مكتبة التداول

عملاق النفط السعودي “أرامكو”، والاكتتاب المنتظر!

0

تعمل شركة أرامكو السعودية كشركة لاستكشاف النفط، وتركز الشركة على التنقيب عن المواد الهيدروكربونية وإنتاجها وتكريرها وتوزيعها وشحنها. هذا بالإضافة إلى توفير خدمات تسويق النفط الخام. وتخدم أرامكو السعودية العملاء في جميع أنحاء العالم.

تعتبر شركة أرامكو السعودية هي ملك النفط، وهي المنتج الأول في العالم للنفط حيث توفر أكثر من 10٪ من النفط العالمي.

كان الدخل الصافي لشركة أرامكو في العام الماضي والذي بلغ 111 مليار دولار جعلها الأكثر ربحية لأي شركة مقارنة بأكبر الشركات العالمية.

متجاوزة أكبر الشركات قيمة سوقية مثل شركة “آبل” وشركة “سامسونج” وشركة “الفابيت” المالكة لجوجل. وكذلك تجاوزت شركات قطاع الطاقة، كلاً من “شيل” وشركة “إكسون”.

افتح حسابك مع أوربكس الآن واختبر استراتيجيتك حول أسعار النفط!

أرامكو تحقق أكبر ربحية تجاوزت 110 مليار في 2018 دولار متجاوزة أكبر الشركات العالمية

 

ما مدى جاذبية الاكتتاب في أرامكو؟

تجني أرامكو أموالاً أكثر من أي شركة أخرى، وتملك العديد من الشركات التابعة أو المشاريع المشتركة الدولية وتمد نفوذها على المستوى العالمي.

تقوم أرامكو السعودية بتنويع محافظها بإضافة مصافي آسيوية إلى محفظتها مع الاستثمار المخطط له في الهند وماليزيا وإندونيسيا والصين.

حيث تمتلك حصصها عبر شركات الطاقة في كوريا الجنوبية والصين واليابان، حيث توسع وجود أرامكو في اليابان بتملكها حصة 19.9٪ في “هيونداي أويل بانك” مقابل 1.6 مليار دولار.

بعيداً عن نشاطها الخام، اشترت أرامكو 50٪ من شركة تصنيع البوليمرات والجليكول من شركة “بتروناس كيميكالز” مقابل حوالي 900 مليون دولار. وتلتها عملية بنسبة 50٪ في مصنع المطاط الصناعي والإلستومر “أرلانكسو” مقابل 1.5 مليار يورو.

كما إنه قبل عام مضى، دخلت الشركة بشكل حاسم في السوق الأمريكية من خلال شراء شركة “موتيفا”. وبالتالي استحوذت على أكبر مصفاة في قلب ولاية تكساس الأمريكية.

حققت أرامكو ربحاً صافياُ قدره 68 مليار دولار. وحققت 244 مليار دولار في ايرادات تتعلق بالمبيعات في الأشهر التسعة الاولى من العام. أي أكثر مما حققته خمسة من أكبر منافسيها مثل “إكسون” و “شيفرون و “رويال داتش شل” و “بي بي سي” و “توتال إس”.

أرباح أرامكو بالربع الثالث تجاوزت أرباح أكبر خمس شركات طاقة منافسة مجتمعة

 

تقوم المملكة العربية السعودية بسحب كل المحطات لضمان نجاح الاكتتاب العام بعد أن قرر ولي العهد محمد بن سلمان أخيراً طرح أسهم في أكبر منتج للنفط في العالم.

حيث خفضت المملكة الضرائب على أرامكو للمرة الثالثة، وكشفت عن حوافز للمستثمرين بعدم بيع الأسهم وتفكر في زيادة الأرباح.

لماذا سيتم اكتتاب شركة “أرامكو”؟

تعد خطة إدراج أرامكو السعودية جزءاً من جهود المملكة العربية السعودية الأوسع لتحديث الاقتصاد ورفع الكفاءة وتنويع الدخل الاقتصادي. وهذا يأتي في ظل التهديدات على المدى الطويل لدخل المملكة من النفط.

يعد الاكتتاب العام بمثابة حجر الزاوية في خطة رؤية الأمير ولي العهد محمد بن سلمان 2030 لجعل الاقتصاد السعودي جاهزاً لعصر ما بعد النفط.

