منذ أن اشتد النزاع السياسي الأمريكي التركي على أثر تهديدات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالسابق لاحتجاز كاهن أمريكي، شهدت الليرة التركية تراجع حاد، مما دفع بمستويات التضخم لمستوى أعلى بأضعاف عن المستهدف من قبل البنك المركزي التركي.
كما تعرض البنك المركزي التركي لضغوط لسنوات من قبل الرئيس “رجب طيب أردوغان” لإبقاء تكاليف الاقتراض منخفضة، ولكن مع أثار التضخم السريع تحرك البنك وتمتع بفترة خالية إلى حد كبير من التدخل السياسي منذ أزمة العملة في الصيف الماضي.
التداول وفقاً للأخبار السياسية يتطلب خبرة واطلاع. اختبر استراتيجيتك الآن
حيث رفع معدلات الفائدة بشكل كبير ليوقف هذا التحرك منذ زيادة قدرها 625 نقطة أساس في سبتمبر، وتحسن مع ذلك معدل التضخم لينخفض إلى أدنى مستوى في ستة أشهر بلغ 19.67٪ في فبراير. لكن ما زالت هناك بعض الضغوط التضخمية بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وما زالت المستويات أعلى بكثير من المتوسط المستهدف من للبنك المركزي البالغ عند 5٪.
فقد صدر أمس الأربعاء قرار اجتماع البنك المركزي التركي لشهر مارس، وأبقى على معدل سعر الفائدة دون تغيير بنسبة 24٪ كما هو متوقع في الأسواق. حيث يرى البنك أن المخاطر على استقرار الأسعار مستمرة على الرغم من بعض التحسن في توقعات التضخم.
هذا لم يعزز من مكاسب الليرة التركية خلال جلسات الأمس، ولتستمر العملة بالتراجع نحو أقل مستوياتها في 7 أسابيع خلال جلسات اليوم الخميس. هذا في ظل التصعيد الأمريكي ضد السياسة التركية لوقف شراء تركيا لنظام دفاع صاروخي روسي، الأمر الذي من شأنه أن يرسي الأساس لصراع دبلوماسي جديد.
كما جرد الرئيس “دونالد ترامب” بعض المصدرين الأتراك من وضعهم التجاري التفضيلي هذا الأسبوع.
يأتي قرار البنك المركزي التركي هذا كما توقعنا بالسابق مع ترقب الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في 31 مارس، والاختبار الأول لحزب العدالة والتنمية الحاكم منذ توليه سلطات تنفيذية واسعة العام الماضي.
لتبقى الأحداث الجيوسياسية هى المسيطرة خلال هذا الفترة على تحركات الليرة التركية، وربما كان البنك المركزي متردداً في مفاجأة الأسواق المالية بخفض لأسعار الفائدة قبل الانتخابات مباشرة. لكن مع انخفاض التضخم وتباطؤ الاقتصاد ما زلنا نتوقع أن تنخفض أسعار الفائدة في النصف الأول من هذا العام الجاري.
ويتوقع الاقتصاديون أن البنك المركزي لن يبدأ في التسهيل قبل الربع القادم وسيقدم 475 نقطة أساس من التخفيضات بنهاية العام. بينما تشير العوائد الضمنية لليرة التركية على مدى شهرين أن السوق يسعر انخفاضاً في معدل الفائدة من 50 إلى 75 نقطة أساس في الاجتماع التالي في 25 أبريل.
النظرة الفنية
تراجعت الليرة التركية مقابل الدولار نحو أقل مستوياتها منذ منتصف فبراير، وبهذا عادت لتتداول أعلى مستوى 5.4184 متوسط متحرك 200 يوم.
حالياً على المدى القصير مع حفاظ الأسعار على هذا المستوى سيواجه زوج العملة مستوى مقاومة أولية عند 5.4676 قمة 15 يناير ثم مستوى المقاومة الثانية عند 5.5050. أما أعلاها سيواجه مقاومة ثالثة عند 5.5430 قمة 14 فبراير، وأعلى تلك المقاومة ستتراجع الليرة مقابل الدولار نحو قمة النموزج المثلث الموضح بالرسم البياني عند 5.65.
حيث إغلاق يومي أعلاها قد يدفع زوج العملة على المدى المتوسط الصعود نحو مستويات المقاومة الأولية عند 5.8788 قمة 3 يناير، وباختراقها سيواجه المقاومة الثانية عند مستويات 6.200.
بينما إذا عادت الإيجابية لليرة التركية مقابل الدولار فعلى المدى القصير سيواجه مستوى دعم أولي عند 5.4150، وباختراقه سيكون مستوى الدعم الثاني عند 5.3860. فيما دون هذا المستوى قد يختبر المستوى السعر متوسط متحرك 100 يوم عند 5.3558، وإذا حافظ على التداول ما دونه قد يستمر بالتراجع نحو متوسط 50 يوم عند 5.3244.
أما على المدى المتوسط إذا شهد السعر إغلاق يومي ما دون مستوى 5.200 قد تشهد الليرة عودة إيجابية مقابل الدولار ليتراجع زوج العملة نحو مستوى الدعم الأولي عند 4.9625 قاع 2 أغسطس الماضي، وما دونه سيواجه مستوى الدعم الثاني عند 4.7370.
