مكتبة التداول

بداية النهاية للبنك المركزي الأوروبي

0

يشهد زوج اليورو مقابل الدولار ارتفاع معدل التذبذب إلى ما يقارب 15٪ مع ارتفاع تكاليف التحوط قبل قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن السياسة النقدية والمؤتمر الصحفي للرئيس ماريو دراجي، وهذا هو ثالث أعلى قراءة هذا العام في يوم اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي ويقترح التعادل بحدود 70 نقطة مع نقطة في 1.1380.

كما يرتفع معدل التذبذب لمدة أسبوع ليصل إلى 9.29٪ وهو أعلى مستوى له في خمسة أشهر، والذي سجله يوم 7 نوفمبر مع التركيز أيضاً على اجتماع البنك الإحتياطي الفيدرالي الأسبوع القادم.

ارتفاع معدل تذبذب حركة اليورو قبل قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن السياسة النقدية والمؤتمر الصحفي للرئيس ماريو دراجي.

حيث بحلول الوقت الذي تترقب به الإسواق قرار ماريو دراجي اليوم الخميس بخصوص برنامج شراء السندات، فإن بنكه المركزي وأربعة آخرين في مكان قريب مثل سويسرا والنرويج وأوكرانيا وتركيا، حيث سيقومون بتسليم قراراتهم النهائية الخاصة لعام 2018 في وابل من الإعلانات كل ساعة تقريباً.

وقد تهيمن المخاطر السياسية على هذه التوقعات بما في ذلك أي تداعيات من إنعدام الإستقرار في أوروبا الغربية بسبب خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي والشعبيين في إيطاليا ومثيري أعمال الشغب في فرنسا إلى التوترات التجارية الدولية وفي حالة أوكرانيا والإنتخابات الوطنية والقلق العسكري.

مع توجيه الميكروفونات للمركزي الأوروبي تترقب الأسواق سلسلة من القرارات لأربع بنوك مركزية أخرى

حيث يوشك ماريو دراجي على إنهاء حقبة بإيقاف برنامج التيسير النقدي الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي حتى مع النظرة الاقتصادية الضبابية في أحسن الأحوال، ومن المتوقع أن يلتزم رئيس البنك المركزي الأوروبي بالخطة التي تم وضعها قبل ستة أشهر لإنهاء مشتريات السندات بقيمة 2.6 تريليون يورو (3 تريليون دولار)، معتبراً أن العوامل الأساسية في منطقة اليورو لا تزال سليمة بما فيه الكفاية لدعم تراكم التضخم.

مع ذلك، تأتي هذه الخطوة بعد مرور أربع سنوات على إنهاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لبرنامجه أيضاً بعد ضعف حاد في البيانات الاقتصادية. كما من المتوقع أن تظهر توقعات البنك المركزي الأوروبي المحدثة زخماً أبطأ في حين أن التوترات التجارية العالمية وإخلاء بريطانيا مع إجراءات البريكست، والأزمة المالية الإيطالية ما زالت قائمة لتشكل تهديداً.

معدل النمو الإقتصادي بمنطقة اليورو في تراجع منذ عام 2014 ومنذ بداية برنامج شراء السندات للبنك المركزي الأوروبي

ماذا سنراقب بالمؤتمر الصحفي؟

مع بداية النهاية لبرنامج شراء السندات فقد وعد ماريو دراجي بإنهاء التيسير الكمي هذا الشهر حيث يجب أن تكون النتيجة الأولية لقرار البنك المركزي الأوروبي تأكيد ذلك، وقد يقدم تعليقه وتوقعاته الجديدة أدلة على ما إذا كان التباطؤ في النمو الاقتصادي في المنطقة ينذر بالخطر بما فيه الكفاية لعرقلة زيادة في سعر الفائدة في وقت لاحق من العام المقبل.

من المحتمل أيضاً أن يواجه أسئلة حول الكيفية التي يخطط بها البنك المركزي الأوروبي لإعادة إستثمار السندات المستحقة المكتسبة كجزء من تحفيز البنك المركزي لمدة أربع سنوات.

فعلى الرغم من البيانات الإقتصادية الضعيفة، من المرجح أن يؤكد صانعي السياسة يوم الخميس أن برنامج التخفيف الكمي سيتوقف في نهاية هذا الشهر.

وقد تكون أكبر جائزة للمستثمرين في السندات عندما يتخذ البنك المركزي الأوروبي قراره النهائي بشأن السياسة النقدية لهذا العام خطة أكثر وضوحاً لمحفظة شراء الأصول التي تبلغ قيمتها 2.6 تريليون يورو (3 تريليون دولار).

