مكتبة التداول

كيف تتداول مع أزمة الائتمان

0

كما ذكرنا في مقالنا الأخير، نحن الآن في خضم أزمة ائتمانية.

والبنوك المركزية منخرطة في إجراءات غير مسبوقة في محاولة لتفادي الأزمة المالية التي قد تقود العالم إلى الركود.

ولقد تحدثنا بالفعل عن كيفية التداول في حالة الركود، ولكن ماذا عن فترة ما قبل الركود مباشرة؟

فنحن في نهاية المطاف لا ندري ما إذا كان الوضع الحالي سوف يتطور إلى ركود كبير، أم سيكون هناك انكماش سريع يتبعه انتعاش سريع نسبياً.

بالاستناد إلى البيانات الصينية، استنتج البعض إنه من ذروة الحالات؛ أي عندما يصبح انتشار فيروس “كورونا” تحت السيطرة، يكون هناك فترة تمتد من ثلاثة إلى أربعة أسابيع حتى يبدأ الاقتصاد في إعادة التنشيط.

ولقد دفع هذا بعض المحلّلين إلى الأمل المتفائل في أننا قد نعود إلى الوضع “الطبيعي” قبل نهاية الفصل الدراسي.

لماذا اختفت كل الأموال؟

إن ما يحدث الآن فريد بعض الشيء؛ بمعنى أنه لا يوجد أي خطأ بطبيعته في الأسواق المالية.

والخطر الذي يهدد الاقتصاد ما هو إلا عامل خارجي متمثل في السياسات التي تنتهجها الحكومة للسيطرة على تفشي مرض “كوفيد-١٩”. وهذا يعني إننا أقرب كثيراً إلى سيناريو عام ٢٠٠١ الذي تبع أحداث ١١ سبتمبر من سيناريو عام ٢٠٠٨.

وفي كل الأحوال فإن إحدى سمات أزمة الائتمان هي أن الجميع في حاجة إلى السيولة. والآن بدأت أغلب الشركات الكبرى بسحب قروضها التي تم اعتمادها مسبقاً من البنوك الكبرى. وهذا يعني توفر السيولة لديهم أثناء الفترة التي يضطرون فيها إلى إغلاق أبواب شركاتهم.

وفي الأساس، فإن الأمر يتلخص في الاستعاضة عن تدفقهم النقدي الطبيعي والاستمرار في دفع أجور الموردين والموظفين.

إخفاق الملاذات الآمنة

إن الطلب غير العادي على السيولة يفرض عبئاً هائلاً على الصناعة المالية، التي تعمل عموماً من خلال الموازنة بين التدفقات المستقرة نسبياً الواردة والصادرة.

وهنا يأتي دور البنوك المركزية لتزويدها بالسيولة التي يطالب بها العملاء. وإذا كان الإغلاق الاقتصادي قصير الأجل، فستستأنف الشركات عملياتها وتسدد الأموال التي اقترضتها.

وهذا هو أفضل سيناريو ويقدم أفضل الفرص للمتداولين.

ولكن يتعين علينا أيضاً أن نعي المخاطر، حيث تتحول أزمة الائتمان إلى كارثة؛ ثم إلى ركود. حيث يجني المتداولون المال من خلال إيجاد التوازن بين نسبة المخاطرة والربح لصالحهم.

التقلبات

لا أحد يدري على وجه اليقين إلى أين قد ينتهي هذا الوضع. لذا فإن الأسواق تشهد حالة من عدم اليقين الشديد. ويمكن أن تكون هناك تقلبات كبيرة حتى في الفوركس – مع انخفاض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بنسبة ٥٪ في يوم واحد، وهذا يعادل ٥٠٠ نقطة!

وبما أن الفكرة تتلخص في الحفاظ على السيولة اللازمة للشراء من القاع، فحين يتم تداول أزمة الائتمان، فلابد وأن تضع في اعتبارك بشكل خاص الهوامش والمخاطر الخاصة بك.

ذلك أن التقلبات الأوسع تعني أنه يمكنك تحقيق المزيد، ولكنك تريد أيضاً أن تكون قادراً على زيادة قدرتك على اغتنام الفرصة. تساعد الصفقات الأصغر والأقصر أجلاً في الاستفادة من تحركات السوق وتحقيق بعض الأرباح مع منعك من الوقوع في التداولات التي قد تمنعك من اتخاذ مراكز أفضل.

السيولة هي المسيطرة حين يوشك الركود

إن الأزمات الائتمانية غالباً ما يتفوق فيها المتداولون المعتدلون. فمع وجود الكثير من المخاطر في السوق، يُجبر المتداولون المجازفون إلى تصفية مراكزهم نتيجة تداولهم بكميات أكبر من المعدل الذي يسمح لهم البقاء في أمان.

فالمتداول الرصين الذي لديه رأس مال إضافي في حسابه يستطيع أن يجد بعض الصفقات الجيدة حقاً إذا أمعن النظر.

المقالات المترجمة من مدونة أوربكس الإنجليزية

Leave A Reply

Your email address will not be published.