تراجع الأسهم العالمية قبيل تهديد “ترامب” بالتعريفات الجمركية غداً

تراجعت الأسهم العالمية إلى جانب العقود المستقبلية للأسهم الأمريكية خلال هذا الأسبوع مستمرة بذلك حتى جلسات اليوم مع تصاعد تهديدات التعريفات بين أكبر اقتصادين في العالم.

امتدت الأسهم الآسيوية بتراجعها بعد بيانات الإقراض الصينية الأضعف من المتوقع لشهر أبريل، وتراجعت مؤشرات الأسهم في طوكيو وشنغهاي بأكثر من 1٪ في حين تراجعت تلك الموجودة في هونج كونج وكوريا الجنوبية بأكثر من 2٪ و 3٪ على التوالي.

التداول وفقاً للأخبار السياسية يتطلب خبرة واطلاع. اختبر استراتيجيتك الآن

كذلك خلال الجلسات الأوروبية اليوم تراجعت أغلب الأسهم، وتراجع مؤشر “يوروب ستوكس 50” ما يقارب 1.2%. فيما تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية خلال هذا الأسبوع مع كلاً من مؤشر “ستاندرد آند بورز500” ومؤشر “الداو جونز” ما يقارب نسبة 1.9%، وتراجع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة أكثر من 2%.

ارتفع الين مع الذهب وسندات الخزانة حيث سعى المستثمرون إلى الملاذ، في حين انخفض اليوان الصيني إلى أضعف مستوياته منذ يناير.

تزداد المخاوف في الوقت الذي يلقي فيه المستثمرون تركيزهم على أكبر الاقتصادات في العالم مع اقتراب المحادثات الثنائية الرئيسية.

أيضاً بعد تهديد الرئيس الأمريكي في بداية الأسبوع كما وضحنا في مقالتنا السابقة (“ترامب” يوسع حلقة نار الحرب التجارية مع تغريداته عبر تويتر!) عاد وصّعد الرئيس “دونالد ترامب” من تهديده في خطاب متشدد أمام تجمع حاشد ليلة أمس في بنما سيتي بيتش “فلوريدا” قائلاً إن الصين خرقت الصفقة وستدفع.

بينما حذرت بكين من أنها ستنتقم إذا تم رفع التعريفات الجمركية الأمريكية كما تم الإعلان عنها المقررة يوم الجمعة.

وذكرت وزارة الشؤون الخارجية فى بكين أن الوفد الصيني غادر يوم الخميس لإجراء مفاوضات فى الولايات المتحدة، وأعلنت وزارة التجارة بشكلٍ منفصل أنها ستنشر قريباً تفاصيل التعريفات الانتقامية المخططة مع حثها على التعاون بين الجانبين لحل النزاع.

ومن المقرر أن يكون “ليو هي” كبير المفاوضين التجاريين الصينيين في الولايات المتحدة يومي الخميس والجمعة، وستستأنف المفاوضات بعد ساعات من اندلاع المخاوف مرة أخرى حول قوة الاستقرار الاقتصادي في الصين.

أشعلت أحدث موجة من الاضطرابات في سوق الأوراق المالية زيادة في تداول الأوراق المالية المتداولة في البورصة، والتي راهنت على التقلبات في مؤشر “ستاندرد آند بورز”. تداول يوم الثلاثاء في نيويورك  أكثر من 70 مليون سهم في Velocity Shares Daily 2x VIX على المدى القصير.

مما رفع أحجام التداول إلى أعلى مستوى على الإطلاق، وشهدت العقود الآجلة قصيرة الأجل لـ iPath Series B S&P 500 VIX ETN حركة مماثلة. كما ارتفع مؤشر المخاوف بالأسواق VIX إلى أعلى مستوياته منذ يونيو 2018.

السؤال الأهم الآن، هل يمكن اتمام اتفاقية مشتركة؟ وهل يمكن أن تصمد تلك الصفقة؟ يمكن القول إن المخاطر أكبر من أي وقتٍ مضى حيث تستعد الدولتان لفرض مزيد من الرسوم الجمركية على بعضهما البعض.

ما إذا كان اثنان من أكبر اقتصادات العالم سيغوصان بشكل أعمق في صراعهما التجاري، وسحب الاقتصاد العالمي في هذه العملية قد يعتمدان على المفاوضات المقررة يومي الخميس والجمعة.

حيث أظهر حتى الآن مؤشر الإجهاد المالي العالمي “ميريل لينش” من بنك أمريكا ارتفاع ضغط السوق العالمي، ولكن أقل بكثير من أعلى مستوى في ديسمبر. يعتبر هذا المؤشر مقياس للمخاطر عبر السوق وتغطية الطلب وتدفقات المستثمرين في النظام المالي العالمي.

أن أي اتفاق مبدئي قد يتطلب موافقة نهائية من الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” والرئيس الصيني “شي جين بينغ” في قمة وجهاً لوجه، وحتى بعد توقيع الصفقة قد يستغرق الأمر سنوات حتى تنجح في تصحيح الخلل التجاري.

فيما يبدو أنه في حالة فشل المحادثات أو أي رد إنتقامي من الصين سيكون هناك خطراً من أن تواجه الصين أي تمديد لفرض الضرائب الأمريكية على الرغم أن الحجم الأصغر لوارداتها قد يقيد قدرتها على القيام بذلك.

مما أعلن البنك الشعبي الصيني أنه سيضخ 280 مليار يوان (41 مليار دولار) من الصناديق طويلة الأجل عن طريق خفض نسبة الودائع التي تحتاج البنوك الأصغر إلى تأمينها.

كما يرى الخبراء الاقتصاديين أنه من المحتمل أن يؤدي فرض تعريفات جديدة إلى انهيار كامل في المفاوضات، والذي قد يؤدي إلى انخفاض بنسبة 10٪ إلى 15٪ في الأسهم الأمريكية من أعلى مستوياتها، وهبوط بنسبة 15٪ إلى 20٪ في الأسهم الصينية.