تقوم السعودية بسحب جميع المحطات لضمان نجاح طرح أرامكو العام الأولي لتقديم أسهم في أكبر منتج للنفط في العالم، وهذا في ظل احتواء أرامكو على أكبر احتياطي مدى الحياة مقارنة بأكبر شركات الطاقة العالمية.

أرامكو تحتوي على أكبر احتياطي بالحياة ما بين شركات الطاقة على أساس الإنتاج الحالي

كما أن هناك رؤية لبيع جزء من الشركة للمستثمرين الخارجيين لدعم حزمة إصلاحات “الرؤية 2030″، والهدف هو تنويع الاقتصاد وخفض البطالة وتقليل الاعتماد على النفط.

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على طرح فكرة الاكتتاب العام للمرة الأولى نشرت أرامكو نية ما يسمى بالتعويم يوم الأحد 3 نوفمبر. وهو التغيير الأكثر دراماتيكية في صناعة النفط السعودية منذ تأميم الشركة في السبعينيات.

ويأتي هذا مع التحديات بسبب انخفاض محتمل في الطلب على النفط على المدى الطويل بالإضافة إلى المخاوف البيئية، وتصاعد المنافسة السوقية مع أسعار النفط المنخفضة نسبياً التي ساعدت في إبقاء المنافسين مثل منتجي الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.

ما هي قواعد الاكتتاب العام في أرامكو؟

أكدت الشركة في 3 نوفمبر عزمها إدراج أسهمها في البورصة السعودية. ويعد الاكتتاب جزءاً كبير لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة العربية السعودية، أي إنه ليس بيع عادي للأسهم وليس فقط بسبب حجمه.

تحقق أرامكو حالياً ربحاً أكبر من أي شركة أخرى في العالم، ولكن هل هي الأكثر قيمة؟

يجب أن تأتي الإجابة في 5 ديسمبر مع التسعير النهائي عندما تقوم أرامكو السعودية ببدء تنفيذ أكبر طرح عام أولي في التاريخ في 17 نوفمبر.

حيث من شأن هدف الاكتتاب العام أن يجعلها الشركة العامة الأكثر قيمة في العالم، ومتجاوزة لعمالقة النفط الآخرين بأضعاف.

سوف يتم الطرح على مرحلتين، إدراج محلي أولي ثم المرحلة الثانية مع بيع دولي. ولكن حتى الآن لم تحدد النسبة التي سوف تطرح للمؤسسات بالسوق السعودي.

أما بالنسبة للأفراد فقد تصل النسبة إلى 0.5% من إجمالي رأس المال، وهذا بانتظار الإعلان عن النطاق السعري في 17 نوفمبر، وعلى أن يكون التسعير النهائي في 5 ديسمبر، واسترداد مبلغ الاشتراك الزائد للمستثمرين الأفراد في 12 ديسمبر.

تحاول السعودية أيضاً إقناع صناديق الثروة السيادية المحلية بالانضمام إلى الاكتتاب، وهذا اكتتاب الأفراد المقرر بين 17 و28 نوفمبر. أما اكتتاب المؤسسات فسيكون بين 17 نوفمبر حتى 4 ديسمبر.

سيكون مستثمرو التجزئة السعوديون الأفراد الذين يشاركون في الاكتتاب مؤهلين للحصول على سهم واحد مجاني وبحد أقصى 100 سهم. وهذا لكل 10 أسهم يشترونها إذا احتفظوا بها لمدة 180 يوماً من تاريخ الإدراج في البورصة المحلية.

تمنع قواعد البورصة السعودية شركة النفط العملاقة من إدراج أسهم إضافية لمدة ستة أشهر بعد بدء التداول.

ذلك وفقاً لتقدير مشمول في نشرة الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو السعودية التي تتكون من 658 صفحة، والذي يمكنك الاطلاع عليه من (هنا).

كذلك فإن الحكومة السعودية المالك الوحيد للشركة لن تقدم أي أسهم إضافية خلال فترة 12 شهراً بعد الإدراج. ولكنها تحتفظ بالحق في البيع لحكومات أجنبية أو المستثمرين المرتبطين بحكومات أجنبية.

هل سيكون هذا رقماً قياسياً عالمياً؟

كانت الخطة الأصلية هي بيع 5٪ من الشركة في الأسواق الدولية والمحلية. ولكن الاقتراح تم تقليصه مع خطط الآن لبيع حوالي 2٪ فقط في البورصة المحلية في الرياض تليها نسب أخرى في وقت لاحق.

