مكتبة التداول

“اليورو” أمام مفترق التيسير الكمي من البنك المركزي الأوروبي

0

تراجعت الأسهم الأوروبية مع تداولات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية قبل اجتماعات البنوك المركزية الرئيسية في الأيام المقبلة، وارتفعت سندات الخزانة مع ارتفاع الدولار.

انخفض مؤشر “يوروب ستوكس 600” في اليوم الثاني بقيادة أسهم الخدمات المالية والرعاية الصحية، وتتفوق أسهم الشركات ذات رأس المال الكبير في أوروبا على نظيراتها الأصغر حجماً على مدار العام، مما يبرز مخاوف المستثمرين بشأن سيولة السوق حيث ارتفع مؤشر “يورو ستوكس 50” بنسبة 16٪، متجاوزاً تقدم مؤشر “يورو ستوكس الصغيرة” بنسبة 13٪.

مقياس أداء مؤشر “يورو ستوكس 50” يتغلب على مؤشر الشركات الصغيرة هذا العام

ينتظر المستثمرون قرارات السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، وسينضم البنك المركزي الأوروبي إلى موجة من تخفيف السياسة مع البنوك المركزية الأخرى حيث يتراجع الاقتصاد العالمي بسبب الحمائية والتوترات الجيوسياسية.

إن تحرك التحفيز الوشيك يسبق اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي، وبنك اليابان، والبنك المركزي السويسري، وبنك إنجلترا حيث يقومون بتقييم مقدار التيسير النقدي الذي قد يلوح في الأفق.

فيما يُنظر إلى البنك الوطني السويسري على أنه من المحتمل أن يخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى ما دون الصفر إذا تصرف البنك المركزي الأوروبي.

كما سيتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي قراره في 18 سبتمبر، وقد يقدم تخفيضاً في سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة. حيث تؤدي المواجهة التجارية المتوترة بين الولايات المتحدة والصين إلى إضعاف النمو العالمي.

مع ذلك، يستعد اليورو للتذبذب على المدى القريب بينما يتم تداول التذبذب الضمني على اليورو مقابل الدولار لمدة أسبوع في الطرف العلوي من نطاقه منذ فبراير.

إلا أنه لا يزال ضعيفاً إلى حد ما بالنظر إلى التباين في توقعات البنك المركزي الأوروبي، ويبحث الاقتصاديون عن حزمة تحفيز كبيرة ليتم تسليمها بينما يحتفظ المتداولون بتوقعات منخفضة بشأن إجراءات التخفيف.

لا يزال تقلب اليورو مقابل الدولار منخفضاً نسبياً قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس

اجتماع البنك المركزي الأوروبي!

سيقوم رئيس البنك المركزي الأوروبي “ماريو دراغي” باختبار مدى ملائمة صانعي السياسة العالمية هذا الأسبوع لأنه قد يطلق وابلاً من الحوافز لدعم النمو الاقتصادي. وسيؤدي ذلك إلى انخفاض اليورو إلى أدنى مستوى له منذ عام 2017، حيث يسعى المستثمرون إلى الأمان من الحرب التجارية الأمريكية الصينية وتباطؤ النمو في منطقة اليورو.

ان التباطؤ الأخير في اقتصاد منطقة اليورو قد فاجأ البنك المركزي الأوروبي، ونعتقد أن معظم هذا النقص دوري وأن البنك المركزي الأوروبي سيحاول تحفيز إجمالي الطلب لتعويض الضعف.

كان مسار الناتج المحلي الإجمالي الذي تنطوي عليه توقعات الاقتصاد الكلي الذي صدر في يونيو عند نسبة 1.3٪ حتى نهاية عام 2021. أيضاً مع تلك التحركات للبنك المركزي الأوروبي، يرى الاقتصاديون أنها ستدفع معدلات التضخم نحو مستويات 1.5٪ على أساس سنوي حتى عام 2021.

يرى اقتصاديو “بلومبرج” أن البنك المركزي الأوروبي قد يخفض توقعاته لعامي 2019 و2020

بما أن البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم تتسابق لخفض أسعار الفائدة فليس هذا هو الوقت المناسب لتراجع البنك المركزي الأوروبي.

حيث تكافح الشركات المصنعة في أوروبا، وخاصة في ألمانيا مع تأثرها بالحرب التجارية، ونظراً لوقوع قطاع التصنيع الألماني في الركود فقد تم تقييد يد “دراغي” ولا يستطيع ببساطة تحمل قوة اليورو أيضاً مع تفاقم البيانات الاقتصادية السلبية في منطقة اليورو.

انخفضت عوائد اليورو والسندات الألمانية حيث يبدو التحفيز أكثر ترجيحاً

إن قرار سياسة البنك المركزي الأوروبي هذا الخميس من قبل الرئيس “ماريو دراغي” يواجه احتجاجات كبيرة من الأعضاء. مع ذلك فإن أغلب الاقتصاديين يتوقعون أن يتغلب “دراغي” على المعارضة ويعلن المزيد من التسهيلات الكمية.

في حين أن برنامج التيسير الكمي يتألف من السندات الشرائية للبنك المركزي الأوروبي من البنوك والشركات، يتوقع الاقتصاديون أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بشراء سندات بقيمة 45 مليار يورو شهرياً لمدة عام واحد، وأصبحت هذه العمليات متاحة للبنوك كحافز.

ويجب أن يكون ذلك مصحوباً بعمليات إعادة التمويل من المقترضين، أي البنوك، وبذلك يتوقع أن يكون هناك تخفيض بمقدار 10 نقاط أساس في معدل الإيداع ليصبح سالب 0.50٪ للاستفادة من معدلات منخفضة للغاية نحو تحسين الإقراض للاقتصاد الحقيقي.

معدلات الفائدة للبنك المركزي الأوروبي والتوقع بخفض سعر الفائدة على الودائع بمقدار 10 نقاط أساس

تأثير قرارت البنك على “اليورو”؟

من المحتمل أن يمثل التيسير الكمي محوراً لخفض سعر الفائدة الذي يوسع الفرق بين تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو وأماكن أخرى، ويؤثر ذلك على أسواق العملات الأجنبية ويخاطر بغضب النقاد مثل “دونالد ترامب” نحو ضعف اليورو وقوة الدولار.

في حين أن “دراغي” يسعى جاهداً من أجل استقرار الأسعار ولا يستهدف اليورو. فإن كانت معدلات التيسير الكمي كبيرة، قد تدفع باليورو إلى مناطق 1.08، وهذا فرصة كي تكوّن مناطق بيع تحت مستوى 1.11.

لكن يجب الانتباه إلى أن اختبار مستويات 1.1140 متوسط متحرك 50 يوم قد تأتي إذا ما كانت معدلات التيسير الكمي أقل مما ينتظره المستثمرين والاقتصاديين، وأيضاً لا ننسى ترقب قرار البنك الفيدرالي نحو خفض الفائدة بالأسبوع المقبل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.