حيث أحد الإقتراحات الطموحة هو إعادة إستثمار عائدات الديون المستحقة في أوراق مالية أطول تذكرنا بـ “عملية تويست” في الفيدرالي الأمريكي في عام 2011 لبيع سندات قصيرة الأجل وشراء عقود أطول، وهذا من شأنه أن يسمح للبنك المركزي الأوروبي بمواصلة الضغط الهبوطي على أسعار الفائدة على المدى الأطول لضمان بقاء السياسة النقدية في حالة مستقرة.

التوقعات الاقتصادية المرتقبة بالاجتماع

النمو

كان البنك المركزي الأوروبي يتوقع أن يتوسع اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 0.4٪ في الربع الثالث، ولكن ضعف قطاع السيارات في ألمانيا وتقلص الصدمة في إيطاليا قد حطم هذه الآمال حيث ارتفع الإنتاج بنسبة 0.2٪ فقط.

كما شهدت توقعات سبتمبر الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي نمواً بمقدار 0.5٪ في كل فصل من العام القادم. مع إنحسار الزخم بوضوح كما لاحظ الإقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فإن الكثير من هذا التقلب الدوري ربما يتم حذفه من التوقعات هذه المرة، وقد يدفع ذلك توقعات النمو لعام 2019 إلى 1.6٪ من 1.8٪ وربما أكثر.

توقعات النمو المرتقبة من البنك المركزي الأوروبي بالربع الرابع مقارنة توقعات وكالة بلومبرج

فيما تشير التوقعات أن يترك البنك المركزي الأوروبي توقعاته للربع الرابع عند 0.4٪، ولكن من المحتمل أن تكون هناك تغييرات أكبر في توقعاته لعام 2019.

من شأن التقدير الهابط للحجم اللائق أن يسمح للبنك المركزي الأوروبي بأن يصف المخاطر التي تهدد توقعات النمو على أنها متوازنة، فمن الأفضل تقديم توقعات خالية من التمني بدلاً من تغيير رصيد المخاطر، والذي يمكن أن يرسل إشارة إلى الأسواق المالية بأن سحب الحوافز سيتأخر ولا نعتقد أن البنك المركزي الأوروبي مستعد لإرسال هذه الرسالة حتى الآن.

التضخم

إن أكبر الأخبار منذ توقعات سبتمبر الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي هي انخفاض أسعار النفط مما يؤثر على تقديرات التضخم، ولكن ذلك لن ينعكس بالكامل في التوقعات.

حيث تتعتمد تقديرات المسؤولين بعض الشيء على أسعار النفط للتقديرات المستقبلية، واستندت توقعات وكالة بلومبرج على تكلفة النفط الدولار حوالي 67.5 دولار في عام 2019 مقارنة مع 71.7 دولار في توقعات سبتمبر.

تقديرات التضخم المرتقبة من البنك المركزي الأوروبي مقارنة بتوقعات وكالة بلومبرج

هذا يعني أنه من المتوقع حدوث تقديرات هبوطية لتوقعات التضخم، ولكنها ستكون أصغر مما كانت عليه. فيما يكمن الخطر في أن التضخم يأتي أقل من توقعات البنك المركزي الأوروبي، وأن هذا يبدأ في العمل كمساهمة في الأرباح.

فهناك مجموعة من الأدلة التي تشير إلى أن نمو الأجور يتسارع والتوقعات بأن تستمر المكاسب في الأجور في الإرتفاع حتى عام 2019 على الرغم من تباطؤ النمو، وذلك لأن الركود في الاقتصاد قد تم استيعابه إلى حد كبير بالفعل. كما سيتم نشر توقعات التضخم في عام 2021 لأول مرة مع التوقع بشيء قريب جداً من الهدف عند 2.0%.

بشكل عام

إن مهمة دراجي اليوم هي إقناع المشاركين في السوق بأن التوقعات لم تتدهور بما فيه الكفاية للتخلي عن خطط رفع أسعار الفائدة، وأن يؤكد على أن مؤشرات مديري المشتريات تبقى متماشية مع التوسع الاقتصادي المستمر.

أيضاً أن سوق العمل كان يتشافي وأن نمو الأجور قد بدأ في الارتفاع، وألا يكون هناك أي تغيير في وصف رصيد المخاطر للتنبؤات فالقيام بذلك سيعطي مصداقية لتسعير السوق. كما نتوقع أن تكون لغة التوجيهات المستقبلية على أسعار الفائدة بدون تغيير.

مما يوجه الأنظار بعيداً عن أسعار الفائدة نحو خطط الاستثمار في التيسير الكمي وإجراءات السيولة وإيطاليا التي قد تحظى بأكبر قدر من الإهتمام في المؤتمر الصحفي.

فيما يتوقع الإقتصاديين تطبيق مفتاح رأس المال الجديد للبنك المركزي الأوروبي على الأصول المستحقة في برنامج الشراء، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تحول طفيف عن السندات الإسبانية والإيطالية ونحو الديون الألمانية.

Leave A Reply

Your email address will not be published.