مكتبة التداول

موسم أرباح غامض! واقتصادات مهددة مع وباء “كوفيد-19”

0

ارتفعت الأسهم في آسيا وأوروبا اليوم الثلاثاء جنباً إلى جنب مع العقود الآجلة للمؤشر الأمريكي مع ترقب بداية صدور بيانات الأرباح الفصلية للربع الأول.

يعتبر هذا أحد مواسم الأرباح الأكثر غموضاً على الإطلاق بعد أن تسببت جائحة فيروس كورونا بقلب موازين الاقتصاد العالمي.

أخذت الزيادة في مؤشر “يورو ستوكس 600” المؤشر القياسي بنحو 20٪ فوق قاع عام 2020 إلى منطقة يعتبرها البعض سوقاً صاعدة، ولكن هذا سيظل بوضع شك مع استمرار أزمة فيروس كورونا وموسم أرباح كارثي مرتقب للربع الأول.

أيضاً لا تتطابق هذه الحماسة في سوق السندات حيث تتسع فجوة العائد على السندات الإيطالية لمدة 10 سنوات مما يشير إلى أن كل شيء ليس على ما يرام في المنطقة.

قفزت جميع الأسهم الرئيسية في آسيا بأكثر من 1.5٪ باستثناء مؤشر “هونج كونج”، وذلك بعد أن أظهرت بيانات رسمية أن صادرات وواردات الصين تراجعت أقل بكثير عن المتوقع في مارس.

وفي الولايات المتحدة يشهد مؤشر” داو جونز” ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 1.4٪ إلى ما يقارب 23740. وكذلك حقق مؤشر “ناسداك 100” مكاسباً بنسبة 1.8٪ إلى 8483.

كما قلص مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” الخسائر بنسبة 1.5٪ بعد انخفاضه بنسبة تصل إلى 2.5٪ أمس الإثنين.

يأتي ذلك مع تعويض المكاسب التي تحققت في شركات المستهلكين والتقنية والاتصالات، والتراجع في مجموعات رئيسية أخرى.

على الرغم من ارتفاع الأسبوع الماضي وتحقيق أفضل أسبوع له منذ عام 1974، ما زال مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” يتداول قرب مستوى 2800. فهل يحافظ عليه في أبريل، وهو كان خط دعم رئيسي في 2019؟

مع بدء موسم من الأرباح الضبابية هذا الأسبوع قد يكون هناك عدد قليل من المحفزات لدفع الأسهم إلى الأعلى، وذلك في ظل تفشي أزمة وباء فيروس كورونا.

أرباح فصلية ضمن دائرة عدم اليقين!

يبدأ موسم الأرباح هذا الأسبوع مع إصدارات بعض أكبر البنوك في العالم مما يمنح المستثمرين لمحة أولية عن مدى الضرر الذي سيلحق بالأرباح العالمية.

تبدأ البنوك والشركات المالية الأمريكية في الإبلاغ عن أرباح الربع الأول بقيادة “JP Morgan” و “Wells Fargo” اليوم الثلاثاء.

أما غداً الأربعاء ستصدر أرباح “سيتي جروب” و “بنك أوف أمريكا” و”جولدمان ساكس جروب إنك”، وثم ستعلن “BlackRock” أرباحها يوم الخميس.

في الوقت نفسه، يراقب المستثمرون توقيت عمليات الإغلاق بعد أن مددت الهند وفرنسا قيودهما، وبينما تواجه دول أخرى بما في ذلك ألمانيا والمملكة المتحدة قرارات بشأن ما إذا كانت ستبقى التدابير في مكانها.

مع ذلك، تواجه الشركات والمحلّلون والمتداولون والمستثمرون والاستراتيجيون إلى حد ما غموض في موسم الأرباح الأول، والذي يأتي بدون أدوات.

حيث إن الطبيعة غير المسبوقة للإغلاق الاقتصادي والتباعد الاجتماعي، والمأوى التي أمر بها المسؤولون توفر عبئاً من عدم اليقين.