مع ذلك، فإن بيع حصة تبلغ 2٪ لا يزال يمثل رقماً قياسياً عالمياً. ووفقاً لهدف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تهدف المملكة العربية السعودية إلى تقييم يبلغ 2 تريليون دولار.

يشير البحث بحسب العديد من المستثمرين الذين قاموا بمراجعته إلى أن البنوك تكافح من أجل تحديد تقييم دقيق لأرامكو.

واختلفت جميع التقييمات السعرية لشركة أرامكو بين 1 تريليون دولار و2.3 تريليون دولار. وتبدو ان البنوك التي تعمل على الصفقة تشهد تقديرات متباينة للغاية.

على الرغم من الاختلافات القائمة في التقييم، من الممكن أن يكون ذلك من أجل طرح عام أولي يتراوح بين 50 مليار دولار و100 مليار دولار.

هذا ما يفوق بكثير الرقم القياسي العالمي البالغ 25 مليار دولار الذي جمعته مجموعة علي بابا القابضة المحدودة في نيويورك في عام 2014.

وفقاً لتقييمات “بلومبرج” قد تكون قيمة الطرح الأولي لأرامكو بين 20 و40 مليار دولار

كافحت الرياض من أجل تحقيق التقييم البالغ 2 تريليون دولار، وهذا مع ما رأيناه على مدى السنوات الثلاث الماضية مع التقارير البحثية السابقة على الاكتتاب العام التي تستخدمها البنوك لجذب الفوائد على مبيعات الأسهم.

أيضاً عملت بسرعة لتهدئة الأعصاب بعد هجمات صاروخية في سبتمبر على منشآتها. وقامت أرامكو بقمع أسعار النفط المرتفعة التي من شأنها أن تعزز دفعات أكبر من قبل منافسيها الغربيين العام المقبل.

فيما من المتوقع أن يتم توجيه سعر البيع الأسبوع المقبل، لكن الأشخاص المطلّعين على الصفقة أخبروا وكالة “بلومبرج” أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد يكون راضياً عن تقييم يتراوح بين 1.6 تريليون دولار و1.8 تريليون دولار.

هل سيشتري المستثمرون الأجانب؟

تم تسويق الصفقة على نطاق واسع للمستثمرين الدوليين، وقد تم طرح نهج للمستثمرين الرئيسيين المحتملين مثل “ماليزيا بتروليوم ناسونال” ومجموعة “سينوبك” الصينية وشركة الصين الوطنية للبترول.

من المتوقع أيضاً أن تستخدم أرامكو قواعد الطرح التي تمكنها من تسويق الأسهم مباشرة لبعض المستثمرين الدوليين.

بعد الاكتتاب العام، قد يضطر مديري الصناديق الأجنبية الذين يتتبعون مؤشر “MSCI” للأسواق الناشئة إلى الشراء بشكل كبير في أرامكو، والذين هم بالفعل أصحاب أسهم كبيرة في المملكة العربية السعودية.

هذا يأتي في ظل بحث بعض المستثمرين الحاليين عن عائد يقدر بنسبة 6.5% بالنسبة لسندات أرامكو ذات عائد 40 عام، ولكن هذا لن يكون كافياً لرفع التقييم للقيمة السوقية.

عائد سندات أرامكو لأجل 40 عام يستقر عند نسبة 4% قبل بدء الطرح في 17 نوفمبر

حتى الآن تشير تقييمات المستثمرين في الأسواق الناشئة أنه ليس لديهم أي مخاوف على الإطلاق بشأن أرامكو، وهذا لأن القيمة السوقية تبنى بناءً على مقاييس مثل الأرباح الموزعة وتوقعات الأرباح.

في جميع الاحتمالات، عندما تأتي أرامكو إلى السوق فإن نسبة كبيرة من المستثمرين الدوليين الذين يقررون الشراء سيفعلون ذلك عن طريق إعادة التخصيص من حيازات حافظة الطاقة الناشئة في الأسواق الناشئة بدلاً من ضخ الكثير من الأموال الجديدة.

كما رأينا بالتقارير الأخيرة الواردة، فأن الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، قد تستثمر ما بين 5 إلى 10 مليارات دولار من خلال صناديق الثروة السيادية وغيرها من الشركات المملوكة للدولة.

هذا الاستثمار قد يعتبر بمثابة تحوط ضد ارتفاع أسعار النفط ويتوافق مع أهداف برنامج بكين الطموح للحزام والطريق.

Leave A Reply

Your email address will not be published.