مكتبة التداول

النفط أمام تحديات الحرب التجارية والنفط الصخري!

0

انخفضت أسعار النفط لليوم الثاني على ضوء المؤشرات على أن مخزونات الخام الأمريكي وإنتاج النفط الصخري سوف تستمر في التوسع. وهذا بعد أن تعززت أسعار النفط الخام نحو أعلى مستوى في 8 أسابيع على أثر التفاؤل بالمحادثات التجارية.

تراجعت عقود النفط الخام أكثر من 0.65٪ خلال الجلسات اليوم الصباحية، وهذا بعد انخفاضها بنسبة 1.2٪ يوم أمس الإثنين.

كذلك تراجع نفط برنت دون مستويات 61.80 أكثر من 0.65٪ بجلسات اليوم. وهذا أيضاً مع تراجع العقد الآجل بنسبة 1.4٪ أمس الإثنين ليغلق على 62.44 دولار للبرميل.

النفط الخام يتراجع من أعلى مستوياته في 8 أسابيع بعد تقارير ارتفاع المخزون وتوقع زيادة إنتاج النفط الصخري

معضلة النفط الصخري!

أصدرت الحكومة الأمريكية تقريراً يتوقع زيادة الإنتاج من النفط الصخري. ووفقاً لتقرير الحفر الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، فقد أظهر إنه سوف يرتفع الإنتاج في حقول الصخر الأمريكي الرئيسية بمقدار 49 ألف برميل يومياً إلى 9.13 مليون برميل يومياً في ديسمبر.

أيضاً مع استقرار مخزونات الخام في الولايات المتحدة عند أعلى مستوى في أربعة أشهر، أظهرت تقديرات وكالة “بلومبرج” إنه من المحتمل أن تكون المخزونات قد زادت بمقدار 1.5 مليون برميل الأسبوع الماضي. وبهذا سيكون ذلك هو التقدم الأسبوعي الرابع.

وفقاً لمتوسط تقديرات “بلومبرج” تتوقع زيادة مخزون النفط الخام الأمريكي للأسبوع السابق بمقدار 1.5 مليون برميل

معضلة الحرب التجارية!

الأسواق العالمية في وضع ثابت حساس لأي تطورات في التجارة بعد شهور من المفاوضات التي تتابع عن كثب، وهذا ما نراه مع كل إيجابية تعزز أسعار للنفط.

أتى ذلك على أثر تراجع وتيرة المحادثات التجارية بالسابق بين واشنطن وبكين على أسعار النفط التي هبطت بنحو 14٪ عن ذروتها في أبريل.

لم يتحرك النفط الخام فوق مستوى 60 دولاراً للبرميل منذ منتصف سبتمبر وسط إشارات متضاربة حول ما إذا كان أكبر اقتصادين في العالم سيتوصلان لاتفاق، ومتى سينهيان الطريق المسدود.

كما أزال مديري صناديق التحوط رهاناتهم بأن النفط الخام سينخفض ​​بأسرع وتيرة في 16 شهراً. حيث ساعدت آفاق هدنة الحرب التجارية وتباطؤ عمليات التنقيب في الصخر على انتعاش العقود الآجلة.

حيث بلغ متوسط ​​معدل التقلبات للنفط الخام بمقدار 36٪ على مدار 12 شهراً الماضية مقارنة بـمقدار 25.7٪ في العام السابق.

ساهمت سياسة “أوبك” والحرب التجارية وتغريدات “ترامب” في تقلبات مثيرة هذا العام لأسعار النفط

إن التحولات السريعة في المعنويات بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والعقوبات التي فرضها البيت الأبيض واشتداد التوتر في الشرق الأوسط والمضاربات حول حدود إنتاج “أوبك” التي قد تآكلت جميعها هذا العام.

مع ذلك، نقدر أن ضعف الطلب المرتبط بتأثير الحرب التجارية يمثل 70٪ من الانخفاض وإن الإمدادات الوفيرة هي المسؤولة عن البقية.

محركات أسعار النفط تمثلت في آثار الحرب التجارية وتوترات الشرق الأوسط بشكل أكبر من الإمدادات

بشكل عام

حسبما تظهر بيانات المنظمة سوف تتوسع مخرجات “أوبك” من المنافسين بأكثر من ضعف الاستهلاك العالمي في عام 2020 مع الزيادة المستمرة في زيت الصخر الأمريكي بإمدادات جديدة من البرازيل وبحر الشمال.

تشير بيانات المجموعة إلى أن الإمدادات من خارج “أوبك” من المقرر أن تتوسع بمعدل ضعف الطلب العالمي العام المقبل. وبذلك تخاطر بفائض جديد حيث إن المخزونات في طريقها للتضخم في النصف الأول من عام 2020.

حيث يعوق الاقتصاد الهش الاستهلاك بينما تتدفق الإمدادات الجديدة من الولايات المتحدة والنرويج والبرازيل.

توقعات إنتاج “اوبك” بالربع الرابع في 2019 حتى الربع الثاني من 2020

فمن المرجح أن يشكل معضلة لمجموعة “أوبك” وحلفائها من منتجي النفط إذا استمر هذا الاتجاه حتى النصف الاول من العام المقبل.

مع توقعات طويلة الأجل نشرت يوم 5 نوفمبر، خفضت المنظمة التوقعات بشأن كمية النفط التي ستحتاج إلى ضخها خلال السنوات القليلة المقبلة مع استمرار نمو النفط الصخري الأمريكي.

لذلك سيكون هناك خطر من أن الاستراتيجية الحالية تأتي بنتائج عكسية من خلال دعم الأسعار وتشجيع الاستثمار في منافسي “أوبك”.

إذاً لا بد من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة واضحة عندما تجتمع “أوبك” وحلفائها في فيينا يومي 5 و6 ديسمبر، والذين يمثلون حوالي نصف المعروض العالمي.

بينما يتمثل التحدي المتمثل باجتماع “أوبك” في ديسمبر الشهر المقبل سيكون في الإعلان عن تخفيضات أعمق في أن بعض الأعضاء لا يزالون غير متوافقين في حين أن البعض الآخر لا يلتزم بالمثل.

أوبك بحاجة أكبر لخفض الإنتاج مقارنة بالتقدير الحالي الذي ليس كافي لتعزيز الأسعار

لكن قد نرى سعي قوي من قبل المملكة العربية السعودية أكبر أعضاء “أوبك” للعمل على خفض أكبر للإنتاج لتعزيز أسعار النفط.

حيث إن هذا يعزز تحركها نحو طرح عملاق النفط السعودي “أرامكو” للاكتتاب، وهو ما تحتاجه لرفع أسعار النفط لضمان نجاح الاكتتاب خلال الفترة القادمة.

للمزيد بما يخص هذا الاكتتاب يمكنك الاطلاع عليه بمقالتنا السابقة هذه (عملاق النفط السعودي “أرامكو”، والاكتتاب المنتظر!).

أما على الصعيد الفني، مازلنا عند توقعاتنا التي ذكرناها في مقالتنا السابقة نحو صعود أسعار النفط الخام نحو مناطق 61 دولار للبرميل. وهذا ما قد نراه مع حفاظ السعر على تداولاته الأسبوعية أعلى مستوى 54 دولار للبرميل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.