مكتبة التداول

هل يعود الذهب كملاذ آمن مع أسوأ خسارة بالأسواق منذ الأزمة العالمية؟

0

شددت المخاوف من انتشار فيروس كورونا قبضتها على الأسواق العالمية بنهاية فبراير مع انخفاض الأسهم في جميع أنحاء العالم بعد أسوأ هزيمة في وول ستريت منذ عام 2008.

حيث تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية لتشهد أكبر خسائر أسبوعية منذ أكثر من عقد، وهذا بعد أن فقد مؤشر “داو جونز” جميع مكاسبه هذا العام.

بالإضافة تراجع كلاً من مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” ومؤشر “ناسداك 100” أكثر من 13% بجلسات الأسبوع الماضي.

هل تشعر بالثقة الكافية لبدء التداول؟ افتح حسابك الآن 

فقدت الأسهم العالمية أكثر من 7 تريليون دولار في القيمة السوقية منذ 20 يناير عندما بدأ تفشي فيروس كورونا خارج الصين.

ولكن أظهرت الأسهم العالمية علامات توقف مؤقت على الأقل في جلسات اليوم الإثنين، مدفوعةً بالتفاؤل بأن البنوك المركزية قد تتحرك لخفض أسعار الفائدة بينما لم يتم تأكيد تلك الأخبار حتى الآن.

مخاوف فيروس كورونا تكبد الأسهم العالمية خسائر تجاوزت 7 تريليون دولار حتى نهاية فبراير

هذا أصبح مصدر قلق للمستثمرين مع أسوأ أسبوع منذ الأزمة العالمية في عام 2008 ما يقارب 10% حتى ذروة هذا الشهر.

حيث انخفض مؤشر MSCI لجميع الأسهم العالمية أكثر من 10٪ على مدار سبعة أيام متتالية من التراجع.

يسعى المستثمرون جاهدين لتقييم تأثير الوباء على الاقتصاد العالمي مع انتشاره إلى المزيد من البلدان، ويلقي بسلاسل التوريد نحو الفوضى ويقيد حركة الناس والبضائع.

تشير الخسائر واسعة النطاق التي تتزامن مع انخفاض الأسهم إلى تزايد المخاوف من أن الطلب على السلع سيتم سحقها مع استمرار تفشي الفيروس وتأثيره على النمو الاقتصادي العالمي.

الدولار والسندات يظهران مكاسب خلال العام الجاري مقارنةً بخسائر السلع والأسهم بسبب فيروس كورونا

لماذا تراجع الذهب بالرغم من مكانته كملاذ؟

تراجعت عائدات السلع بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورنا وتأثير الطلب على المواد الخام والوقود والغذاء في جميع أنحاء العالم.

سجلت المعادن الأساسية انخفاض حاد بنهاية الأسبوع الأخير في فبراير، وذلك بسبب منع شركات تجارة السلع الرئيسية الموظفين من السفر إلى الخارج .

كما قالت متحدثة يوم الخميس إن معظم العارضين من الصين أُجبروا على الانسحاب من مؤتمر التعدين السنوي في تورنتو خلال الأسبوع الجاري بسبب قيود السفر الدولية.

حيث واصلت أسهم التعدين بالتراجع، وسجل مؤشر بلومبرج العالمي للتعدين أكبر خسارة خلال اليوم منذ عام 2016.

مؤشر بلومبرج للتعدين يظهر تراجع نحو أقل مستوى في 4 سنوات بسبب تأثير فيروس كورونا

أما ما يخص الذهب عندما يتحول النفور من المخاطرة إلى حالة من الذعر في السوق فإن الملاذات الآمنة هي الأصول المطلوبة بعد ذلك.

وبالرغم من صعود بعض الملاذات الأسبوع الماضي إلا أن الذهب قد تراجع، وهذا لأن الذهب الاستثماري كان يتم تصفيته نقداً.

إن الانخفاض كان مدفوعاً ببيع المستثمرين المعدن لتغطية دعوات الهامش في أسواق الأسهم المتراجعة بشكل كبير.

حيث لا يزال معظم حاملو صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب يعززون عمليات الشراء، وهذا كما وضحنا في مقالتنا “الأسهم في حالة حجر صحي! والذهب يعزز مراكزه بسبب فيروس كورونا“.

مما يشير إلى أن التصفية جاءت في أسواق العقود المستقبلية للذهب، ولا يرغب مستثمرو الذهب في البيع ولكنهم مجبرون على تغطية الخسائر في فئات الأصول الأخرى.

تركزت عمليات البيع الأخيرة بشكل واضح على بورصة كومكس لعقود الذهب المستقبلية، وهو ما تسبب بالتراجع.

وكان أكثر من 3.4 مليون عقد والتي تبلغ قيمتهم حوالي 550 مليار دولار تم تداولها في أكبر مكان لبورصات الذهب الأسبوع الماضي.

عقود الذهب المستقبلية تشهد أكبر عمليات بيع أسبوعية لتعويض الخسائر في الأسهم بسبب فيروس كورونا

إن الانخفاض في الذهب يبدو مؤقتاً، وهذا في ظل تفشي فيروس كورونا والخسائر التي قد يتكبدها الاقتصاد العالمي في حالة استمراره خلال الأشهر القادمة.

هذا قد يكون إيجابياً لتوقعات المعدن الثمين على المدى الطويل، والذي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة مرتين هذا العام.

حيث ارتفعت الأسهم بعد أن صرح بنك إنجلترا أنه سيتخذ خطوات لحماية الاستقرار، ووعد بنك اليابان بالسيولة.

كذلك أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه مستعد لخفض أسعار الفائدة في بيان نادر صدر يوم الجمعة، ويعتزم وزراء مالية مجموعة السبعة تنسيق ردهم هذا الأسبوع.

“الذهب” على أساس فني

بعد أن تراجع الذهب نحو أقل مستوى منذ 12 فبراير ما زال يحافظ على فرص الصعود على المدى المتوسط، وهذا مع حفاظه على إغلاقاته الأسبوعية أعلى مستوى 1585.

بعد عمليات البيع الكبيرة للذهب لتغطية الخسائر في سوق الأسهم ما زال ضمن الاتجاه الصاعد

هذا يعزز فرص الذهب في الاتجاه الصاعد نحو مستوى المقاومة عند 1625، وباختراقها قد يواجه مستوى المقاومة الثانية عند 1653 دولاراً للأونصة.

حيث إذا نجح الذهب بإغلاق يومي أعلاها قد نشهد صعود للمعدن الثمين نحو مناطق 1700  ثم 1733 دولاراً للأونصة.

بينما إذا ما عاد وفقد تلك المكاسب مرة أخرى ما دون مستوى 1585 فقد يواجه مستوى دعم أولي عند 1567 متوسط متحرك 50 يوم، وما دون هذا المستوى سيواجه الدعم الثاني عند 1545 دولاراً للأونصة.

Leave A Reply

Your email address will not be published.