اقتصادات مهددة!

بدأت البورصات الأوروبية الكبرى الأسبوع في المنطقة الخضراء يوم الثلاثاء حيث رحب المستثمرون بخطط بعض الدول بما في ذلك إيطاليا وإسبانيا وألمانيا والنمسا والدنمارك لبدء إعادة فتح اقتصاداتها ورفع بعض قيود التجمعات.

واتخذ صانعو السياسة العالمية استجابة رائعة لمحاولة الحفاظ على تدفق الائتمان، وهذا حتى تتمكن الأسر والشركات من البقاء على قيد الحياة. ولكن يجب على أوروبا أن تفعل المزيد وستضطر الدول الغنية إلى مساعدة الاقتصادات النامية.

يبدو أن عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس تبلغ ذروتها على مستوى العالم، ولكن الأخبار السيئة هي أن التحسن ربما يكون نتيجة مباشرة للتشتيت الاجتماعي والانحدار في النشاط الاقتصادي ويمكن أن ينعكس بسرعة إذا عاد الناس إلى العمل.

إن قدرة العالم على التحقق من آثار عدوى فيروس كورونا والتعافي بالكامل من أسوأ ركود منذ الكساد الكبير قد تعتمد على ما يقرره صناع السياسة الاقتصادية الدولية هذا الأسبوع.

هذا في ظل مواجهة الأسواق الناشئة والدول النامية لحالات الطوارئ الصحية، وانهيار الطلب والأزمة النقدية.

حيث أصبح حراس الاقتصاد العالمي تحت ضغط لتخفيف الضغط في اجتماعات هذا الأسبوع التي تعقد عبر الفيديو لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

أيضاً من المقرر اجتماع مجموعة الدول السبعة اليوم الثلاثاء، وسيجتمع وزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظي البنوك المركزية في مؤتمر عبر الهاتف يوم الأربعاء.

قال مسؤول مطّلع على المناقشات إنهم يخططون للنظر في تجميد سداد القروض الحكومية الثنائية للدول منخفضة الدخل.

مع ذلك، توقع الاقتصاديون في بنك “مورجان ستانلي” أن تتقلص الأسواق الناشئة باستثناء الصين بنسبة 4.1٪ في الربع الحالي، وهو انخفاض أكبر من 3.1٪ في الربع الأول من عام 2009 بعد الأزمة العالمية.

تترك مثل هذه البيئة صندوق النقد الدولي يعتقد أن الأسواق الناشئة والبلدان النامية ستحتاج إلى تريليونات الدولارات من التمويل الخارجي لمكافحة الفيروس.

قد كشفت تلك الأزمة الحالية عن فجوة في مركز الاقتصاد العالمي، ولا يوجد مقرض آخر للملاذ الأخير يمكنه توفير السيولة المطلوبة في حالة الطوارئ المالية.

هذا على عكس ما حدث في أزمة 2008-2009، وذلك بعد أن توحدت مجموعة العشرين معاً للتوصل إلى خطة عمل.

من هنا توقعت مجموعة “جولدمان ساكس” أن تتقلص الاقتصادات المتقدمة بنحو 35٪ هذا الربع من 2020، أي أربعة أضعاف الرقم القياسي السابق الذي سجلته في عام 2008 خلال الأزمة المالية.

إن الأمر أكثر صعوبة هذه المرة بالنسبة لمجموعة تمزقها الخصومات مع الولايات المتحدة والصين بشأن التجارة، والمملكة العربية السعودية وروسيا على النفط، والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

حيث قال رئيس مؤسسة التمويل الدولي “تيم آدامز” إن مجموعة العشرين يجب أن ترتقي إلى مستوى المناسبة على الرغم من ذلك التباعد.

وأضاف إنه سيكون هناك اهتمام هائل وتوقعات هائلة تركز على تجمعات هذا الأسبوع، وإن عدم الوفاء بها يمكن أن يضر الأسواق والثقة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.