مكتبة التداول

الجنيه الإسترليني بين مطرقة البريكست وسندان قرارات بنك إنجلترا المتوقعة

0

لفت هبوط الجنيه الإسترليني بقوة انتباه الأسواق لأية أنباء جديدة متعلقة بمفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي لم تجد طريقها إلى النور بعد، خاصة بعد تولي “بورس جونسون” منصب رئيس الوزراء، وهو معروف بموقفه المعارض بشدة لمقترحات الاتحاد الأوروبي لاتفاقية الخروج وخاصة فيما يتعلق بالـ “باكستوب” أو ملف حدود أيرلندا الشمالية، ولا يمانع “جونسون” خروج بريطانيا بدون اتفاق إن لم يظهر الاتحاد الأوروبي نوعاً من المرونة في المفاوضات.

ولكن لم تكن مخاوف خروج بريطانيا وحدها هي السبب الرئيسي في الضغوط على الجنيه الإسترليني، فالانقسامات المحتملة داخل أروقة الحكومة البريطانية بين مؤيد ومعارض لاتفاقية الخروج جعلت الوضع السياسي متأزماً جداً وأرضاً خصبة لأية مفاجآت قد تغير ملامح المشهد السياسي تماماً خلال الأسابيع المقبلة.

إضافة إلى ذلك، تسببت حالة عدم اليقين سواء على صعيد العلاقات التجارية صاحبة المستقبل الغامض للمملكة أو على الصعيد المحلي في تردي الأوضاع الاقتصادية التي لم تصل إلى أسوأ حالاتها بعد.

نلاحظ تراجع العائدات على السندات الآجلة لعشرة أعوام إلى أدنى مستوى لها منذ تصويت بريطانيا لصالح الخروج في 2016 كما هو موضح على الرسم البياني.

 

ومن المقرر أن يعلن بنك إنجلترا اليوم عن قرارات لجنة السياسة النقدية في الساعة 11:00 صباحاً بتوقيت جرينتش ومن المتوقع أن يتم الإبقاء عليها دون تغيير، فبالرغم من أن مخاطر الخروج بدون اتفاق تستدعي خفض الفائدة إلا أن تسارع وتيرة ارتفاع التضخم بشكل قوي يتطلب التمهل في نفس الوقت قبل خفضها، خاصة مع تراجع قيمة الجنيه الإسترليني بشكل قوي منذ بداية العام كما هو موضح على الرسم البياني التالي.

 

تشير التقديرات إلى أن هبوط قيمة الجنيه الإسترليني سوف تسهم في تسارع وتيرة ارتفاع التضخم بـ 1% إضافية خلال العام المقبل.

بينما يظهر الرسم البياني التالي تسعير الأسواق خفض الفائدة بنهاية هذا العام من خلال مؤشر “Overnight Indexed Swap” أو ما يعرف في المملكة المتحدة بـ “SONIA” أو  (Sterling Overnight Interbank Average Rate).

 

أما من الناحية الفنية، لا تزال النظرة السلبية قائمة على المدى المتوسط والطويل طالما استقرت التداولات أسفل المستوى 1.2500 وتظل احتمالات اختبار المستوى 1.2000 قائمة خاصة في حال مهد بنك إنجلترا اليوم لاحتمالية اتخاذ إجراءات تسهيلية، سواء بخفض الفائدة أو زيادة عمليات شراء السندات أو إن زادت مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سوءاً، وقد يحشد الزوج المزيد من الزخم السلبي في حال الإغلاق اليومي أسفل المستوى 1.2120.

Leave A Reply

Your email address will not be published.