مكتبة التداول

مصير الجنيه الإسترليني تحت قبة البرلمان!

0

مع اقتراب تصويت البرلمان البريطاني الحاسم يوم الثلاثاء على صفقة البريكست ما بين المسؤولين بالمملكة المتحدة والإتحاد الأوروبي فقد أنهى الجنيه الإسترليني تداولاته على تراجع بالأسبوع الماضي، وهذا وسط الأخبار الواردة بخصوص مواجهة رئيسة الوزراء تيريزا ماي معارضات حادة من نواب وأحزاب يقولون بأنهم لا يمكنهم دعم الصفقة.

الجنيه الإسترليني لا يزال بالقرب من أدنى مستوياته مع اقتراب التصويت على اتفاق البريكست بالبرلمان البريطاني

مع ذلك، يُعتبر هذا الأسبوع لحظة الحقيقة للمستثمرين بالنسبة لصفقة خروج بريطانيا التي تم التفاوض عليها من قبل رئيس الوزراء تيريزا ماي، ومن الواضح أن مصير هذه الإتفاقية سيكون له تداعيات بالغة الأهمية بالنسبة لمستقبل المملكة المتحدة. وواجهت رئيسة الوزراء تيريزا ماي دعوات من المشرعين خلال عطلة نهاية الأسبوع بتأجيل التصويت يوم الثلاثاء حيث يبدو أنها مهيأة للهزيمة.

حيث إذا تم رفض الصفقة تخشى الأسواق من عدم وجود حل بسيط، وسوف يصوت مجلس العموم البريطاني على اتفاق الطلاق في الإتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء، ولكن وزير البريكست البريطاني كواسي كوارتنج أخبر قناة سكاي نيوز أن رئيسة الوزراء لا تزال تستطيع الحصول على الصفقة.

رئيسة الوزراء ماي أمام معركة شرسة للحصول على 320 صوت لتمرير صفقة البريكست

ما هي السيناريوهات وأثرها على الجنيه الإسترليني؟

أولاً، بنجاح رئيسة الوزراء بالحصول على الأصوات لتمرير الصفقة فلن يتغير أي شيء حتى يناير 2021 عندما تنتهي فترة السماح والتي يمكن تمديدها لمدة سنة أو سنتين، وستستمر الحياة في المملكة المتحدة كما كانت من قبل مع تطبيق جميع قواعد الإتحاد الأوروبي، بما في ذلك حرية حركة البضائع والأشخاص عبر الحدود، ولكن المملكة المتحدة لن يكون لها رأي في وضع القواعد.

بذلك يمكن أن تؤدي الأغلبية الصاخبة لـ 320 صوتاً لصالح رئيسة الوزراء ماي إلى ارتفاع الجنيه بنسبة تزيد عن 6٪ من 1.27 الآن إلى 1.31 ثم 1.35 مقابل الدولار خلال الأسابيع المقبلة.

سيناريو الموافقة واضح وإيجابي للمستقبل أما الرفض سيكون معقد وأمامه العديد من السيناريوهات

ثانياً، إذا خسرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي التصويت فسوف تسير بريطانيا في طريقها للخروج بشكل غير منظم في مارس من عام 2019، والذي يجعل المستقبل السياسي غامض مما قد يدفع حزب العمال إلى إجراء إنتخابات عامة. مما ستضيف الفوضى التي تلت فرصة أفضل للمشرعين لمحاولة إطلاق استفتاء ثاني في إعادة التصويت في يونيو 2019 لمغادرة الإتحاد الأوروبي.

وقد تواجه تيريزا ماي إقالتها من قبل حزبها، أو يمكنها أن تعلن مجموعة من الإجراءات من أجل خروج بريطانيا من الاتفاقية وإعادة الاتفاقية إلى البرلمان مرة ثانية، وقد يقرر مجلس الوزراء تبني نهج جديد تجاه خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في محاولة لكسب أغلبية الموافقة على صفقة في مجلس العموم، وهذا يعني محاولة الحفاظ على علاقات أوثق مع الكتلة.

بذلك إذا أتى الرفض بأكثر من 75 صوتاً سينخفض الجنيه إلى 1.24 ثم 1.20 دولار، وهو مستوى يمكن أن يدفع المشرعين للتحرك لتجنب انهيار المملكة المتحدة قبل خروجها من الكتلة الأوروبية في مارس.

ثالثاً، توجه رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى خيار بديل وهو عدم المجازفة بخسارة مذلة قد تدمر المملكة المتحدة في فوضى سياسية غير مسبوقة، وأن تقرر تأجيل ما إذا كان سيعرض اتفاق خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي للتصويت في البرلمان غداً، ليكون أمامها التوجه إلى قمة الإتحاد الأوروبي يوم الخميس على أمل الحصول على المزيد من التنازلات من القادة الذين أوضحوا بالفعل أنه ليس لديهم ما يعطونها. حيث من المقرر اجتماع قادة الإتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس، وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان من جديد أن الاتفاق المعروض حالياً لا يمكن التفاوض بشأنه.

بذلك، قد يحصل الجنيه الإسترليني على بعض الدعم الإيجابي على المدى القصير إذا ما إستسلمت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للضغط المتزايد لتأجيل التصويت يوم الثلاثاء على صفقة البريكست.

الناتج المحلي الإجمالي متوسط 3 أشهر يتراجع على أثر مخاوف البريكست نحو أقل مستوى منذ يونيو

من جهة أخرى، فقد نمو اقتصاد المملكة المتحدة زخمه خلال الأشهر الثلاثة حتى أكتوبر مع اقتراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأظهر الناتج المحلي الإجمالي تراجع في تقديرات أكتوبر، مما أثبتت عجز الطفرة الصيفية المبكرة مع تزايد المخاوف من احتمال خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي دون التوصل إلى إتفاق.

Leave A Reply

Your email address will not be published.