أبريل، ولا يزال هناك تخمة كبيرة في مخزونات الوقود للعمل من خلالها.
الرهانات ترتفع وترقب التزام الحلفاء في 2021!
كان المنتجون الرئيسيين بطيئين في الاستجابة مع بداية الجائحة، وأثارت خلافات بين أوبك وحلفائها إنتاجاً مجانياً للجميع بعد أن رفضت روسيا في مارس الموافقة على تعميق تخفيضات الإنتاج للمساعدة في دعم أسعار النفط.
لكن أعادوا تجميع صفوفهم في أبريل ووافقوا في النهاية على خفض قياسي قدره 9.7 مليون برميل يومياً من بداية مايو.
وجاء فيما بعد المزيد من تخفيضات الإمدادات من المنتجين من خارج مجموعة “أوبك+”. حيث تم تخفيض الميزانيات ولم تعد بعض العمليات منطقية من الناحية الاقتصادية.
بينما مع اتفاق ديسمبر ستضيف مجموعة “أوبك+” مقدار 500 ألف برميل في اليوم لإمدادات النفط الشهر المقبل.
هذا يعتبر أقل مما كان مخططاً له في البداية، لكنه قد يكون كافياً لقلب السحب العالمي المتوقع في مخزونات النفط في النصف الأول من عام 2021 إلى بناء آخر.
بينما ستبدأ الصورة تتضح أكثر مع التزام المنتجون الرئيسيون مع اجتماع أوبك في 4 يناير بالشهر المقبل، وإذا ما كانوا سيحافظون على التزامهم من الإنتاج وكذلك التزام الحلفاء مع تلميحات روسيا بزيادة إنتاج مجموعة “أوبك+” في فبراير.
إن الارتفاع في أسعار النفط الخام الذي شهدناه في الأسابيع الأخيرة يضغط بالفعل على هوامش التكرير مما يجعله أقل جاذبية للمصانع لسحب النفط الخام من الخزانات ومعالجته إلى منتجات مكررة.
إن الطرق الوحيدة لتحسين الهوامش هي ارتفاع أسعار المنتجات المكررة، وهي رياح معاكسة أخرى لنمو الطلب أو انخفاض أسعار النفط الخام.
في حين أن اللقاحات الجديدة ما زالت مثل الضوء في نهاية النفق، ولا يزال هناك طريق طويل لنقطعه قبل أن نخرج من الظلام لنشهد أسواق النفط تتقدم على نفسها.
حيث تحتاج توفير اللقاحات بشكل أوسع فترة من الزمن وقد تمتد فصولاً، وسوف تستغرق تلقيح نسبة كبيرة من الناس شهوراً.
حيث رأينا هذا مع تحذير وزير الصحة البريطاني “مات هانكوك” يوم الخميس من أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة لن يكون لدينا حماية كافية لتخفيف القيود.
وإنه لا يعرفون حتى الآن ما إذا كان الأشخاص الذين تم تلقيحهم لا يزال بإمكانهم نشر المرض، وذلك بالرغم من بدء برنامج التطعيم الشامل الجاري تنفيذه في المملكة المتحدة مع تطعيم ما تجاوز نصف مليون شخص حتى الآن.
مع ذلك، عزز مديري الصناديق الاستثمارية رهاناتهم على ارتفاع أسعار برنت إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر، وهذا وفقاً لبيانات أسبوعية من “ICE Futures Europe”.
حيث كانت المراكز الطويلة المدى فقط هي الأعلى في أكثر من تسعة أشهر، وفي حين كانت الرهانات القصيرة فقط هي الأدنى منذ أكثر من خمسة أشهر.
أما على الصعيد الفني، نجحت توقعاتنا خلال الأسابيع السابقة كما ذكرنا في مقالتنا بأن أسعار النفط الخام ستتقدم نحو مستويات 48، وهي ما تجاوزتها بالفعل لتلامس مستويات 49.40 دولاراً للبرميل كأعلى مستوى منذ الجائحة في فبراير.
كما تظل توقعاتنا الإيجابية قائمة نحو استهداف مناطق 53 دولاراً للبرميل خلال الأشهر الأولى من العام القادم في 2021، وهذا في حالة استقرارها أعلى مستوى 44 دولاراً للبرميل خلال الأسابيع القادمة.
ثم قد نشهد مناطق 59 دولاراً للبرميل مع النصف الثاني في 2021. وأما مستوى الدعم الهام على المدى المتوسط سيكون عند 43 دولاراً للبرميل. بينما على المدى الطويل للعام القادم سيكون عند مناطق 39 دولاراً للبرميل.
افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!