مكتبة التداول

هل يودي كوفيد بالنقد؟ مستقبل اليورو الرقمي

0

قبل بضع سنوات فقط، سيطرت فكرة البيتكوين والعملات المشفرة المتنافسة والبلوكتشين (سلسة الكتل) على العالم المالي.

فقد لاقت “عملة” رقمية بالكامل قدراً كبيراً من الاهتمام بين المستثمرين.

سارعت العديد من الشركات إلى إصدار بيانات صحفية تتحدث عن ابتكاراتها في سلسلة الكتل، لأن ذلك من شأنه أن يساعد في رفع أسعار أسهمها.

وفي نهاية المطاف، أخطرت الحكومات، بحظر البعض للعملات المشفرة تماماً، بينما تبناها البعض الآخر لأسباب سياسية متنوعة. وتراوحت هذه الإخطارات بين تأكيد إستونيا على المواطنة الرقمية وصولاً إلى يأس فنزويلا لسد الفجوة في مواردها المالية.

تداول بأفضل الشروط! افتح حسابك مع أوربكس الآن

وعندما بدأ البنك المركزي الأوروبي في الحديث عن “اليورو الرقمي”، قد تُعذر إن ظننت أن الأوروبيين قد دخلوا أخيراً في اتجاه العملة المشفرة.

لكن هذا في الواقع ليس ما يتحدث عنه البنك المركزي الأوروبي على الإطلاق. وعلى نحو ما، فإن العملة الرقمية التي اقترحها البنك المركزي الأوروبي هي في واقع الأمر عكس البيتكوين تماماً.

التخفي الرقمي

كان الهدف الأصلي من عملة البيتكوين يتلخص في اقتراح بديل للنظام النقدي الذي يعتمد على البنوك، وبوسعه أن يفلت من التدقيق من قِبَل السلطات المجردة من المبادئ الأخلاقية.

وليس من المستغرب أنها أصبحت شائعة بين المخترقين (الهاكرز) والمجرمين وهي العملة الرسمية الفعلية لشبكة الإنترنت السوداء. ولكن مفهوم البلوكتشين كان هو تحقيق الاستقلالية بعيداً عن التدقيق.

لذلك لم يكن من الضروري “إصدار” العملة. لذلك، وعلى هذا فلم يكن بوسع أحد السيطرة عليها.

وبالجمع بين التغطية الكاملة للإنترنت، فقد وعدت بتوفير مستوى من الحرية لا تستطيع العملة التقليدية أن تقدمه.

بيد أن البيتكوين لم يكن أول من خلق عملة رقمية. والواقع أن أغلب عملتنا الحالية رقمية بالفعل. أرصدتنا المصرفية، والمعاملات بين البنوك، والمدفوعات الكبيرة … نادراً ما ننفذها بالعملة الفعلية بعد الآن.

ساعدت البيتكوين في سد الفجوة بين العالم المالي الرقمي الحالي، مع عمليات الشراء والبيع اليومية للمستهلكين.

لماذا قد يرغب البنك المركزي بعملة رقمية؟

من عجيب المفارقات أن التحكم في العملة الرقمية يعد أسهل كثيراً.

فاليورو الرقمي الذي يقترحه البنك المركزي الأوروبي سوف “يصدر” من قبل البنك المركزي.

وسيودع حاملو هذه السندات بشكل مباشر في البنك المركزي الأوروبي، متجاوزين البنوك. ويعتبر هذا أكثر أماناً لأن البنوك الخاصة يمكن أن تفلس، بينما لا يمكن للبنك المركزي بحكم التعريف أن يفلس.

وسيكون البنك المركزي الأوروبي قادراً على سن السياسة النقدية بشكل أكثر فاعلية، مع إمكانية الوصول المباشر إلى المبالغ المالية التي يمتلكها كل فرد في منطقة اليورو.

ومن المتوقع أن يحل اليورو الرقمي محل العملات المشفرة المنافسة على أساس الملائمة، ولكن ليس على أساس الخصائص الوظيفية.

هل سيتحقق ذلك؟

الواقع أن ما يقرب من ربع المعاملات في أوروبا هي رقمية بالفعل، كما ازدادت الحصة خلال هذا الوباء.

والواقع أن البنك المركزي الأوروبي يتوقع زيادة هذه الحصة. بيد أن ألمانيا تشكل واحدة من العقبات الرئيسية.

فألمانيا تتمتع بتاريخ من التضخم غير المنضبط، ويقاوم السكان بشدة الانتقال إلى التكنولوجيا الرقمية.

ولكن أحد الملفات التي قدمها مؤخراً المدعي العام الأوروبي يشير إلى أن هناك علامات واضحة على أن الأمر سيفشل. وينص القانون الحالي على أن لكل بلد من البلدان المكونة للاتحاد الحق في تقرير العملة القانونية.

ومع ذلك، يمكن للاتحاد الأوروبي تبديل تلك القوانين. والآن بدأ العمل بالفعل على وضع الإطار القانوني اللازم لجعل اليورو الرقمي أمراً حتميا.

التقارير المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.