مكتبة التداول

هل ينجح أوبك بتعزيز أسعار النفط؟

0

ما زال يتداول النفط الخام ما دون مستوى 53 دولار للبرميل مع استمرار عدم اليقين بشأن حجم التخفيضات في إنتاج أوبك قبيل إجتماعه الرسمي اليوم، ويأتي هذا التحرك في سبيل تعزيز الأسعار بعض الشيء بعد الانخفاض الحاد على مدى الشهرين الماضيين حيث فقد النفط ما يزيد عن 33% من مكاسبه هذا العام.

النفط الخام يهبط بشكل حاد منذ أكتوبر بعد تعهد الدول المنتجة النقص بالإمدادات بعد العقوبات الأمريكية على إيران

هذا بعد تعهد السعودية وبعض الدول الأعضاء بتعويض الإمدادات التي منعت على إيران بسبب العقوبات الأمريكية ووسط ضغوطات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لكن بعد التراجع الحاد بالأسعار تعافى النفط بشكل طفيف من بعض خسائر الشهر الماضي بعد أن وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على تمديد عقدهما لإدارة سوق النفط في 2019.

وينتظر المتداولين لمعرفة ما إذا كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وحلفاؤها بما في ذلك روسيا يمكن أن يضعوا اتفاقاً نهائياً بعد أن بدا أن السعودية تتراجع عن نداءات بمليون برميل يومياً من التخفيضات.

معدل إنتاجات أوبك للنفط الخام الحالية قبيل الإجتماع المرتقب اليوم نحو الاتفاق لخفض الإنتاج

كما صرّح محمد الرمحي وزير النفط العُماني للصحفيين أنه يوم أمس الأربعاء أبرم مع لجنة تقودها السعودية وروسيا أقوى أعضاء المجموعة توصي بتخفيض الانتاج لمدة ستة أشهر، ولكنهم لم يناقشوا مدى حجم أي تخفيضات مضيفاً أن المجموعة قد توافق في النهاية على إزالة حوالي مليون برميل يومياً من السوق.

مع ذلك، أوصت المملكة العربية السعودية وروسيا وأعضاء آخرون في منظمة أوبك بتخفيض إنتاج النفط متحدين إقراراً من الرئيس دونالد ترامب بتوكيل لإبقاء الصنابير مفتوحة، ولكن إجتماعهم لم يتفق على حجم التخفيض.

حيث كما هو معتاد من الرئيس ترامب من خلال منبر تويتر لتغريداته وتوجيهاته السياسية وجه معارضته لهذا التوجه من قبل أوبك والدول الحليفة لخفض الإنتاج، ويرى أن أسعار النفط المنخفضة هي مفتاح الحفاظ على النمو الاقتصادي في أمريكا. حيث قال على تويتر يوم أمس: “نأمل أن تبقي أوبك تدفقات النفط كما هي وليست مقيدة. العالم لا يريد أن يرى أو يحتاج إلى ارتفاع أسعار النفط”

الرئيس الأمريكي يظهر معارضته للإتفاق المرتقب من أوبك وعدم رضاه لارتفاع الأسعار من جديد!

على صعيد آخر، كانت هناك مفاجأة بإعلان دولة قطر خروجها من منظمة أوبك مع بداية يناير المقبل، ولكن هذا لم يكن له الأثر الأكبر على أسعار النفط. قطر هي الدولة الحادية عشر من حيث إنتاج النفط في منظمة أوبك، وتمثل أقل من 2% من إجمالي الإنتاج حيث لم يكن لها تأثير كبير لعودة الأسعار للارتفاع كما توقع البعض.

معدل ترتيب دولة قطر الحادي عشر من معدل الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك وشركائها

لذا فإن رحيلها قد لا يكون له تأثير كبير على المناقشات التي ستجري اليوم لخفض الإنتاج بالتزامن مع الحلفاء بما في ذلك روسيا. مع ذلك، فهي تضع سابقة مزعجة لمجموعة تتباهى بوضع المصالح الإقتصادية المشتركة فوق السياسة الخارجية.

كما في صفقة تخفيض الإنتاج لعام 2016 بين أوبك وغير الأعضاء بما في ذلك روسيا، خفضت قطر 30 ألف برميل في اليوم أي ما يعادل 1.7% فقط من الإجمالي.

مثّلت قطر أكبر دولة منتجة للغاز الطبيعي في عام 2017

تعتبر قطر سمكة في النفط وحوت في الغاز الطبيعي، فمع حساب كل من إنتاجها من النفط الخام والمتكثف، وهو شكل من أشكال النفط الخفيف للغاية، حيث تضخ البلاد حوالي مليون برميل في اليوم أي أقل من 10 مليون برميل من معدل إنتاج المملكة العربية السعودية.

من جهة أخرى، تترقب الأسواق بيانات وزارة الطاقة الأمريكية لمعدل التغيير بمخزونات النفط الخام الأمريكي للأسبوع الأخير في نوفمبر، وتشير التقديرات أنه من المتوقع تراجع المخزون بمقدار -0.7 مليون برميل، وهذا بعد ارتفاعه بالأسبوع المنتهي في 23 نوفمبر بمقدار 3.6 مليون برميل.

Leave A Reply

Your email address will not be published.